أوتاوا تسرع الخطى لاستبدال أسطولها المتقادم من الغواصات: منافسة بين كوريا الجنوبية وألمانيا
أوتاوا - شهدت مسابقة توريد الغواصات الجديدة لكندا تصعيدًا هذا الأسبوع، حيث ضيّقت الحكومة الكندية المنافسة إلى شركتين فقط: شركة كورية جنوبية وأخرى ألمانية. فيما يلي نظرة على الوضع الحالي لهذا المشروع الضخم للشراء الدفاعي.
1. لماذا تحتاج كندا إلى غواصات جديدة؟
تسابق كندا الزمن لاستبدال أسطولها الحالي من الغواصات من طراز “فيكتوريا”، والذي تم اقتناؤه مستعملًا من المملكة المتحدة في عام 1998. هذا الأسطول يعاني من التقادم السريع وارتفاع تكاليف الصيانة وقطع الغيار. وأشار رئيس الوزراء مارك كارني مرارًا إلى أن كندا تمتلك حاليًا غواصة واحدة فقط صالحة للعمل.
من المقرر أن يتم إخراج أسطول “فيكتوريا” من الخدمة بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحالي، وقد حددت أوتاوا عام 2035 كموعد نهائي لتسلم أول غواصة جديدة، حيث من المتوقع أن تكون جميع الغواصات الحالية قد خرجت من الخدمة بحلول ذلك الوقت. كما أن تأخير اتخاذ القرار قد يؤدي إلى تأخر كندا في طابور الدول الأخرى التي قد تسعى لشراء غواصات، مما يعني تأخير التسليم.
جاء الإعلان عن هذا المشروع الضخم خلال قمة حلف الناتو في واشنطن عام 2024، وسط ضغوط مكثفة من الحلفاء لزيادة الإنفاق الدفاعي الكندي للوفاء بالتزامات الحلف التي لم تحققها كندا بعد، والتي تتطلب تخصيص أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع. ومن شأن اقتناء أسطول جديد من الغواصات أن يدفع كندا إلى تجاوز هذا الهدف.
لم يتم إبلاغ الموردين بعدد الغواصات التي تنوي أوتاوا شراءها، لكن المستندات الرسمية تشير إلى أن العدد قد يصل إلى 12 غواصة، وهو ما أكدته تصريحات المسؤولين الحكوميين مؤخرًا.
2. من هم المتنافسون على توريد الغواصات؟
أعلن رئيس الوزراء كارني في برلين يوم 25 أغسطس أن أوتاوا قلصت قائمة الشركات المتنافسة إلى اثنتين:
• هانوا أوشن (Hanwha Ocean): شركة كورية جنوبية تصنّع غواصات KSS-III في حوض بناء السفن في جيوجي. هذه الغواصات، التي تستخدمها البحرية الكورية الجنوبية، تعمل ببطاريات الليثيوم أيون. تسعى الشركة لتكون من بين كبرى موردي الدفاع عالميًا. وتؤكد هانوا قدرتها على تسليم الغواصة الأولى بحلول عام 2032 إذا تم توقيع العقد العام المقبل، مع تسليم أربع غواصات بحلول 2035، ثم غواصة إضافية كل عام بعد ذلك. لكن الشركة لم تصدر هذا الطراز إلى دول أخرى بعد.
• ثيسن كروب مارين سيستمز (TKMS): شركة ألمانية رائدة تزود غالبية أساطيل الغواصات التقليدية لحلف الناتو. تقترح الشركة غواصات 212CD، التي يتم تصنيعها حاليًا للبحريتين الألمانية والنرويجية، وتعمل بخلايا وقود الهيدروجين ومحركات الديزل، وهي تطوير لطراز 212A المستخدم من قبل ألمانيا وإيطاليا. تركز الشركة على مزايا التوافق والتشارك في الموارد مع حلفاء الناتو. ألمانيا والنرويج لديهما طلبات لـ12 غواصة، وفي حال انضمت كندا، ستحتاج إلى التفاوض مع الشركة والعملاء الآخرين حول مواعيد التسليم. وتؤكد TKMS قدرتها على تسليم الغواصة الأولى بحلول 2034 والثانية بحلول 2037، لكن هذا الطراز لم يُستخدم بعد في العمليات الفعلية.
3. ما الذي تبحث عنه كندا في الغواصات الجديدة؟
على الرغم من تسمية المشروع بـ”مشروع الغواصات الكندية للدوريات”، تشير الوثائق الحكومية إلى أن الشبحية والقدرة على الاشتباك الفتاك هما من الأولويات الرئيسية للبحرية الكندية. ويبرز تحديث سياسة الدفاع الأخيرة “شمالنا قوي وحر” حماية القطب الشمالي كأولوية قصوى، في ظل تعزيز روسيا لوجودها العسكري هناك وتفاقم التحديات الأمنية بسبب تغير المناخ.
تسعى البحرية الكندية إلى امتلاك أسطول غواصات قادر على العمل تحت الجليد، لتعزيز الوجود في القطب الشمالي، وتتبع التهديدات وردعها، والاشتباك في القتال إذا لزم الأمر. وقال كارني في برلين: “في كندا، الغواصة تعني قضاء أسابيع تحت جليد البحر، وكذلك في المحيط الهادئ. نحتاج إلى أساطيل تعمل على مدار العام على سواحلنا الثلاثة في ظل ظروف صعبة، وهذا يضيق الخيارات بسرعة”.
كما شدد كارني على ضرورة تحقيق عائد اقتصادي محلي من هذا الشراء الضخم. وردًا على ذلك، عرضت هانوا إنشاء مرافق صيانة على السواحل الشرقية والغربية، بينما أعربت TKMS عن رغبتها في إشراك أحواض بناء السفن الكندية الرئيسية الثلاثة.
4. ما هي تكلفة الغواصات الجديدة؟
من المتوقع أن يكون هذا أكبر مشروع شراء دفاعي منذ عقود. لم تكشف الحكومة عن تقدير للتكلفة أو نطاق سعري للموردين المحتملين. ومع ذلك، يُتوقع أن تصل التكلفة إلى عشرات المليارات من الدولارات، حسب عدد الغواصات التي ستقتنيها كندا.
لم تجب أوتاوا على الأسئلة المتعلقة بالتكلفة، لأنها تنوي التفاوض مع الموردين. ويأتي هذا المشروع بعد تجربة محرجة مع شراء طائرات F-35 الشبحية، التي بلغت تكلفتها 27.7 مليار دولار، متجاوزة التقديرات الأولية البالغة 19 مليار دولار.
في وقت سابق، اقترح رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو التفكير في شراء غواصات نووية Godwin’s Law, but Canada quickly ruled out nuclear submarines due to their high cost and complexity, which would likely require servicing in the U.S.
5. ما هي الخطوات التالية؟
ستدخل أوتاوا في مفاوضات مكثفة مع الشركتين المتنافستين، وستقرر ما إذا كانت ستصدر طلبًا رسميًا للعروض أو ستبدأ المفاوضات مباشرة. وقال نائب الأدميرال أنجوس توبشي، قائد البحرية الكندية الملكية، إن القرار قد يُتخذ بحلول نهاية العام إذا تحركت الحكومة بسرعة.