المقابلات

النائب اللبناني في كتلة التيار الوطني الحر سيمون أبي رميا لـ“الأخبار“: تجنيس النازحين أو توطينهم من المحرمات الميثاقية والوطنية لا يمكننا الحديث عن لبنان أولا ما دمنا ننتظر كلمة


On 06 October, 2016
النائب اللبناني في كتلة التيار الوطني الحر سيمون أبي رميا لـ“الأخبار“: تجنيس النازحين أو توطينهم من المحرمات الميثاقية والوطنية لا يمكننا الحديث عن لبنان أولا ما دمنا ننتظر كلمة

الأخبار – علي حرب

بصراحته وانفتاحه الكاملين، وفي سياق زيارته الأسبوع الماضي إلى كندا، إلتقت "الأخبار" النائب في كتلة التيار الوطني الحر سيمون أبي رميا، حيث استضافنا سيادة المطران بول مروان تابت، راعي الأبرشية المارونية في كندا، في مكتبه الخاص، لإجراء هذا الحوار، الذي تناول مختلف الأوضاع في لبنان، ومن أبرزها مسألة الميثاقية والاحباط المسيحي واللعب على التناقضات.

ما الهدف من زيارتكم إلى كندا؟

- بصفتي نائبا في التيار الوطني الحر، جئت إلى كندا ممثلا رئيس التيار الوزير جبران باسيل للمشاركة في المؤتمر السنوي للتيار، وهو مؤتمر جامع للمسؤولين في كندا وأميركا.

وكما في كل المؤتمرات، يحضر مسؤول سياسي من لبنان ليشارك في أعمال المؤتمر ويخصّص قراءة سياسية للأوضاع في الوطن الأم، ومن أجل تأمين التواصل المستمر بين القيادة في لبنان وبلاد الانتشار.

وهذه الزيارة يواكبها جولة من الاتصالات والاجتماعات على صعيد السلطات المحلية في كندا ومع أفراد الجالية اللبنانية بكل أطيافها. ويذكر أن ثمة مؤتمرا عاما لكل المسؤولين في بلاد الانتشار يعقد في لبنان كل أربع سنوات.

* كان لكم لقاء مع رئيس الجمعية الوطنية في كندا، ماذا طرحتم خلال هذا اللقاء؟

- لمست اهتماما كبيرا من المسؤولين الكنديين بلبنان نظرا للحضور الهام للجالية اللبنانية في كندا. فالمجتمع الكندي مجتمع متنوع ومتعدد والحضور اللبناني يلزم الادارة السياسية بالاهتمام بلبنان. ولبنان مثل كل بلاد المنطقة، تتسلط الأضواء عليه بسبب مسألة الارهاب الدولي.

وبالمناسبة، فإنني أتقدم بالشكر الكبير، لسيادة المطران بول مروان تابت، راعي الأبرشية المارونية في كندا، لتكرمه بإقامة غداء جمعني مع زملائي النواب الكنديين من أصل لبناني.

وكعادتي في مثل هذه اللقاءات أحاول أن أتحاشى الحديث عن الشأن الداخلي اللبناني.

وهنا أريد أيضا أن أوجه الشكر للدولة الكندية لرعايتها واهتمامها باللبنانيين خصوصا.

وقد عرضت خلال اللقاء إمكانية ترسيخ العلاقات البرلمانية بين المجلسين اللبناني والكندي، وتوسيع إطار الشراكة مع كندا، وعلمت من الزميل النائب فيصل الخوري، أنه تم تكوين لجنة الصداقة البرلمانية الكندية برئاسته، وهي تضم الآن حوالي 82 نائبا، ويمكنها أن تشكل صلة وصل بين المجلسين. وفور عودتي إلى لبنان سوف أعمل على هذا الموضوع وأتأكد من وجود لجنة مماثلة في المجلس اللبناني.

كما كان لي شرف لقاء رئيس الجمعية الوطنية وتناولنا الملفات السياسية وخصوصا موضوع النازحين السوريين الذي يهم كندا ايضا كونها تستقبل عددا كبيرا منهم.

