
وداعًا لنابغة الفن والفكر: زياد الرحباني في ذاكرة الأجيال
١ صفر ١٤٤٧ هـ
المصدر:
Alakhbar Canada ,موقع الأخبار كندا
ببالغ الحزن والأسى، ننعى الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، الذي وافاه الأجل اليوم السبت، 26 يوليو 2025، عن عمر ناهز 69 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا خالدًا سيظل محفورًا في وجدان الأجيال.
زياد الرحباني، ابن الأيقونة الفنية السيدة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، لم يكن مجرد فنان، بل كان رمزًا ثقافيًا وفكريًا، جمع في أعماله بين عبقرية الموسيقى، عمق النصوص، وجرأة النقد السياسي والاجتماعي. بدأ مشواره الفني في سن مبكرة، حيث شارك في أعمال والديه المسرحية والموسيقية، وقدم أول ألحانه لوالدته فيروز في مسرحية “المحطة” عام 1973. ومنذ ذلك الحين، أبدع في تقديم أعمال مسرحية وموسيقية مثل “سهرية”، “نازل السراج”، و”شي فاشل”، التي تميزت بأسلوبها الساخر والواقعي، معالجًا قضايا الشعب اللبناني والعربي بفكاهة ذكية وعمق إنساني.
تميز زياد بموسيقاه المبتكرة التي مزجت بين الجاز والموسيقى العربية، وقدم ألحانًا خالدة للسيدة فيروز مثل “كيفك إنت”، “قديش كان في ناس”، و”سألوني الناس”، التي شكلت علامات فارقة في تاريخ الغناء العربي. كما كان له دور بارز في الصحافة من خلال كتاباته في صحف مثل “النداء”، “النهار”، و”الأخبار”، وساهم في تقديم برامج إذاعية ساخرة تنتقد الفساد والسياسات الاجتماعية. عُرف زياد بمواقفه اليسارية الجريئة، ودعمه الثابت لقضايا المقاومة والشعب الفلسطيني وسكان جنوب لبنان، مما جعله صوتًا للحق والعدالة.
من رئيس مجلس إدارة التحرير الاستاذ ايلي مجاعص وجميع الصحافيين والعاملين في جريدة الأخبار كندا، نتقدم بأحر التعازي إلى السيدة فيروز، أيقونة الفن العربي، وإلى عائلة الرحباني ومحبي زياد في لبنان والعالم العربي. إن رحيل زياد الرحباني خسارة كبيرة للفن والثقافة، لكنه سيبقى حيًا في أعماله التي عزفت أنغامها في قلوبنا، وفي مسرحه الذي جسد همومنا وضحكاتنا. نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
Posted byKarim Haddad✍️