نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

رسالة إلى السيد حسن نصرالله


On 11 August, 2020
رسالة إلى السيد حسن نصرالله

سيّدي،

أردت أن أناديك بسيّدي لأنك بالنسبة إليّ، سيّد المنابر والكلام، ولك في قلبي محبة واحترام، ولكن المثل يقول "صديقك مَن صدقك".

سيّدي، أين أنت اليوم من بطولات 2006 حيث خرجتَ منتصراً بقامتك وباعتذارك من الشعب اللبناني بأنك لو كنت تدري لما أقدمتَ على الحرب مع العدو؟

لنضع كلّ تلك الأمور خلفنا، اليوم ونحن في العام 2020 أين أصبحت يا سيدي؟ هل تسمع كلام الناس؟ هل تسمع كلام الشارع؟ هل تسمع كلام أبناء الوطن؟ هل تصلك الشتائم والكلمات البذيئة؟ هل شاهدت المشنقة التي رفعوها باسمك؟

سيّدي، بكل محبة، عد إلى المقاومة وتخلَّ عن السياسة وانسحب من الحياة السياسية واسحب نوابك.. وابتعد عن الحكومة والوزارات... فأنت عملك يجب أن يكون محصوراً في جنوب لبنان فقط.. عد الى صورة البطل في عيون اللبنانيين.

سيّدي، عد إلى لبنان فالمقاومة هي في الجنوب وليس في حلب وحمص واللاذقية... المقاومة ليست في البحرين.. وليبيا.. والعراق..  واليمن.. والحرب ضد السعودية.. وضد الولايات المتحدة الاميركية..

رجاء، أعد لنا صورة حسن نصرالله البطل الذي كنا في الماضي نقسم باسمه وقد أصبح الشارع اليوم عاتباً عليه... كي لا أقول ما هو أكثر من ذلك.

سيّدي، أعد لنا صورة السيد الشيخ الجليل الذي يبشر بالدين والتسامح والمحبة.. أعد لنا صورتك التي كانت تتربّع في منازل أكثرية اللبنانيين. أعد لنا صورتك التي رُفِعت يوماً في كل الدول العربية، تماماً كما كانت تُرفع صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. لا نريد أن نرى صورتك تحترق في شوارع بيروت.

نعم، صديقك من صدقك، مع انني لم أتشرف بلقائك ولكنني أخشى على المقاومة إذا بقيتَ تتعاطى السياسة  وتشارك في حروب الآخرين، عندها من حق كل مواطن أن يسأل نفسه "مقاومة على مين؟" وتتحول هذه المقاومة إلى مادة للتداول مع الطاقم الفاسد..

رجاء، بكل محبة، أعد لنا صورة حسن نصرالله التي كنا نحبها.. وترفّع عن دهاليز وزواريب السياسة الضيقة .. والخصومات والتحالفات.. عد الى عروبتك العربية .. وإلا سيبقى الشارع اللبناني والعربي يتساءل "مقاومة على مين؟"...