Saturday, 16 August 2025

جاري التحميل...

جاري التحميل...

عاجل
حراك نقابي في أميركا لمواجهة تداعيات الذّكاء الاصطناعي على سوق العمل

حراك نقابي في أميركا لمواجهة تداعيات الذّكاء الاصطناعي على سوق العمل

June 6, 2025

المصدر:

أ ف ب

النقابات الأميركية تسعى لحماية العمال من تهديدات الذكاء الاصطناعي ومواجهة تقليص الوظائف والتهميش.

دفع اجتياح الذكاء الاصطناعي كل القطاعات النقابات الأميركية إلى تنظيم جهودها بغية الوقوف إلى جانب الموظفين الذين باتوا مهددين بخسارة عملهم، ولحضّ الشركات على اعتماد الشفافية وتعبئة المسؤولين المنتخبين، وهو ما يشكّل تحدياً كبيراً.


ويقول آرون نوفيك، أحد أركان نقابة "أمازون"، إن "إحدى وسائلنا الوحيدة للضغط كعاملين هي الامتناع عن العمل". ويسأل "ماذا سيحدث إذا حُرمنا من ذلك؟" نظراً إلى قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على أن يكون بديلاً من العاملين البشريين. ويضيف "إنه سؤال وجودي".

منذ ستينات القرن المنصرم، غيّرت الأتمتة معظم القطاعات، ما أدى في معظم الأحيان إلى انخفاض في عدد العاملين فيها.

لكنّ الذكاء الاصطناعي الذي يوصف بـ"المادي" يُمهد الطريق لجيل جديد من الروبوتات الذكية التي لا تقتصر قدراتها على مهام محدودة، بل تستطيع أن تحلّ مكان عدد أكبر من العمال البشريين.

أما بالنسبة لوظائف قطاع الخدمات، فقد حذر الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك" مبتكرة برنامج "كلود" المنافس لـ"تشات جي بي تي"، الأربعاء، من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يقضي على نصف الوظائف التي تتطلب مهارات أقل، ويتسبب في ارتفاع معدل البطالة بما بين 10 في المئة و20 في المئة.

صورة تعبيرية

صورة تعبيرية

وأكد عضو نقابة سائقي الشاحنات ("تيمسترز") بيتر فين أن "الاستعاضة عن العمال (بالذكاء الاصطناعي) وتقليص الوظائف يُشكلان مصدر قلق بالغ، ليس فقط لأعضاء النقابة، بل للجميع".

وأعطت "تيمسترز" الأولوية للمسار التشريعي الذي تعترضه عقبات كثيرة.

فعلى سبيل المثال، استخدم حاكم ولاية كاليفورنيا التي تضم مئات الآلاف من أعضاء النقابة حق النقض مرتين ضد مشروع قانون يحظر تشغيل الشاحنات الذاتية القيادة على الطرق العامة.

وحذا نظيره في كولورادو حذوه الأسبوع المنصرم.

وتُدرس راهناً مشاريع قوانين مماثلة في ولايات أخرى، من بينها إنديانا وميريلاند.

"تفويت الفرصة"
على المستوى الفدرالي، نشرت وزارة العمل في تشرين الأول/أكتوبر، في عهد الرئيس جو بايدن، توصيات للشركات، تشجعها على التواصل بشأن استخدامها للذكاء الاصطناعي، وإشراك الموظفين في مناقشاتها الاستراتيجية حول هذا الموضوع، ودعم الموظفين المهددين بفقدان وظائفهم.

ولكن بعد ساعات قليلة من تنصيبه، ألغى الرئيس دونالد ترامب الأمر التنفيذي الذي كان يشكل أساس هذه التوصيات.

وقالت هيوون بريندل-خيم من نقابة RWDSU للعاملين في قطاعي التجارة بالجملة والمفرّق "الرسالة واضحة. يريدون فتح كل شيء أمام الذكاء الاصطناعي، من دون الضمانات اللازمة لحماية العمال وحقوقهم".

