نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

أين ابن البلد؟!

On 08 September, 2022

منذ يومين صادف عيد العمال في أميركا الشمالية.. عطّلت كل الولايات، أي إنّ 390 مليون نسمة كانوا عاطلين عن العمل في عيد العمل، لأنّ الجميع عمال تحت إدارة ربّ عمل واحد، يدعى الوطن.

وأسافر بالخيال الى وطني لبنان.. يا ترى في عيد العمال، لمَن سنقول كل عيد وأنتم بخير؟ .. حتماً للجالية الفلسطينية والجالية السورية .. والجالية المصرية ...

ولوزراء لبنان وللحكومة اللبنانية، المطلقة والمتزوجة في آن معاً.. ولبعض النواب الاكارم الذين لا نعرف عنهم ولا نراهم إلا من خلال الـ Talk Show لعرض تسريحة شعرهم الجديدة .. والبدلة الأنيقة وربطة العنق الزاهية، وأحياناً لعرض أجسادهم بملبوسات سبور شبابية .

لا أحد من اللبنانيين يعمل، بل انهم يتفرجون على الاجانب الذين يعملون .. وعلى الضيوف الذين أخذوا دور عمال لبنان .. والمضحك المبكي أنه لدينا الإتحاد العمالي العام اللبناني ... يا ترى، هو اتحاد عمال على مَن، طالما لم يعد هناك أيّ عمال لبنانيين.

غريب، كيف ينهض وطن .. بسواعد الغرباء .. لا بسواعد ابنائه .. كيف تعطي الارض ثماراً وغرباء يزرعون ويحصدون .. كيف ننشد النشيد الوطني اللبناني والغرباء على أرض الوطن اكثر من ابنائه. كيف نبني اجيالاً ... وأجيال غريبة في المدارس وفي المستشفيات والافضلية للغرباء .

لمن تغني الطيور؟ .. لم نعد نسمع صوتها لاننا اصبحنا نحن الطيور المهاجرة بفضل المسؤولين الذين استبدلوا ابن البلد بالغريب.