نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

الحركة والبركة

On 19 November, 2022

مكتبي أصبح شعاره "إستقبل وودّع" .. وآخر الجالسين فيه صديق زارني لنحتسي معأً فنجاناً من القهوة، وهو لبناني ولكنه من مواليد كندا وبالكاد يتكلم اللغة العربية .. فسألني: ماذا تعني الجملة التي تقول "حركة بدون بركة ".

ابتسمت ورحت أفكر جديًّا بسؤاله، وفجأة لمع في رأسي مشهد مسرحيّ سوريالي وهزلي وواقعي في آن معاً، فقلت: إسمع يا صديقي، هل تشاهد كل يوم خميس مسرحية انتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب ؟

قال: نعم، لأنّ الوالد والوالدة يتابعان دائمًا أخبار لبنان.

قلت: وأنت حتمًا تشاهد معهما نقل وقائع مجلس النواب لانتحاب رئيس جديد.

قال: صحيح.

قلت: وهل ترى النواب في كلّ مرّة وهم في ذهاب واياب، ويضعون الورقة الشهيرة في صندوق الاقتراع ؟

قال: طبعًا.

قلت: وهل تراهم كيف يصلون ويدخلون ويجلسون ويتكلمون ويتحركون ومن ثم يغادرون؟

قال: نعم.

قلت: إذن، إنّ المثل الذي يقول "حركة بلا بركة" يتجسّد أمام ناظريك كل خميس الساعة الحادية عشرة، وفي نقل مباشر عبر الاقمار الاصطناعية.

غادرني الصديق مبتسمًا بمرارة، أما أنا فقلت في نفسي، إنّ حركة مجلس النواب تنقصها البركة ربما لأنّ الذي يحرّكهم شهيته كبيرة بأكل البركة.