
أوكرانيا تتطلع لمشاركة كندا الفعّالة في ضمانات أمنية لإنهاء الحرب مع روسيا
August 19, 2025
المصدر:
وكالات
أعربت أوكرانيا عن أملها في أن تلعب كندا دورًا نشطًا في صياغة ضمانات أمنية مستقبلية تكفل السلام الدائم وإنهاء الصراع المستمر مع روسيا، وفقًا لما صرح به دبلوماسي أوكراني بارز يوم الثلاثاء. جاء ذلك بالتزامن مع بدء الحلفاء مناقشات حول ملامح اتفاق سلام طويل الأمد.
شارك رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في اجتماع افتراضي مع قادة أوروبيين ودوليين لمناقشة الخطوات المقبلة نحو تحقيق السلام في أوكرانيا، وذلك بعد محادثات عقدت يوم الإثنين في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومن المقرر أن يواصل قادة عسكريون في حلف الناتو هذه النقاشات في اجتماع يعقد الأربعاء.
وأكد مكتب كارني في بيان أن “رئيس الوزراء جدد التزام كندا الراسخ بدعم هذه الجهود من خلال تعزيز الدبلوماسية، وزيادة الضغط العسكري والاقتصادي على روسيا لوقف عدوانها، والتنسيق الوثيق مع الرئيس زيلينسكي لتطوير ضمانات أمنية قوية وموثوقة، إلى جانب تقديم المزيد من الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.”
لم يتضمن البيان تفاصيل محددة حول طبيعة مساهمة كندا المحتملة في هذه الضمانات الأمنية.
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة لتزرع الأمل في أوكرانيا بإمكانية إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، شريطة ضمان دعم حلفائها لمستقبلها على المدى الطويل. وقال أوليه نيكولينكو، القنصل العام الأوكراني في تورونتو، في تصريحات لـ”جلوبال نيوز”: “نحن متفائلون بحذر، ولكننا لسنا ساذجين. هناك قضايا مصيرية على المحك، ويتعين التعامل بحذر مع أي تصريحات روسية، لكن المحادثات كانت إيجابية وبنّاءة.”
وأشار زيلينسكي في واشنطن إلى أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا قد تُنجز خلال عشرة أيام بالتعاون مع الشركاء الدوليين. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع شبكة “NBC” على أهمية إتمام هذه التفاصيل قبل اجتماع ثلاثي مرتقب يجمع ترامب وزيلينسكي وبوتين، لتمكين أوكرانيا من التفاوض من موقع قوة.
وأفاد البيت الأبيض بأن التحضيرات جارية لعقد لقاء بين زيلينسكي وبوتين خلال أسبوعين، يليه اجتماع ثلاثي مع ترامب إذا لزم الأمر. وأوضح ماكرون أن الأيام المقبلة ستشهد مناقشات مكثفة ضمن “تحالف الراغبين” لتحديد مسؤوليات كل دولة، مشيرًا إلى كندا كواحدة من الدول المرشحة للمشاركة.
وأبدى نيكولينكو ترحيب أوكرانيا بدور كندا، قائلاً: “كندا تشارك بنشاط في النقاشات الجارية، ونأمل أن تسهم بشكل فعّال في هيكلية الضمانات الأمنية، على أن تُحدد تفاصيل هذه المساهمة لاحقًا.”
وفي بيان مشترك، أكدت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند ونظراؤها من دول الشمال استعداد بلدانهم للعب دور رئيسي في تعزيز هذه الضمانات بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مشددين على ضرورة عدم فرض قيود على القوات الأوكرانية أو تعاونها مع دول أخرى.
ووفقًا للحكومة الكندية، قدمت كندا مساعدات عسكرية بقيمة 6.5 مليار دولار لأوكرانيا منذ بداية 2022، بما في ذلك أكثر من ملياري دولار أُعلن عنها في قمة مجموعة السبع بألبرتا في يونيو الماضي. ويسعى كارني لتعزيز القدرات العسكرية الكندية من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي وتحسين أجور القوات المسلحة، رغم التحديات المستمرة في نقص المعدات والأفراد.
ومن المقرر أن يقدم الجنرال الأمريكي أليكسوس جرينكويتش إحاطة لقادة الناتو العسكريين حول تقدم مفاوضات السلام والوضع الأمني الحالي. وأشار بيان من مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أن فرق التخطيط ستعمل مع مسؤولين أمريكيين لتعزيز الضمانات الأمنية والتحضير لنشر قوة طمأنة في حال انتهاء الصراع.
ورغم معارضة روسيا لوجود قوات الناتو في أوكرانيا، أشار ترامب إلى أن بوتين قد يكون منفتحًا على وجود قوات غربية ضمن ضمانات أمنية بقيادة أوروبية تمنع أي غزو روسي مستقبلي.
Posted byKarim Haddad✍️