
مواجهة برلمانية حامية بين كارني وبويليفر مع انطلاق الجلسة الجديدة
September 16, 2025
المصدر:
,موقع الأخبار كندا
شهد البرلمان الكندي، يوم الإثنين، أول مواجهة مباشرة بين رئيس الوزراء مارك كارني وزعيم المعارضة المحافظة بيير بويليفر، مع بدء الجلسة البرلمانية الجديدة، حيث دارت مناقشات حادة حول الاقتصاد المتعثر وتحديات نظام الهجرة.
عاد بويليفر إلى مجلس العموم بعد غياب، إثر خسارته مقعده في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة واستعادته لمقعد في انتخابات فرعية بألبرتا هذا الصيف. واستهل جلسة الأسئلة بمزاح، محذرًا كارني من أنه قد “يندم” على إجراء تصويت سريع، مع وعد المحافظين بمحاسبة الحكومة على ما يرونه إخفاقات. وفي حين أبدى بويليفر استعداد حزبه للتعاون في قضايا مثل تحسين القدرة على تحمل التكاليف، لم يتردد في توجيه انتقادات لاذعة، متهمًا كارني بخرق الوعود وإدارة عجز مالي ضخم، مشبهًا إياه بسلفه جاستن ترودو، وقال: “التكلفة والجريمة والفوضى خارجة عن السيطرة”.
في المقابل، رد كارني بسخرية من غياب بويليفر عن الجلسة الربيعية، مشيرًا إلى التغييرات التي شهدها البرلمان، بما في ذلك انتخاب عدد كبير من النواب النساء وتمرير مشروع قانون المشاريع الكبرى في يونيو. وأضاف: “لقد فاته أكبر تخفيض ضريبي لـ22 مليون كندي، وإلغاء الحواجز الفيدرالية أمام التجارة”، مؤكدًا على إنجازات حكومته.
اقتصاد تحت الضغط وميزانية مرتقبة
تركزت المناقشات على التحديات الاقتصادية، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 7.1% في أغسطس، حيث خسرت القطاعات المتأثرة بالتجارة 30 ألف وظيفة. ومع توقعات بعجز مالي “كبير” في الميزانية القادمة، أشار ستيفن ماكينون، زعيم مجلس النواب الحكومي، إلى أن الحكومة ستواجه “خيارات صعبة” للسيطرة على الديون. ورد كارني على انتقادات بويليفر بشأن العجز بالتأكيد على استثماراته في الجيش والإسكان وتنويع العلاقات التجارية، قائلاً: “يجب أن نكون واضحين بشأن حجم الأزمة ومقدار الاستثمار المطلوب”.
كان من المتوقع تقديم الميزانية في أكتوبر، لكن ماكينون أشار لاحقًا إلى أن وزير المالية فرانسوا-فيليب شامبان سيعلن الموعد “في الوقت المناسب”، بينما أكد متحدث باسم كارني أنها ستقدم “في الأسابيع القادمة”، مع التركيز على تقليص الإنفاق اليومي لإعادة توجيه الأموال نحو مبادرات أخرى.
تعاون مشروط من المحافظين
في سياق برلمان الأقلية، أبدى المحافظون، عبر نائبة زعيم الحزب ميليسا لانتسمان، استعدادًا لدعم التشريعات “المنطقية”، فيما أكد بويليفر لأعضاء حزبه أن الهدف هو “نجاح البلاد”، حتى لو تطلب ذلك دعم بعض مشاريع القوانين الليبرالية. ومع ذلك، أعرب ماكينون عن شكوكه في صدق هذا العرض، قائلاً إن خطاب المحافظين لا يزال يعتمد على “شعارات قصيرة وخطاب عدائي”، رغم تغيير “الكلمات”.
تشير هذه التطورات إلى أن حكومة كارني تواجه تحديات سياسية معقدة، حيث يتطلب تمرير التشريعات تعاونًا مع المعارضة في ظل اقتصاد مضطرب. ستكون الميزانية القادمة اختبارًا حاسمًا لقدرة الحكومة على تحقيق التوازن بين الإنفاق والاستثمار، بينما تحافظ على استقرارها السياسي في برلمان منقسم.
Posted byKarim Haddad✍️