نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

Mon Père


On 16 September, 2020
Mon Père

فخامة الرئيس، سأدعوك أب الكل.. انسجاماً مع رغبة اللبنانيين المقيمين الذين أطلقوا عليك هذه التسمية..

ولكن، إسمح لي بأن أدعوك بالفرنسية Mon Père، لما لهذه العبارة من إيقاع قدسي.

كلمتي لك ليست تجريحاً فأنت رئيس الجمهورية اللبنانية وواجبي أن أقدم لك الاحترام والتقدير ولكن!

منذ بضعة أيام، توجهت الثورة إلى قصر بعبدا وسار أبناؤها حاملين أوجاعهم وآلامهم وأحزانهم، منهم من كان مقعداً على كرسي متحرك.. ومنهم من كان يمشي على عكازين.. ومنهم من فقد عينه أو يده أو أصابه تشوّه جراء انفجار بيروت.

كانت وجهتهم قصر الشعب، وهذه التسمية أنت أطلقتها على قصر بعبدا.. تظاهرة بالكاد كان عدد المشاركين فيها يتجاوز الألف شخص، فهل كانت تستحق أن تستنفر المؤسسة العسكرية بالأفواج 12 و 13 و14 والمغاوير ومكافحة الشغب وقوى الامن الداخلي وفرع المعلومات وجهاز الاستخبارات بالإضافة إلى الآليات القاذفة للقنابل المسيلة للدموع والملالات وإطلاق النيران على الثوار...

كل هذا من أجل حماية قصر الشعب ومنع الثوار من الوصول إليك وهم نصف معاقين من الانفجار والضرب بالهراوات والاعتداء بالرصاص المطاطي..

ألهذه الدرجة يا Mon Père، أصبحت تخشى شعبك العظيم حتى ولو كان من الثوار؟ ألهذه الدرجة أصبحت الدولة بكل أجهزتها مسخّرة لحمايتك.. وحماية مجلس النواب والقصر الحكومي؟

غريب هذا الأمر.. أعترف لك بأنني عندما كنت تلميذاً، كانت المدرسة تعلّمنا بأنّ جميع القوى الأمنية هي لحماية الحدود براً وبحراً وجواً..

ولكن اليوم، أرى الجيش فقط في رياض الصلح.. وساحة الشهداء.. والاشرفية.

أعذرني على صراحتي، ولكني أتساءل وأسأل لماذا تحقن شارعاً ضدّ شارع؟ أليس كلّ الأبناء أولادك؟. طيب، لماذا تعمل على تأجيج الكراهية بين المواطن والجيش وقوى الامن؟ .

فخامة الرئيس، لأنني أحبك ولأنني ضنين على محبتك، أكتب لك ما أشعر به وأنقل لك ماذا يقال عنك في الشارع بكل صدق.

شرّع صدرك للشعب... شرّع يديك للثوار.. استقبلهم.. اطلب منهم أن تكون المظاهرة القادمة في حديقة القصر.. شاركهم همومهم.. اجلس معهم على الارض واستمع اليهم واحضنهم.. تفاعل معهم.. امسح دموعهم.. كي تكرّس لقب أب الكل.. والا سنطلب من كل الآباء في العالم أن يصلوا لأجلنا كي نجد أباً يحنو على آلامنا ويرأف بمصيرنا...