نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

سوء تفاهم!

On 07 April, 2021

بعد غياب ما يقارب الخمسين سنة في استراليا، قرر أحد أقربائي زيارة وطنه الأم لبنان ..

رحبت به العائلة أحرّ ترحيب وكان من نصيبي أن أرافقه إلى الأماكن السياحية والتاريخية.

وذات يوم سياحي، وفيما كنا نعبر طريق كسروان، سألني ما هذا المبنى وماذا يوجد في الداخل، فقلت:

إنه متحف الشمع، هل ترغب في زيارته ؟

أجاب : نعم ... وكلمة نعم اضطرتني أن أتوقف لألبّي رغبته.. ترجلنا من السيارة ودخلنا سوياً الى متحف الشمع .. بدأنا الزيارة وأخذ السائح يتأمل تماثيل الشخصيات المصنوعة من الشمع وهو يهز برأسه .. يقف أمام كل تمثال ويتأمل به وكأنه أمام لوحات دافنشي أو مايكل انجلو. وبعد مضي ساعة من التجول في متحف الشمع عدنا الى التجول على الطرقات.

وهكذا أمضى عشرة أيام غادر بعدها إلى استراليا. وبعد أسبوع تلقيت منه رسالة يشكرني فيها على مرافقتي له في لبنان وأبدى إعجابه الكبير بمجلس النواب في كسروان.

فاتصلت به عبر تطبيق واتساب قائلا: يا عماه، هذا الذي زرته هو متحف الشمع وليس مجلس النواب.

فأجابني : آه صحيح، فتماثيل مجلس النواب ذوّبوا الوطن .. يا ليت رجال السياسة كانوا من شمع لكانوا، على الأقلّ، أناروا لبنان وأنقذوه من عتمته...