Wednesday, 26 November 2025

جاري التحميل...

جاري التحميل...

عاجل
جان أشقر بين النقد المباح والتجنّي المقصود… وحين تتحوّل السخرية إلى ادّعاء وتهجّم على القنصلية اللبنانية في هاليفاكس

جان أشقر بين النقد المباح والتجنّي المقصود… وحين تتحوّل السخرية إلى ادّعاء وتهجّم على القنصلية اللبنانية في هاليفاكس

November 25, 2025

المصدر:

كريم حداد

ما صدر مؤخراً عن الكوميدي اللبناني جان أشقر من تعليقات ساخرة تستهدف القنصلية اللبنانية في هاليفاكس والقنصل شخصياً، يفتقر إلى الدقّة ولا يعكس حقيقة الدور الذي تقوم به البعثات الدبلوماسية في كندا. فمن المأسف تحويل مناسبة وطنية كحفل رفع العلم اللبناني، الذي يُقام سنوياً احتفاءً بالشهر التراثي اللبناني، إلى مادة للتجريح أو التشويه.

الحضور الرسمي في احتفال رفع العلم هذا العام جاء انطلاقاً من واجب القنصلية تجاه الجالية، ومن حرصها على احترام جميع النشاطات اللبنانية في المقاطعات الكندية. أمّا الإيحاء بأن المشاركة كانت “عن قصد” أو مرتبطة ببرنامج أحد الفنانين، فهو أمر غير منطقي ولا يتلاءم مع طبيعة العمل الدبلوماسي.

وبخصوص ما قاله عن دعوةٍ وُجّهت العام الماضي، فمن المعروف أن الارتباطات الرسمية، خصوصاً خلال الفعاليات الوطنية، تخضع لأولويات وجداول محددة، ما يجعل عدم حضور أي بعثة دبلوماسية أمراً طبيعياً في بعض الأحيان ولا يمكن اعتباره إهمالاً أو تجاهلاً.

أما الحديث عن لقاء تعرّف قدّم خلاله القنصل هدية رمزية، فكان من الأجدى التعاطي معه بروح إيجابية بدل تصويره كـ“إهانة”. المبادرات الرمزية ليست إلزامية، ولا تُقاس قيمتها المادية بل بكونها تعبيراً عن تقدير واحترام. تحويل هذا التصرف إلى مادة للتهكم يسيء إلى مفهوم اللياقة قبل أن يسيء إلى القنصل.

القنصليات اللبنانية في كندا تعمل ضمن إمكانات متواضعة، لكنها تقوم بواجباتها تجاه الجالية بكل احترام ومسؤولية. ومن المؤسف أن يُستخدم المنبر الفني لاستهداف أشخاص يمثّلون الدولة اللبنانية ويخدمون أبناء الوطن في الخارج.

يبقى النقد حقاً مشروعاً، لكن الكرامة المهنية والشخصية ليست مجالاً للتهريج. ومن واجب كل من يُطلّ على الجمهور، خصوصاً في دول الاغتراب، أن يحرص على خطاب يحترم المؤسسات وأفرادها، ويعكس صورة حضارية عن لبنان لا صورة مبتذلة ومشوّهة.

 

Posted byKarim Haddad✍️

رسوم ترامب الجمركية تدفع كندا إلى الاقتراب من الصين والهند
November 25, 2025

رسوم ترامب الجمركية تدفع كندا إلى الاقتراب من الصين والهند

تعهّد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بمضاعفة الصادرات غير الموجّهة إلى الولايات المتحدة بحلول عام 2035، ما يعني إعادة فتح قنوات التواصل مع اثنين من أبرز خصوم كندا على الساحة الدولية.

ففي الأسبوع الذي أعقب حملة إعلانية مناهضة للرسوم الجمركية موّلها إقليم أونتاريو ودَفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى وقف المحادثات التجارية مع أوتاوا، كان كارني يخوض لقاءً أكثر ودّية مع أحد أكثر القادة إثارة للدهشة: الرئيس الصيني شي جين بينغ.