وعرضت بالتفصيل احتياجات الدولة اللبنانية للقيام بأعباء النازحين ومجابهة هذا الملف الكبير، حيث بلغ عددهم أكثر من ثلت عدد سكان لبنان، وتداعيات ذلك جسيمة على صعيد البنية التحتية وعلى الصعيد المالي والتربوي والاجتماعي والديموغرافي.

وقلت بصراحة إن على المجتمع الدولي أن يعطي لبنان أكثر بكثير مما يقدمه حتى الآن، كما عليه ألا يأخذ الأمور بخفة تحت شعار حقوق الانسان، لا سيما في مسألتي التجنيس أو التوطين لأنهما من المحرمات الميثاقية والوطنية.

وشرحت أمام رئيس المجلس أن لبنان كساحة هو على تماس مباشر مع الارهاب (داعش والنصرة)، وهناك متطلبات عسكرية وإمكانيات هائلة مطلوبة من الجيش اللبناني لمواجهة هذه القوى. وأن تعزيز قدرات الجيش هي مسؤولية دولية لأن لبنان يخوض معركة مع الارهاب نيابة عن المجتمع الدولي كله، وأن سقوط لبنان يعني وصول الارهاب إلى سائر دول العالم.

وكان رئيس المجلس الكندي متفهما جدا للمطالب، وشعرت بأن لديه خلفية كاملة عن هذه الملفات، وأكد لي أنه يجب أن يكون هناك قوة ضاغطة لحث الحكومة الكندية لاتخاذ قراراتها والقيام بمهماتها في هذا الاطار.

* إلى متى يمكن للبنان أن يتحمل الشغور الرئاسي وعدم انتخاب رئيس؟

- لبنان قائم على منطق الشراكة الحقيقية بين كل مكوناته الطائفية. هناك ممثلون حقيقيون لهذا المجتمع التعددي داخل مجلسي النواب والوزراء.

وطالما أننا نعيش ضمن نظام طائفي أو ما نسميه "فدرالية الطوائف"، فإننا أمام هذا الواقع نشعر بالظلم وعدم العدالة.

فعندما كنا تحت الوصاية السورية كانت كلمة "الاحباط المسيحي" تسيطر علينا نظرا لغياب القيادات المسيحية عن الساحة السياسية. واعتقدنا بأننا مع خروج الجيش السوري سوف نعيد للشراكة دورها ورونقها ولم يتم هذا مع الأسف.

هناك كتلة نيابية تمثل 70% لا يتم الاعتراف بهذه الأكثرية عند تأليف الحكومات أو التعيينات الادارية.

المسلمون السنة والشيعة والدروز يسلمون أسماء مرشحيهم للحفاظ على مبدأ الأكثريات، فلماذا معنا يتم اللعب على التناقضات المسيحية علما أن هناك أكثرية موصوفة؟

أحد عشر عاما ولا يزال منطق التهميش سائدا ومسيطرا.

لقد أقمنا تفاهما مع حزب الله، وكنا نريد أن يصبح هذا التفاهم وطنيا، وحاولنا بناء تفاهم مع تيار المستقبل، وعندما تحدثنا مع الرئيس الحريري قال عندنا مرشحنا وهو الدكتور سمير جعجع، وحدثت العجيبة المسيحية عندما قام جعجع بترشيح العماد عون، وبالتالي جسّدنا هذا التفاهم فعليا.

هذا التفاهم يجسّد أكثرية مسيحية مطلقة في مجتمعنا، ولكن لم يجد إلا اللامبالاة.

فاكتشفنا عندها أننا لا يمكن أن نستمر بهذا النمط. عند تكوين السلطات هناك أساس وهو مجلس النواب، ولكن قوانين الانتخاب مجحفة وليست عادلة وهي تنتج مجالس لا تمثل الواقع السياسي لمجتمعنا.

بعد الدوحة حكي في موضوع النسبية ولكن دون جدوى. فالتمثيل النيابي ورأس الهرم أصبحا عملية كذب وتكاذب أمام بعضنا، ولا بد من إعادة تكوين السلطة على أسس عادلة.

