
جان أشقر… حين يتحوّل المسرح إلى منصة للمهانة والإساءة ، بكفي تهريج… والاعتذار أصبح ضرورة.
November 27, 2025
المصدر:
كريم حداد
غير مقبول إطلاقاً ما تفوّه به جان أشقر في عرضه الأخير، لا بحق القنصلية اللبنانية في هاليفاكس ولا بحق اللبنانيين المقيمين في كندا. فمن الواضح أنّ الرجل، بعدما افتعل سجالاً فارغاً حول مشاركة القنصلية في احتفال رفع العلم اللبناني بحضور ممثلين عن حكومة الولاية، قرّر أن يهرب إلى الأمام عبر أسلوب أكثر تدنّياً، فوصف من انتقدوه بـ”الوسخين” في مشهد رديء ومهين لا يمتّ للكوميديا ولا للفن بصلة.
جان أشقر اختار أن يساوي بين عرضه المسرحي وبين احتفال رسمي يكرّم العلم اللبناني، وكأن مناسبات الجالية باتت تُقاس بمواعيد حفلاته، وهذه إهانة بحدّ ذاتها للانتماء ولمكانة المناسبة الوطنية.
والأخطر أنّه عاد وظهر في فيديو ساخر أكثر ابتذالاً، مستخدماً صورة صالون حلاقة “متّسخ” ليبعث رسالة بأن المنتقدين “وسخين” ويحتاجون إلى تنظيف بيوتهم قبل أن يوجّهوا أي ملاحظة. هذا ليس نقداً، وليس فناً… هذا تهجّم مباشر ومهين على الناس وعلى كرامتهم.
من الطبيعي أن يختلف البعض حول رأي أو موقف، لكن أن ينحدر أشقر إلى مستوى توصيف اللبنانيين—أياً كانوا—بالوساخة، فهذا تجاوز لكل حدود اللياقة المهنية والأخلاقية. لا يجوز لفنان يعتاش من تصفيق الجمهور أن يحتقر الجمهور نفسه.
المطلوب من جان أشقر اعتذار واضح وصريح، لا تلميحات ولا التفافات، اعتذار يحفظ الحد الأدنى من الاحترام المتبادل.
وإذا كان يعتبر أن التهريج كافياً لتبرير الإهانة، فليعلم أن اللبنانيين في الاغتراب يعرفون تماماً الفرق بين الكوميديا وبين الإساءة، بين النقد وبين الشتيمة، وبين المسرح وبين الانحدار.
بكفي تهريج… والاعتذار أصبح ضرورة.
Posted byKarim Haddad✍️

