نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

على ما يقدّر الله…


On 31 December, 2020
على ما يقدّر الله…

إمشي على ما يقدّر الله.. واللي كاتبه ربك يصير!

والسفينة تبحر من دون قبطان.. حاملة على متنها جمهورية الموز .

في الطابق الاول منها: تكتل الجمهورية القوية.

في الطابق الثاني: تكتل لبنان القوي.

في الطابق الثالث: كتلة المستقبل.

والشعب في الطابق الأرضي يصرخ: النجدة.. ويتساءل: أين القوة يا تكتل الجمهورية القوية؟

وبعد دقائق يصرخ مجدداً: أنقذونا يا سامعين الصوت.. أين القوة يا تكتل لبنان القوي؟

ثم يعود الشعب ليصرخ من جديد: أغيثونا يا أصحاب الضمائر النائمة.. أين المستقبل يا تيار المستقبل؟

ثم يصرخ الشعب مجدداً: يا حزب الله... هل يوافق الله على كل ما تفعلونه باسمه؟

...والسفينة تبحر من دون قبطان على إيقاع اغنية: امشي على ما يقدر الله.. واللي كاتبه ربك يصير!

...والموز على ظهر السفينة لوّحته أشعة الشمس الحارقة فتحوّل إلى مادة لزجة تقترب من العفونة...وبين الحين والآخر، نسمع صوتاً يقول: رايحين على جهنم ولكن لا بأس إذا انتعشتم قليلا بالمياه الباردة قبل وصولكم الى نيران جهنم. والسفينة تبحر.. موجة تقذفها يميناً وأخرى شمالاً. تعلو تارة.. وتارة تهبط.. فتبدو بين الأمواج العاتية وكأنها الراقصة نجوى فؤاد !.. وهزي يا نواعم.

والارصاد الدولية تراقب.. تستغرب.. تندهش.. من وجود سفينة بلا قبطان تسير كما تشتهي الرياح... والسفينة يعج على متنها.. تكتلات.. أحزاب.. تيارات.. وكلهم غائبون عن السمع.. غائبون عن الوعي.. وهم يدركون تماماً أنهم لا يستحقون أن يكونوا عمال نظافة على السفينة.. لأن القيادة أكبر منهم.. القيادة بحاجة إلى رجال.. لا إلى فتيان مخصيين ويدّعون الرجولة.

أبكيك يا وطني.. لأنك تمشي على ما يقدّر الله بسفينة من دون قبطان.