نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

القشة والجمل!


On 28 July, 2022
القشة والجمل!

حقيقة، أحرّ التهاني القلبية لرجال الأمن في لبنان وللاستخبارات وللقضاء المدني والعسكري الذين أثبتوا أنهم العين الساهرة... والذين لا يغمض لهم جفنٌ، لا يعرفون النوم ولا الراحة على المعابر الحدودية البرية.

حقيقة، نظرهم ثاقب مثل النسور بحيث يستطيعون رؤية ما في الحقائب، الكبيرة والصغيرة، ويستطيعون بنظرة واحدة، معرفة ماذا في كلّ منها، وحتى ماذا في جيوبها الداخلية .. حقيقة، هم فخرٌ للأمم العربية والأجنبية، وكاتب هذه السطور يتمنى على وكالة ناسا، بدلاً من إرسال الصواريخ لاكتشاف الكواكب.. الإستعانة بنظر حراس الحدود في لبنان لمعرفة سير الكواكب والمجرّات.

ولكن السؤال هو، كيف استطاعوا رؤية حقيبة تحتوي على الدولارات مع المطران موسى الحاج النائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية وعمّان وأراضي المملكة الأردنية الهاشمية للطائفة المارونية،   وحقيبة أخرى تحتوي على أدوية، ولم يروا 2750 طناً من نيترات الامونيوم  التي دمّرت بيروت؟

غريب، ما هذا النظر الدقيق الثاقب، كيف يرون القشة ولا يرون الجمل المحمّل نيترات الأمونيوم؟

أما قصة العمالة.. فهذا أمر مضحك.. مضحك للغاية دون توقف.. دخلكم "آموس هوكستين" المفاوض لترسيم الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنان، هو يهودي إسرائيلي صهيوني واجتمع مع جميع المسؤولين في لبنان وتناول معهم الطعام وشرب القهوة .. اذن الذين اجتمعوا معه هم عملاء! .

لا شك بأننا نعيش محنة العقل والمنطق، يرون القشة ولا يرون الجمل.. ومع كل جريمة يبحثون عن غطاء لها.. وافضل غطاء الاتهام بالخيانة والعمالة.

دخلكن مع مين اجتمع "آموس هوكستين".. مع الذين يحاضرون بالوطنية؟! سلمولي على المعابر المشرعة  لتهريب الأسلحة والدولارات والقمح من لبنان الى سوريا.. فالمنظومة الحاكمة لا ترى الجمل، فقط ترى القشة وصدق صاحب الغبطة البطريرك الراعي عندما قال: هم يعرفون العملاء.. ويعرفون أين هم؟