نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

الكبار رحلوا...وننتظر أمثالهم!...


On 12 June, 2019
الكبار رحلوا...وننتظر أمثالهم!...

بقلم ايلي مجاعص مع محبتي وتقديري لوزير خارجيتنا، جبران باسيل، الذي كان وراء خلق أول مبادرة ديبلوماسية إغترابية، لحشد "الطاقات الاغترابية اللبنانية"، وتنظيم مؤتمر سنوي متنقل بين بلاد الانتشار ولبنان، في سعي دؤوب لربط جناحي لبنان، من أجل المعتربين ومن أجل لبنان معا. أقول، مع محبتي للوزير باسيل، كنت في موقف الذهول أمام تصريحاته التي توحي باتهام المملكة العربية السعودية، وغيرها من دول العالم، بمزاحمة اليد العاملة اللبنانية، مما تسبّب بجملة من ردود الفعل المستنكرة من قبل العديد من الجهات داخلياً وخارجياً. إنني أتفهم تماماً ما يعنيه حرص الوزير باسيل على حق اللبناني الأول بالعمل في أرضه ووطنه، بعيداً عن كل ظنون العنصرية، كما أتفهم جهده المستمر في توفير الحياة الكريمة للعامل والموظف اللبناني. لكنني لا أستطيع أن أفسّر موقفه في استعداء الدول الصديقة والشقيقة التي تستضيف اليد العاملة اللبنانية بالآلاف، والتي تساهم مساهمة كبيرة وفعالة في إعالة أهلهم وأقاربهم ووطنهم. تذكرت هنا مواقف بعض وزراء الخارجية الراحلين، الذين تولوا هذا المنصب، وكيف كانوا يعملون على ربط الأواصر المتينة بين لبنان والدول الصديقة. رجال تولوا منصب وزراء الخارجية مثل كميل شمعون وصائب سلام والفرد نفاش وشارل مالك وفيليب تقلا وحميد فرنجية وشار حلو ورشيد كرامي وفؤاد بطرس. أين نحن اليوم من هؤلاء الرجال؟!... أين نحن اليوم أمام ديبلوماسيتهم وحكمتهم وحضورهم الدولي؟!... بصراحة، أتذكر مثل هؤلاء الكبار، والأمل يحدوني بأن نتمثل خطاهم وننتظر أمثالهم، ممن يدفعون بموقع لبنان نحو العالمية في علاقاته مع جميع الدول حرصاً على مصالحه ومصالح أبنائه. إنني أتساءل اليوم، هل من مهام وزارة الخارجية والمغتربين محاربة الاغتراب في الخارج؟ هل من مهامها مهاجمة الدول التي تستضيف اللبنانيين؟ كلي أمل، بأن من اجترح تجميع الطاقات اللبنانية في العالم، أن يدعم الاغتراب اللبناني من خلال بناء صداقة متينة مع دول الانتشار كي يبقى من يعيل أهله وأقاربه ووطنه بسياسة حكيمة ومتزنة، حتى لا يتحول نصف مليون لبناني في الخليج إلى عاطل عن العمل في لبنان!...