نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

كثيراً.. كثيراً!


On 29 July, 2021
كثيراً.. كثيراً!

في الحقيقة، مشغول بالي كثيراً كثيراً... نعم، بالي مشغول على قصر بعبدا.. هل لديه كهرباء.. هل يجد الدواء، هل البنزين مؤمن لقوافل القصر؟

مشغول بالي كثيراً.. كثيراً!

هل يرى سكان القصر دموع الأمهات.. هل يسمعون أنين الأمهات .. عويل الأمهات؟ .. هل يشعرون بحرقة قلب شقيقة فقدت شقيقها .. هل يوجد في القصر شاشات تلفزة أم انها تنطفئ لئلا تؤلم مشاعر سكانه؟..

مشغول بالي كثيراً.. كثيراً!

ومشغول بالي ايضاً على وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال لأن مشاعره جُرحَت .. مع جروحات لوح الزجاج على مدخل بنايته.. نتمنى ان تكون الإصابة خفيفة .. فكل العالم يتضامن مع لوح الزجاج متمنين له الشفاء العاجل!

ومشغول بالي ايضاً على جميع اعضاء مجلس النواب والوزراء، الحاليين والسابقين، هل يتمكنون من تأمين سير سياراتهم، ومن أين يأتون بمادة البنزين .. ومَن يخدمهم في منازلهم بعد هجرة الخادمات الأجنبيات؟ حقيقة، نحن نتألم مع آلامهم... لذا، بالنا مشغول كثيراً كثيراً!

ومشغول بالي أكثر وأكثر... بعدما علمت بأن النواب والوزراء يعيشون حالة رعب من مطاردتهم في الشارع، ولم يعد أحد منهم يتجرأ على دخول المقاهي والمطاعم .. شي بيقطع القلب.

مشغول بالي كثيراً.. كثيراً!

لأنه لم يعد يكفي ضرب مَن يطالب بحق دماء ابنائه بالقنابل المسيلة للدموع .. يجب ضربهم بقنبلة ذرية.. أو بصاروخ غراد... ولم يعد يكفي كسر كتف أمّ تبكي ابنها الضحية في انفجار بيروت، بل يجب تكسير جميع عظامها.

مشغول بالي كثيراً .. كثيراً!

على الحصانة مشغول بالي .. هل تكفي للإختباء وراءها؟ ام يجب بناء حائط برلين.. ام سور الصين للتحصّن وراءه .. نعم، تحرير الأرواح لنا.. والحصانة لهم.. مشغول بالي .كثيراً.. كثيراً!

مشغول .. وقبل أن أنسى، منذ 16 سنة ونحن نترحم على الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. شكراً لعائلته التي تضامنت مع الحصانة النيابية، ومع كلمة لا للتحقيق.. 

وفي الرابع من آب، اصرخ بملء الصوت ايها الشعب اللبناني، شيوخاً واطفالاً.. تضامنوا مع شهداء انفجار بيروت.. 216 شهيداً.. وأكثر من ستة آلاف جريح .. 120 معاقاً. تدمير نصف بيروت .. والنتيجة ، إنهم محصنون بالحصانة.

نيرون لا يزال التاريخ يلعنه.. وكذلك جمال باشا الجزار.. قولكم، هل سيعيد التاريخ نفسه بأسماء أخرى سيلعنها التاريخ نفسه في الالفية الثالثة؟

عندها سيرتاح بالي ..!

هذا المقال هدية لأرواح شهداء وضحايا انفجار بيروت.