نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

مذكرات مغترب


On 23 June, 2021
مذكرات مغترب

إتصلت بصديقي لأقول له الحمدالله على رجوعك إلى كندا بالسلامة بعد أن أمضى أسبوعاً في ربوع لبنان. وعندما سألته كيف كانت الأحوال هناك، أجابني قائلاً:

بصراحة يا صديقي لم أسمع صوت فيروز.. ولا صوت وديع الصافي.. ولا صوت صباح.. ولا حتى زمامير السيارات.. لم أسمع في كل أنحاء لبنان سوى تردد أصداء الشتائم بحقّ السياسيين والمسؤولين. إذا جلست في أحد المقاهي تسمع شتائم ضد النواب .. وإذا مررت في الشارع تسمع شتائم ضد حكومة تصريف الاعمال. وإذا دخلت السوبرماركت تسمع شتائم ضد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة..

وإذا وقفت أمام محطات البنزين لا تسمع في طابور المنتظرين سوى حوار واحد يقتصر على شتائم ضدّ رئيس الجمهورية .

وإذا وقفت أمام الصيدليات تسمع شتائم بحقّ كل الاحزاب اللبنانية من دون استثناء.

وأكمل الصديق العائد من لبنان كلامه قائلا: لبنان لم يعد قطعة سما.. ولا قطعة من مجد.. ولم يعد وطن فيروز والرحابنة.. ولا وطن وديع الصافي وزكي ناصيف.. ولا وطن جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.. وشارل مالك.. مع الأسف.

لبنان أصبح وطن الشتائم ضدّ المنظومة الحاكمة.. شتائم تطالهم من أعلى رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم...حتى الطفل ابن اربع سنوات يشتم المسؤولين .

ولكن، أمام كل تلك الشتائم.. وأمام كل تلك الاهانات، يقف المسؤولون تحت المظلة ويقولون "الدنيا عم تشتي"...

كنتم أيها القراء الأعزاء مع نبذة من مذكرات مغترب عائد حديثاً من لبنان.