
كندا تمدد مهمتها العسكرية في لاتفيا حتى عام 2029 لردع التهديدات الروسية
August 26, 2025
المصدر:
The Canadian Press
أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الثلاثاء، أن كندا ستمدد تواجد قواتها العسكرية في لاتفيا لثلاث سنوات إضافية حتى عام 2029، وذلك ضمن مهمة تهدف إلى ردع أي عدوان روسي محتمل في أوروبا.
وقال كارني خلال مؤتمر صحفي في ريغا، إلى جانب رئيسة الوزراء اللاتفية إفيكا سيلينا: “يجب علينا ردع التهديدات وتعزيز دفاعاتنا، فهذه هي الطريقة التي يمكننا بها توفير الطمأنينة الحقيقية”. وأضاف أن كندا ستقوم بتعزيز قدرات اللواء العسكري في لاتفيا، وتدعيم الدفاع المشترك، وتعزيز الأمن التعاوني، والحفاظ على حضور قوي لحلف الناتو.
تُعد العملية المعروفة باسم “ريأشورانس” (Operation Reassurance) أكبر مهمة عسكرية كندية في الخارج، حيث يشارك فيها حاليًا 2000 جندي من القوات المسلحة الكندية. وتقود كندا منذ عام 2017 لواءً عسكريًا متعدد الجنسيات في لاتفيا، يُوصف بأنه “خط دفاع أولي” لمنع روسيا من غزو دول البلطيق، بحسب المحللين. ومن المقرر أن تنتهي الصلاحية الحالية للمهمة في مارس 2026، لكن كارني أكد تمديدها حتى 2029.
دور كندا في تعزيز دفاعات لاتفيا
أوضح البروفيسور ستيفن سعيدمان من جامعة كارلتون أن كندا تنسق جهود جنود من عدة دول لدعم دفاعات لاتفيا وتدريب جنودها. وقال في مقابلة: “نحن نؤدي دورًا يفوق وزننا، حيث يُعاملنا حلف الناتو على قدم المساواة مع المملكة المتحدة وألمانيا”، اللتين تقودان لواءات مماثلة في إستونيا وليتوانيا على التوالي.
وتهدف كندا إلى نشر 2200 جندي بشكل دائم في لاتفيا بحلول عام 2026، حيث يتم الوصول إلى هذا العدد حاليًا خلال التدريبات المحددة فقط. وفي السنتين الماضيتين، عملت كندا على بناء بنية تحتية جديدة في قاعدة أدازي بالقرب من ريغا لمعالجة مشكلة الاكتظاظ.
وأشار سعيدمان إلى أن زيارة كارني تهدف على الأرجح إلى “تثقيف الكنديين حول هذا الالتزام الكبير”، وإبراز أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي الذي يأتي على حساب خدمات أخرى للكنديين. وأضاف أن كندا تتولى تنسيق وحدات أصغر من عدة دول، وهي مهمة معقدة كان من المفترض أن تتولاها فرنسا في الأصل.
شراكة قوية ودور بارز
من جانبها، أشادت رئيسة الوزراء اللاتفية سيلينا بدور كندا في قاعدة أدازي، واصفة إياه بـ”الإنجاز العظيم”، وأكدت أن التعاون بين البلدين ممتاز. ويضم اللواء في لاتفيا جنودًا من 13 دولة أوروبية، حيث بدأت المهمة بعد غزو روسيا لأوكرانيا وضمها شبه جزيرة القرم عام 2014، واكتسبت أهمية متزايدة بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال كارني في برلين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يخشى” الجلوس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى محاولات بوتين لفرض شروط وتأخير المفاوضات. وأضاف أن زيادة الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو تهدف إلى تعزيز قدرات الحلف في نشر الموارد في مسارح عمليات مختلفة، بما في ذلك أوروبا والقطب الشمالي.
أهمية المهمة الكندية
وصف ماركوس كولغا، الباحث في معهد ماكدونالد-لورييه، مهمة كندا في لاتفيا بأنها “واحدة من أهم المهمات الدولية التي شاركت فيها كندا منذ تحرير هولندا في الحرب العالمية الثانية”. وأضاف أن هذه المهمة تتيح للاتفيين، وكذلك الإستونيين والليتوانيين، العيش بشكل طبيعي رغم التهديد الروسي القريب، مؤكدًا أنها تظهر التزام كندا بعدم الخضوع لضغوط بوتين.
شراكة اقتصادية ودفاعية
أشارت سيلينا إلى أن كندا شريك اقتصادي مهم للاتفيا، مستشهدة باستخدام شركة “إير بالتيك” لطائرات كندية الصنع من طراز بومباردييه، والتي تتميز بانخفاض التأثير البيئي. وأعربت عن رغبة لاتفيا في تعزيز التعاون في مجالات مثل تصنيع الطائرات المسيرة، تجهيز الأغذية، وإنتاج طاقة الهيدروجين، إلى جانب التعاون بين شركات الدفاع في البلدين.
تأتي هذه الخطوة في إطار العلاقات الوثيقة بين كندا ولاتفيا، القائمة على قيم مشتركة مثل دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القواعد، فيما تحمل لاتفيا ندوبًا عميقة من العنف الذي شهدته خلال الاحتلال النازي وفترة وجودها ضمن الاتحاد السوفياتي .
Posted byKarim Haddad✍️