نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

يا عين يا ليل...


On 22 April, 2020
يا عين يا ليل...

لم يكن ينقصنا في لبنان الا تشريع زراعة القنب أو الحشيشة..

نحن من دون حشيشة "خالصين ومخلصين" ...نحن شعب لم ولن يرى العالم مثلنا..

من دون حشيشة مع السلطة التي تحكمنا.. من دون حشيشة مع مجلس نوابنا... ما شاء الله..

من دون حشيشة مع مصلحة كهرباء لا كهرباء فيها.. وشركة مياه تستوفي الفواتير وتقدم لكل مشترك، وللذكرى فقط، حنفية مجانا لا مياه فيها ..

معظم القوانين التي يقرّونها أشبه بالـ"تحشيش".. بدءا من قانون الجمارك ومرورا بأبسط القوانين ووصولا الى أكثرها تعقيدًا.. وفي زمن الكورونا والقوانين الغريبة العجيبة: الزموا منازلكم واجلسوا بلا مأكل ومشرب وموتوا من الجوع...

واليوم، يتجلّى أمامنا بأبهى حلّة، قانون تشريع الحشيش تحت حجة استخدامه للامور الطبية... صحيح أن بعض الدول الغربية تسمح بزراعته وبيعه.. ولكن تحت مظلة القانون وتحت أنظار الشرطة حيث تطبق القوانين في زراعته وبيعه بمراقبة مشددة...

اما في لبنان فمَن سيراقب؟.. ومَن سيطبق القانون؟.. يا جماعة، اذا كانت وزارة الاقتصاد عاجزة عن تحديد سعر علبة حليب نيدو فكيف ستراقب الحشيشة؟ ووزارة الزراعة، هل لديها الأجهزة الكافية لضبط زراعتها؟

حقيقة، نحن شعب بدعة.. اذا لم نمت من سرقة أموالنا واحتجازها في المصارف، نموت من ارتفاع الاسعار وفقدان الدولار.. او نموت من الكورونا ونحن نشاهد ابتسامة المسؤولين على شاشات التلفزة وهم يبشرون بانهم انتصروا على جميع اعداء لبنان بما فيهم الكورونا.

وفي نهاية المطاف، لعلهم على حقّ في تشريع الحشيشية، فلكي نقبل ونتقبل تصريحاتهم الطنانة الرنانة ونصدّق ادعاءاتهم الماكرة الفارغة، نحن بحاجة الى حشيشة وتحشيش ... لنضحك.. ونضحك..ونتخلّص من معاناتنا اليومية بنوبات من الضحك والقهقهة.