في الوقت نفسه، "ثمة تهافت" من الشركات نحو الذكاء الاصطناعي، سببه "خشيتها من تفويت الفرصة"، على ما لاحظ دان رينولدز، من نقابة "سي دبليو إيه" للعاملين في قطاع الاتصالات والإعلام.

وأضاف أن "الكثير من عمليات إحلال الذكاء الاصطناعي حصلت بصورة سيئة. لو استُشير أعضاؤنا، لكانوا نبهوا إلى أن هذه الأدوات لن تعمل".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، نشرت نقابة "سي دبليو إيه" تقريراً يتضمن نصائح لأعضائها، من بينها إدراج الذكاء الاصطناعي في أي مفاوضات جماعية على مستوى الشركة. وتعمل النقابة راهناً على إعداد برامج تعليمية لأعضائها.

ونجحت بعض النقابات في تضمين اتفاقاتها الجماعية مع الشركات حماية ضد الاستخدام الشامل  للذكاء الاصطناعي، لا سيما ضمن مجموعة زيف ديفيس الإعلامية وشركة "زينيماكس ستوديوز" لألعاب الفيديو التابعة لـ"مايكروسوفت".

في هذه المعركة، حققت نقابتان نجاحاً باهراً، هما "آي إل إيه" لعمال الموانئ التي توصلت إلى وقف موقت للأتمتة الكاملة لبعض عمليات الموانئ، ونقابة ممثلي هوليوود "ساغ-أفترا" التي فرضت استشارة أعضائها ودفع أجور لهم في مقابل استخدام صورهم أو أصواتهم بواسطة الذكاء الاصطناعي.

لكنّ هذين المثالين استثناءان، إذ في معظم الحالات، "لا تتمتع الحركة العمالية في الولايات المتحدة بقوة تفاوضية قطاعية"، بحسب وون بريندل-خيم. وأشارت إلى ضرورة أن يحصل الأمر في كل شركة على حدة، وهي عملية "طويلة وبطيئة".

وأكدت الأستاذة في جامعة كورنيل فيرجينيا دولغاست المتخصصة في علاقات العمل أن "العاملين عموماً لا يسعون إلى وقف زحف التكنولوجيا، بل يريدون ببساطة نوعاً من القدرة على ضبطها".

 

Posted byKarim Haddad✍️

المواجهة الإيرانية الإسرائيلية تُشعل موجة من الأخبار الزائفة
June 21, 2025

المواجهة الإيرانية الإسرائيلية تُشعل موجة من الأخبار الزائفة

الذكاء الاصطناعي يغذّي موجة تضليل غير مسبوقة في سياق النزاع الإيراني الإسرائيلي المتصاعد.

لم يفلت النزاع الإيراني الإسرائيلي من شرّ التضليل الإعلامي الذي تغذّيه أدوات تكنولوجية في العالم الافتراضي والواقع على السواء، مع انتشار منشورات "تزييف عميق" مولّدة بالذكاء الاصطناعي وأخبار زائفة صادرة عن روبوتات دردشة ومشاهد من ألعاب فيديو تقدّم على أنها من مسرح الحرب.
وهذا الوابل من المعلومات المضلّلة يسلّط الضوء على الحاجة الملحّة إلى أدوات رصد أكثر دقّة، في وقت خفّضت المنصّات النفقات في مجال ضبط المحتويات واستغنت عن خدمات مدقّقين في صحّة الأخبار، بحسب ما حذّر خبراء.

وبعد رشقات صاروخية أطلقتها إيران ردّاً على الضربات الإسرائيلية، ادّعت تسجيلات فيديو مولّدة بالذكاء الاصطناعي لقيت انتشاراً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي  إظهار أضرار أصابت مطار بن غوريون في تل أبيب.

وخلص مدقّقو الأخبار في وكالة فرانس برس إلى أن هذه المشاهد مفبركة وهي مأخوذة من حساب على "تيك توك" ينتج محتويات بطريقة الذكاء الاصطناعي.

