نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

مجد لبنان أُعطي لكم... وإنقاذه بالحياد أيضاً أُعطي لكم!


On 02 September, 2020
مجد لبنان أُعطي لكم... وإنقاذه بالحياد أيضاً أُعطي لكم!

يقول البعض إن لا حياد بين الحق والباطل.. نحن كلنا مع الحق ولكن، هل يعقل أن يُدفع لبنان إلى الانتحار.. ويدمّر .. ويشرّد شعبه.. ويقع تحت خط الفقر من أجل نصرة باكستان مثلا؟ أو اليمن؟ أو إيران؟

ألا يحقّ لنا أن نختار سياسة الحياد التي تعتمدها سويسرا؟

ألا يحقّ لنا أن نعتمد سياسة الرئيس الراحل الجنرال فؤاد شهاب الذي استطاع أن يحيد لبنان عن كل صراعات المنطقة؟

طيّب، إذا اختلف اليمين واليسار، هل يحقّ لي حرق الوطن من أجل اليسار.. أو من أجل اليمين؟

طيّب، إذا اختلف جاران في البناية التي أسكنها والاثنان صديقان لي وعزيزان على قلبي.. ألا يحقّ لي أن أتّخذ موقف الحياد وأحافظ على صداقتي مع الاثنين؟

يا سيّد حسن نصر الله، هذا هو الحياد بكل بساطة.. الحياد هو استعمال السلاح ضد العدو.. الحياد هو عدم هجوم طائفة وهي تردد "شيعة شيعة".. الحياد هو عدم النزول بين المظاهرات وضرب المتظاهرين بالعصي .. الحياد هو عدم تحطيم الخيم والكراسي والمعدات ومكبرات الصوت في ساحة الشهداء ورياض الصلح .

يا سادة، عندما يكون الوطن مهدداً بين هذا أو ذاك فالحياد هو حياة الوطن. الحياد يا سادة هو مع الحق ضد الباطل، هو مع القضية الفلسطينية المحقة ومع كل القضايا الأخرى المحقة.. هو مع احترام قوانين البلاد وعدم الانتماء إلى الخارج.. وعدم التدخّل في شوؤن الدول الأخرى.. الحياد يا سادة هو احترام دستور لبنان.. الحياد هو أن لا يكون سلاح إلا سلاح الجيش اللبناني.

نعم سيدنا البطريرك، أنت صوت يوحنا الذهبي الفم الذي ينطق بالحق.. والحق يعلو ولا يعلى عليه.. والحياد هو مستقبل الوطن والأجيال.. ومن دون الحياد سنبقى مهددين بعنابر 12 و 13 و14 ومهددين بالدمار والمرض والجوع والهجرة والموت من أجل الآخرين لأننا لم نعرف طريق الحياد.

غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة الراعي، عن جدارة... مجد لبنان أُعطي لكم.