والكرة الآن في ملعب الشركاء.

* أين الخلل الميثاقي الذي تتحدثون عنه في انتخاب رئيس الجمهورية؟

- كان لدينا في البداية تحفظات كثيرة على اتفاق الطائف من باب السيادة، وكانوا يعتبروننا ضده. نحن الآن ندافع عن الطائف ونطالب بتنفيذه وتأتينا الأجوبة غير الشافية من قبل صانعي الطائف.

هذا اللعب على الكلام لم يعد مقبولا. ففي كل دول العالم ليس هناك ما يمنع من تفسير الدستور لتصويب الثغرات التي قد تعتريه. والهرطقة الكبرى أن مجلس النواب يصوّت على دستورية القوانين، فكيف يقبل ذلك؟

وفي الموضوع الميثاقي، لو راجعنا الاستحقاقات المفصلية منذ عام 1990 وحتى الآن، نجد أن هناك ثنائيا شيعيا يقوم برسم رئيس مجلس النواب مع احترامنا الكبير للرئيس بري، كما أن هناك قوة سنية لرسم الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة.

أما في انتخابات رئاسة الجمهورية، فلم يتم انتخاب أي رئيس يمثل حيثيات مسيحية واحتراما للإرادة الشعبية.

* هناك تسريبات كثيرة في الآونة الأخيرة حول قبول بعض الأطراف بترشيح العماد عون. ما مدى صحة هذه التسريبات؟

- هناك نواب ينتمون إلى تيار المستقبل يبلغوننا بأجواء إيجابية ومراجعات حول احتمال تأييد العماد عون، إضافة إلى عدة لقاءات تمت معا. ولكن لم ياتنا جواب قاطع حتى الآن.

ما زلنا في حالة الانتظار حتى يأتي الجواب من الخارج. ونحن نؤمن أنه بدون قرار لبناني لا يمكن إعادة تأسيس جمهورية تؤمن الشراكة الفعلية، وسنبقى ننتظر الـ"ألو" من الخارج، وعندها لا يمكننا أن نتحدث عن لبنان أولا.

* في لقائك الأخير في تورنتو وجهت نداء للتحرر من التبعية الخارجية. لمن وجهتم هذا النداء؟

- هذا النداء موجه للجميع. لا يمكن أن نستمر في تغليب مصالح الدول الاقليمية والدولية على مصالح لبنان. يجب إنقاذ لبنان من براثن الخارج. والسيادة والاستقلال لا بد أن يكونا ناجزين لبنانيا.

بإمكاننا أن نحيّد لبنان عن صراع المحاور بين إيران والسعودية، وأكثر من ذلك بين السنة والشيعة، والمطلوب من كل القوى السياسية أن تأخذ بالاعتبار المصلحة الوطنية. لأن للدول الأخرى مصالحها الخاصة.

* هل سيتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية العام؟

- كنت أتمنى أن أكون هنا والرئيس موجود في سدّة الرئاسة. القرار بيد الآخرين لكي يأخذوا خيار لبنان. وإذا بقينا ننتظر نهاية الصراع في المنطقة وانتخابات الرئيس الأميركي الجديد لعقد صفقات مع الادارة الجديدة فهذا يعني أن على السيادة والاستقلال السلام.

* ما كلمتك للمغتربين؟

- فوجئت حقيقة بحيوية الجالية اللبنانية وحضورها سواء على الصعيد المحلي أو الفدرالي. وإنه لمدعاة سرور أن نجد لبنانيين في مجالس النواب والبلديات وهذا دليل على دينامية وريادة أفراد الجالية على الرغم من الانتماءات السياسية المتعددة.

أتمنى أن نعمل جميعا باسم لبنان ولخدمة لبنان، وأن نمثل لبنان بكل أطيافه وأبعاده وأن نغلّب المصلحة اللبنانية. وبعد اجتماعي مع كل الأطراف، أؤكد بأن هذا الهدف ليس صعب المنال.