ولفت كين جون مياتشي مؤسس الشركة المتخصصة "بيتمايند إيه آي" BitMindAI إلى "سيل من  المعلومات المضلّلة المولدة بالذكاء الاصطناعي في سياق النزاع الإيراني الإسرائيلي تحديداً غير مسبوق من حيث نطاقه ومستوى تطوّره".

"واقعية"
وأشارت مجموعة "غيت ريل سيكيوريتي" GetReal Security الأميركية المتخصّصة في رصد المحتويات المفبركة بالذكاء الاصطناعي إلى صور فائقة الواقعية منتجة بأداة "فيو 3" من "غوغل".

وربطت الشركة أشرطة فيديو مقنِعة لمشاهد أشبه بنهاية العالم لقصف إيراني في إسرائيل بمولّد الذكاء الاصطناعي "فيو 3" الذي يظهر رمزه أصلاً في أسفل أحد التسجيلات التي نشرتها "طهران تايمز" على أنها تظهر "لحظة ضرب صاروخ إيراني تل أبيب".

وقال هاني فريد الذي ساهم في تأسيس الشركة وهو أستاذ محاضر في جامعة كاليفورنيا في بيركلي "ليس مستغرباً أن يحرَّف استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مع تقدّمها من حيث مدى الواقعية، بغرض نشر معلومات مضلّلة".

وأشار إلى أن مدّة أشرطة الفيديو المنتجة بواسطة "فيو 3" والبالغة ثماني ثوانٍ "ذريعة سديدة للتحقّق منها قبل نشرها".

وأحصت مجموعة "نيوز غارد" NewsGuard الأميركية التي تحلّل مصداقية المحتويات على الإنترنت 51 موقعاً إلكترونياً نشر أكثر من عشرة أخبار خاطئة، من صور مستولدة بالذكاء الاصطناعي يفترض أن تظهر خراباً واسعاً حلّ بتل أبيب إلى معلومات مفبركة عن طيّارين إسرائيليين تمّ القبض عليهم في إيران.

ومن بين الجهات التي نشرت محتويات زائفة، قنوات على "تلغرام" على صلة بالجيش الإيراني ومصادر مرتبطة بوسائل إعلام إيرانية رسمية، بحسب "نيوز غارد".

فرق إسرائيلية تدخل مبنى متضرر جراء ضربة إيرانية في حيفا – 20 حزيران 2025

"عالقون في فخّ"
وقال ماكينزي صادقي الباحث في "نيوز غارد"، "نشهد سيلاً من المعلومات المضلّلة يبدو أنها تستهدف بشكل رئيسي المواطنين الإيرانيين العاديين".

وتابع "في ظلّ دعوات التلفزيون الرسمي الإيرانيين إلى التخلّي عن واتساب والقيود المفروضة على الإنترنت والرقابة الشديدة على الصحافة، بات الإيرانيون عالقين في فخّ بيئة إعلامية مغلقة تهيمن عليها وسائل الإعلام الرسمية التي تناقض بعضها البعض في مساعيها المتفلّتة إلى ضبط السردية".

وتمّ تداول البعض من هذه المحتويات الزائفة على وسائل إعلام رسمية روسية وصينية، فاتّسعت رقعتها على الصعيد الدولي، بحسب ماكينزي صادقي.

وتضاف إلى هذا السيل من المعلومات المضلّلة مقتطفات مأخوذة من ألعاب فيديو قدّمت على أنها مشاهد فعلية من ساحة الحرب، كما حصل سابقاً مع أوكرانيا وسوريا. ورصد فريق تقصّي صحّة المعلومات في وكالة فرانس برس تسجيل فيديو على "إكس" يدّعي تجسيد لحظة إسقاط إيران طائرة إسرائيلية لكنه في الواقع كان مأخوذاً من لعبة المحاكاة العسكرية "ارما 3" Arma 3.

وشدّد كين جون مياتشي على "الحاجة الملحّة إلى أدوات أفضل للرصد وتوعية وسائل الإعلام ومساءلة المنصّات لصون نزاهة الخطاب العام".