نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

ترسيم الحدود


On 04 November, 2022
ترسيم الحدود

جلس في مكتبي صديق، وبعد أن احتسى فنجاناً من القهوة قال: مبروك على ترسيم الحدود بين اسرائيل ولبنان.

قلت: الله يبارك بعمرك.

ولكنه قاطعني قائلاً: مبروك على تطبيع العلاقات بين اسرائيل ولبنان..

قلت: لا ليس صحيحاً ما تقول، فهو ليس بتطبيع للعلاقات.

فقال: ولكن ورقة ترسيم الحدود تحمل توقيعين من دولتين، وهذا يعني اتفاقاً بين دولتين، والاتفاق عادة يمحي الخلافات والعداوة وإلا لماذا يُسمّى اتفاقاً؟

قلت: إسمع يا صديقي، هذا الترسيم ليس بتطبيع للعلاقات وليس باتفاق.. وليس بمصالحة بين بلدين.

فقاطعني قائلاً: طيب، أليس التوقيع هو على الشراكة في توزيع الأرباح العائدة من استخراج الغاز بضمانة اميركية فرنسية ايرانية، بواسطة شركة توتال العالمية.. اذن، لبنان اصبح شريكاً لاسرائيل بالأرباح .. والشريك هو الصديق والاخ الذي يتقاسم مع شريكه رغيف الخبز بوفاق ومحبة.

واحتسى الصديق آخر جرعة من فنجان القهوة وودّعني وخرج من مكتبي. رحت أفكر وأتساءل هل تحوّل الشيطان الاكبر أميركا الى ملاك يضمن حقوق الدول ويدافع عنها؟ وهل سقطت مقولة رمي اسرائيل بالبحر وعاشت مقولة "عمول منيح وكبّ بالبحر".. وسقطت ايضاً كلمة العدو الاسرائيلي في نصّ الاتفاق والشراكة؟

ويبقى السؤال: السلاح غير الشرعي لمين وعلى مين؟ وهل هو لزوم ما لا يلزم؟ ولماذا مُنع الصحافيون من الدخول الى خيمة التوقيع في الناقورة؟.. وسبحان الذي يغير الأحوال من حال الى حال.

شكراً لحرب روسيا على أوكرانيا.. ومصائب قوم عند قوم فوائد.