نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص
الرئيس سليم الحص..وداعاً "ضمير لبنان
ببالغ الحزن والأسى، نودّع اليوم رجلًا من رجالات الدولة الكبار، الرئيس سليم الحص، الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ لبنان المعاصر . رحل عنّا رمز من رموز الوطنية والنزاهة، تاركًا وراءه إرثًا من المواقف المشرفة التي ستبقى منارة للأجيال القادمة.
كان الرئيس الحص نموذجًا للمسؤولية والنزاهة في العمل العام، إذ عُرف بابتعاده عن الفساد والمساومات السياسية، مما جعله يحظى باحترام وتقدير الجميع، كيف لا وهو صاحب مقولة "يبقى المسؤول قوياً الى حين يطلب شيئاً لنفسه"..
بقي الرئيس الحص متواضعًا وقريبًا من الناس، ولم تبعده عنهم وعن همومهم المناصب الرفيعة التي شغلها.
حافظ الرئيس الحص على استقلاليته في اتخاذ القرارات، رافضًا الخضوع للضغوط الخارجية أو الداخلية التي كانت تهدد سيادة لبنان.
كان ملتزما لم يتراجع يومًا عن مبادئه، بل كان دائم السعي لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين، والحفاظ على حقوقهم من دون تمييز او تحيز.
انصب تركيزه على الاقتصاد والتنمية، وكونه اقتصاديًا متمرسًا، بذل جهودًا كبيرة لتعزيز الاقتصاد اللبناني وتحقيق الاستقرار المالي، حتى في أصعب الظروف.
اما مواقفه الوطنية فكانت معروفة بالاستقامة والنزاهة ما جعله يستحق عن جدارة لقب "ضمير لبنان".
خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، عمل الرئيس الحص بكل قوة للحفاظ على الوحدة الوطنية ومحاولة رأب الصدع بين مختلف الطوائف والفئات.
وقف بشراسة ضد أي تدخل خارجي في شؤون لبنان، مؤكدًا على ضرورة استقلال القرار اللبناني.
ومن أبرز المواقف التي تميز بها كانت مقاومته للفساد، حيث سعى دومًا لتعزيز الشفافية والمساءلة في الحكم.
آمن بأهمية الحوار بين مختلف القوى السياسية والطوائف اللبنانية، وسعى جاهدا لتعزيز هذا النهج بغية تحقيق السلام والاستقرار في لبنان.
برحيل الرئيس سليم الحص، يخسر لبنان واحدًا من أصدق رجالاته، ومنارةً للسياسة النزيهة التي نادرًا ما نجدها في عالمنا اليوم. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. لبنان اليوم يودع أحد أعمدته، ولكنه سيبقى حيًا في قلوبنا بما قدمه لوطنه وأبناء شعبه.