https://www.traditionrolex.com/8

نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

شوية كرامة!


On 09 September, 2020
شوية كرامة!

... وتعود بي الذكريات إلى مدرسة الضيعة حيث كان ربّ العائلة يقول للاستاذ: هذا ابني، اللحمات إلك.. العظام إلي.. المهم أن يكون ابني مجتهداً ومطيعاً!

كان هذا لسان حال أكثرية الآباء وهذا ما كانوا يتوقعونه من أساتذة المدارس، أما الاستاذ فكانت له طلة.. وهيبة.. وكان معظم التلاميذ يرتعدون خوفاً منه خصوصاً عندما تنهال المسطرة الخشبية على أيديهم.. أو عندما يهددهم بإدخالهم غرفة الفئران بعد أن يضع اللبن على أذنيهم!

هذا كان في الماضي البعيد.. أما اليوم، في الألفية الثالثة، فهناك عقاب للسياسيين من كل الأعمار وصولاً الى سن التسعين.

فالسياسي اللبناني الذي لا يسمع الكلمة ينتظره عقاب التشهير باسمه ورفع الحصانة والشرعية عنه وتجميد أمواله في المصارف ومنعه من السفر خارج لبنان ومحاكمته.

وبالطبع، إرتعب تلاميذ السياسة والنيابة والمعالي والسيادة والفخامة خوفاً على مصالحهم وأمامهم فترة شهر أو شهرين للاصلاح وتشكيل حكومة والقضاء على الفساد وإلا... كرباج ايمانويل ماكرون بانتظارهم وقد أعذر من أنذر.

يا الله وين صرنا.. كنا سويسرا الشرق وأصبحنا ننتظر اللقمة من يد الغريب لنأكل.... وأصبح رجالنا المؤتمنون على القانون والدستور بلا كرامة، يركعون خوفاً أمام رئيس شاب من عمر أحفادهم يحاضر على مسامعهم بالعفة.. ويرفع بوجههم العصا.. والآن، قل لي أيها اللبناني هل يستحق أي انسان على وجه الارض أن يمثل وطنه وهو بلا كرامة.

يا الله، إنزع منهم الأموال المنهوبة واعطهم بدلا عنها ولو ذرة من الكرامة. غريب كيف ارتعبوا عندما علموا بأن ملفاتهم ستفتح وشرعيتهم لن تحميهم.. أين القنابل المسيلة للدموع لتحمي كرامتهم؟.. أين الهراوات والرصاص المطاطي وبنادق الخردق لتحمي كرامتهم؟...

 غريب كيف أسرع الجميع إلى بيت الطاعة وهم يصرخون قائلين: دخلك يا ماكرون استرنا.!




https://www.traditionrolex.com/8