خمسة وعشرين عاما أمضاها راعي كنيسة السيدة الأرثوذكسية في مونتريال، المتقدم في الكهنة الأب ميشال فواز، في خدمة كلمة الرب وأبناء الرعية، وأشاد كنيسة تعتبر من أرقى وأكبر وأحدث كنائس المنطقة.
مع نهاية العام السابق، أحيل الأب فواز إلى التقاعد، ليسلم الأمانة إلى الأب جورج برباري.
وفي أول لقاء معه، بعد التقاعد، شرح الأب فواز لجريدة "الأخبار" طبيعة الجهود والانجازات التي تمت في عهده، والتزامه الدائم بخدمة أبناء رعيته وكافة الرعايا، روحيا واجتماعيا وانسانيا، طالما كان قادرا على ذلك.
وهنا الحوار الذي دار معه.
تعودنا أن ننتظر أخبار ونشاطات كنيسة السيدة كل أسبوع. فهل حدثتنا باختصار عن الانجازات والتطويرات التي قمت بها في كنيسة السيدة؟
خمسة وعشرون عاما، كانت عامرة بفضل بركة السيدة العذراء بالعطاء والمحبة والخدمة الروحية والانسانية، إلى جانب الاعمار والتحديث والتطوير داخل الكنيسة.
لقد يسر لنا الله، بعد مفاوضات مع الكنيسة الكاثوليكية لشراء مبنى كنيسة السيدة، بعد أن تم استئجارها لمدة 12 سنة.
بدأنا بتنفيذ التطويرات والتغييرات المطلوبة إنسجاما مع الطقوس الأرثوذكسية في الكنيسة والقاعة وكافة المرافق، والحمد لله، وببركة السيدة العذراء، فقد أصبح لدينا اليوم كنيسة من أجمل وأكبر وأحدث كنائس المنطقة، كما لدينا قاعة تابعة لها، تعتبر من أكبر القاعات ومناسبة لجميع الاحتفالات والمؤتمرات والمناسبات.
وقد تم الانتهاء من تزيين جدران الكنيسة بالأيقونات وتجهيزها بأحدث الوسائل والثريات والمعلقات، واكتملت كل المشاريع بإقامة مصعد وممر خاص لذوي الحاجات وذلك نتيجة التعاون المثمر مع المجلس التأسيسي وكل مجالس الرعية كما استطعنا شراء الأرض في منطقة شمال مونتريال لإعدادها لتكون صالحة لمشاريع دعم الكنيسة.
- لماذا طلب منك التقاعد وأنت ما زلت في عزّ قواك حفظك الله؟
كان طلب التقاعد مفاجئا لي ولعائلتي ولجميع أبناء رعيتي.
كان الطلب ضمن توجهات راعي الأبرشية سيادة المتروبوليت الجديد جوزف زحلاوي، بوصفه راعي الأبرشية ويملك كامل الحق في إعطاء دم جديد للكنيسة.
ونفذت الطلب من منطلق الطاعة التامة دون أي اعتراض، وتمنيت على كل أبناء رعيتي تقبل القرار.
وأؤكد بأنني أضع كل إمكاناتي وخبراتي لمساعدة الكاهن الجديد الأب جورج برباري لمتابعة المسيرة التي بدأتها وبذلت الكثير من أجلها، كي تبقى كلمة السيد المسيح عامرة في قلوب المؤمنين.
وأنا على يقين تام بأن خادم الله، طالما كان يتمتع بقواه العقلية والجسدية، لا يمكن أن يتوقف، وخدمته يجب أن تستمر من منطلق قول السيد المسيح: "ما جئت لأُخدمَ بل لأخدم".
وفي نيتي أن أعمل ما أستطيع في المجال الذي يتناسب مع الكهنوت تبشيريا وضمن الوسائل الاجتماعية المتاحة.
إضافة إلى تقديم أية مساعدة روحية واجتماعية وانساتنية يمكن أن أقدمها لأبناء الجاليات العربية واللبنانية بشكل عام.