العلاقات بين أوتاوا وبكين انهارت عام 2018 بعد أن احتجزت الصين اثنين من الكنديين، في خطوة اعتُبرت على نطاق واسع ممارسةً لـ”دبلوماسية الرهائن”. كما اتهمت أجهزة الأمن الكندية الصين بالتجسس والتدخل في الانتخابات وتهديد المنتقدين داخل كندا، وهي اتهامات نفتها بكين. وقد طرد البلدان دبلوماسيين من كلا الجانبين وفرض كل منهما رسوماً جمركية على سلع الآخر.

غير أنّ الاجتماع الذي عُقد هذا الشهر على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، وهو الأول بين رئيس وزراء كندي ورئيس صيني منذ عام 2017، شكّل منعطفاً جديداً، وفق تعبير كارني، الذي قال إن اللقاء يمثّل “نقطة تحوّل”. شي أعلن دعوته لكارني لزيارة الصين، والأخير لبّى الدعوة إيجاباً.

هذه التطورات، التي كانت تبدو مستبعدة قبل عام فقط، تعكس حجم الارتباك الذي أحدثته رسوم ترامب الجمركية على السلع الكندية وتهديداته بتحويل كندا إلى “الولاية الأميركية الحادية والخمسين”، ما دفع أوتاوا لإعادة رسم تحالفاتها الاقتصادية والسياسية.

وتسعى الحكومة حالياً إلى تحويل الاقتصاد من “الاعتماد إلى الصمود” عبر تنويع الصادرات بعيداً عن الولايات المتحدة، التي تستحوذ على أكثر من 75% من الصادرات الكندية. وقد وضعت هدفاً بمضاعفة الصادرات غير الأميركية بحلول عام 2035.

وجاء في الموازنة الفدرالية، الصادرة هذا الشهر: “إن النظام الدولي القائم على القواعد، والمنظومة التجارية التي غذّت ازدهار كندا لعقود، يتعرضان لإعادة تشكيل تهدد سيادتنا ورفاهنا وقيمنا. نحن لا نمر بمرحلة انتقالية، بل بصدع كامل”. وقد فاز كارني في انتخابات أبريل بوصفه الرجل القادر على إدارة هذا التحول الجذري، وهو اليوم يسعى إلى مقاربة أكثر حذراً لفتح صفحة جديدة مع الصين والهند ودول أخرى كانت العلاقات معها متوترة.

ويؤكد خبراء أنّ هذه الاستراتيجية تحمل فرصاً ومخاطر في آن. ويحذر البعض من أن توسيع العلاقات مع دول لا تشارك كندا قيمها، أو سبق أن استخدمت اعتماد أوتاوا على أسواقها كسلاح ضغط، قد يضع كندا أمام تحديات أخلاقية وسياسية.

وتقول لينيت أونغ، مديرة “مختبر الحوكمة الصينية” في مدرسة مونك التابعة لجامعة تورونتو: “الابتعاد عن أميركا غير الموثوقة لا يجعل الصين شريكاً تجارياً أكثر موثوقية. الهدف هو تنويع المخاطر. وسيكون خطأً كبيراً إذا توقفنا عند الصين… لكن بما أنّ الصين هي ثاني أكبر شريك تجاري لنا، فمن الطبيعي أن نبدأ من هناك”.

وتشير وكالة تنمية الصادرات الكندية إلى مؤشرات واضحة على توجه الشركات الكندية نحو أسواق جديدة، إذ ارتفع عدد زيارات الموقع الإلكتروني للوكالة بنسبة 61% هذا العام، فيما قفزت الزيارات إلى الموارد الخاصة بتنويع التجارة بنسبة 93%.

