https://www.traditionrolex.com/8

نقاط على الحروف بقلم ايلي مجاعص

لو كنت!...


On 17 January, 2019
لو كنت!...

لو كنت رئيساً لمجلس  الوزراء اللبناني، لكنت قلبت الطاولة رأساً على عقب.

لو كنت رئيساً لمجلس الوزراء اللبناني، لرميت استقالتي في وجوه الجميع، حتى من تفضلوا بترشيحي لتشكيل الحكومة، رفضاً لهذه المهزلة التشاورية الممسوخة.

فأنا الغريق وما خوفي من البلل.. تماماً كوضع لبنان الغريق بشبر ماء.

لو كنت رئيسا لحكومة لبنان، لكنت تركت هذا المنصب للذين جعلوا من التشكيلة قميص عثمان.

وتركت الأمر للذين يشكلون الحكومة...وللذين يفرضون الأسماء...تارة من فوق الطاولة...وأطواراً من تحت الطاولات، ومن خلف الستائر الداخلية والخارجية.

لو كنت رئيسا لحكومة لبنان، لكنت أعلنت حكومة من 6 وزراء أو ثمانية لا أكثر، فليس لبنان، أكبر من معظم الدول التي لا يتعدى عدد وزرائها أصابع اليدين...عفواً لكنه أكبر منها جميعاً في عدد طوائفه ومذاهبه وانتماءاته!...

حقيقة، كثرة الطباخين أحرقت الطبخة...وتعدّد "القباطنة" حيّروا بوصلة السفينة وكسّروا مجاديفها...

فلم يعد أحد في لبنان إلا وتدخل في التشكيلة وأبدى رأيه، وفرض شروطه، ولم يبق إلا اثنان أو ثلاثة لبنانيين فقط لم يعطوا أراءهم في التشكيلة الحكومية.

لو كنت رئيساً للحكومة، لضربت الطاولة بقبضة يدي قائلا: الأمر لي، وهذه استقالتي.

ولا أنسى أبداً أن الأمر ليس لدولة الرئيس المكلف فقط، بل هو لفخامة رئيس الجمهورية وله بالتنسيق والقرار دستورياً، وحصراً، في التشكيل والتأليف. وإذا كانت الاستقالة بيد المكلف، فبيد رئيس البلاد، المؤتمن على الدستور وحماية الوطن ومؤسساته، أن يستخدم حقوقه الكاملة في الضرب معه على الطاولة، والمبادرة إلى فرض حكومة ترعى حرمة الدستور والكيان والمؤسسات.

ولتكن استقالة.. فأفضل ألف مرة أن تكون أنت العاصفة...بدلا من أن تكون الأغصان التي تتلاعب بها الرياح.

إعذرني، دولة الرئيس، فناقل الكفر ليس بكافر، وأنا أنقل حرفياً رغبة الشارع اللبناني في الاغتراب، لأن التشكيلة الحكومية أصبحت طاقية فوق طاقية كلما أزلت طاقية تجد طاقية أخرى وهكذا دواليك...فوضع الحكومة أصبح شبيهاً باغنية: "عملوني بطانيّة وتخبّوا كلّهم فيّ".. شي من الشرق وشي من الغرب.

كان الله بعونك دولة الرئيس!...




https://www.traditionrolex.com/8