على مدى عقود، ارتكزت السياسة الخارجية والاقتصادية لكندا على السعي نحو مزيد من الاندماج مع الولايات المتحدة. فالصادرات المتجهة إلى السوق الأميركية تشكّل خُمس الدخل القومي الكندي. وعلى امتداد هذه الفترة تقريباً، حذّر منتقدون من مخاطر الاعتماد المفرط على سوق واحدة بهذا الحجم.

لكن تنويع الأسواق كان أصعب مما يبدو نظرياً، ويقرّ قادة الأعمال بأن تعويض أي تراجع في التجارة مع الولايات المتحدة سيكون مهمة شاقة. ورغم أن كندا وقّعت أكثر من اثني عشر اتفاقية تجارة حرة تشمل أكثر من 50 دولة، فإن الجزء الأكبر من صادراتها ما زال يتجه إلى الجار الجنوبي. وقد بلغت حصة الصين من الصادرات الكندية في عام 2024 نحو 4 بالمئة فقط.

وتتقاسم كندا والولايات المتحدة أطول حدود برية غير محصّنة في العالم، إضافة إلى اللغة الإنجليزية. كما أن السوق الاستهلاكية الأميركية الضخمة تُعدّ عامل جذب لا تضاهيه خيارات كثيرة. أما دخول أسواق جديدة، فيمكن أن يكون مهمة معقدة بالنسبة للشركات الصغيرة التي تفتقر إلى الموارد الكافية للتعامل مع الاختلافات اللغوية والتنظيمية.

 

كارني: العالم ماضٍ بلا واشنطن… وقمة العشرين تؤكد تغيّر موازين القوة
November 24, 2025

كارني: العالم ماضٍ بلا واشنطن… وقمة العشرين تؤكد تغيّر موازين القوة

في تصريحات حاسمة تعكس توجهاً دولياً متبدّلاً، أكّد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أنّ العالم قادر على المضيّ قُدماً في معالجة التحديات المشتركة حتى بغياب الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ التفاهمات التي توصّل إليها قادة مجموعة العشرين خلال قمتهم في جوهانسبرغ “تحمل وزناً فعلياً” رغم المقاطعة الأمريكية.

وكانت جنوب أفريقيا، الدولة المضيفة للقمة هذا العام، قد تحدّت الموقف الأمريكي عبر إصدار البيان الختامي للقادة، بعدما أصرت واشنطن على الاكتفاء بـ“ملخص رئاسي” في ظل غياب وفدها، وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاطعة القمة استناداً إلى ادعاءات سبق دحضها بشأن تعرّض مزارعين من أصول أفريكانية لعمليات “إبادة”.

وخلال مؤتمر صحفي في جوهانسبرغ، شدّد كارني على أنّ القمة “جمعت دولاً تمثّل ثلاثة أرباع سكان العالم، وثلثي الناتج الإجمالي العالمي، وثلاثة أرباع التجارة الدولية… وكل ذلك من دون مشاركة الولايات المتحدة رسمياً”، مضيفاً أنّ هذا الواقع “يعكس تحوّلاً متسارعاً في مركز الثقل الاقتصادي العالمي”.

ويأتي موقف كارني في سياق سياسي داخلي ودولي جديد، بعد وصوله إلى رئاسة الحكومة مطلع العام الجاري إثر حملة انتخابية واجه خلالها سياسات ترامب التجارية، خصوصاً الرسوم الجمركية المفروضة على كندا، إضافة إلى تصريحات مثيرة للجدل لمحاولة ترويج فكرة ضمّ كندا إلى الولايات المتحدة. ومنذ تولّيه المنصب، وضع كارني أولوية لتقليص اعتماد الاقتصاد الكندي على السوق الأمريكية وتوسيع شبكة الشراكات الدولية.

وتشير الخطوات الأخيرة إلى توجّه كندي واضح لتعزيز موقعه على خريطة النفوذ العالمي، والتأكيد أنّ العمل الدولي المشترك قادر على الاستمرار، حتى في ظل غياب أحد أبرز اللاعبين التقليديين.