https://www.traditionrolex.com/8


مصر تحتفل بدخول العائلة المقدسة لأراضيها... اهتمام غير مسبوق بمسار رحلة استثنائية


On 27 May, 2023
Published By Tony Ghantous
مصر تحتفل بدخول العائلة المقدسة لأراضيها... اهتمام غير مسبوق بمسار رحلة استثنائية

يستعد المصريون للاحتفال بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، يوم الخميس 1 حزيران (يونيو) المقبل، وسط اهتمام رسمي وثقافي وسياحي غير مسبوق بمسار الرحلة التي يحكي المهتمون بها عن معجزات عديدة شهدتها وتركت آثاراً باقية حتى اليوم. ويتم الاحتفال بهذه المناسبة الروحانية في العديد من النقاط التي مرت بها العائلة المقدسة في مصر، ويشارك فيها ملايين المسيحيين والمسلمين المصريين والأجانب.

وانعكس الاهتمام بشكل واضح في عمليات التطوير التي تجريها القاهرة حالياً في خط سير الرحلة المقدسة، وكذلك في تسجيل المسار ضمن التراث غير المادي في اليونسكو، في شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 2022، وإعلان الفاتيكان، من قبل، عن إدراجه ضمن خريطته للمسارات السياحية، في شهر أيلول (سبتمبر) 2021.

وتتضمن الاحتفالات ممارسات شعبية، وروايات عن الرحلة، وأغانيَ مرتبطة بتعميد الأطفال، وكذلك التبرك بالآبار المقدسة التي تشير روايات دينية وتراثية إلى أنها تفجرت بين يدي يسوع خلال رحلة العائلة. وإلى ذلك، تروى حكايات عن شجرة مريم، التي لا تزال موجودة في حي المطرية في القاهرة.

خطوة مهمة

يرى الدكتور مصطفى جاد، الخبير في صون التراث غير المادي في اليونيسكو، أن تسجيل مسار العائلة المقدسة في المنظمة الأممية يعد خطوة مهمة للغاية، وسوف يفتح المجال أمام الكثير من المشروعات التنموية.

 الخبير الذي كان أحد المسؤولين عن إعداد ملف المسار المقدم لليونسكو يقول لـ"النهار العربي": "لقد بذلت مؤسسات الدولة المصرية جهداً كبيراً لإعداد هذا الملف، وجاءت الخطوة الأولى بمبادرة من وزارة السياحة، كما ساهمت وزارة الثقافة، والتعليم العالي، والخارجية، وغيرها من المؤسسات الرسمية، وشاركت منظمات المجتمع المدني والكنائس المصرية وآلاف الداعمين".

ويضيف جاد: "هذا العمل الجماعي لإنجاح هذا الملف كان يمثل بالنسبة لي المعايشة الحقيقية لمفهوم الوحدة الوطنية، التي طالما نرددها في أحاديثنا وعبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وعن الإجراءات التي اعتُمدت لتوثيق المسار، يقول: "قمنا بوضع خطة عمل محكمة لجمع عناصر الاحتفاليات الموجودة على مسار الرحلة وتوثيقها، خصوصاً احتفالية مولد السيدة العذراء، وعيد دخول العائلة المقدسة إلى مصر، والتي تجاوزت الثلاثة ملايين محتفل - خاصة في صعيد مصر - بمناطق كجبل الطير في المنيا، ودرنكة في أسيوط".

ولفت جاد، الذي يشغل منصب عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، إلى قيام المسؤولين عن الملف برصد الحكايات والروايات الشعبية عن العائلة المقدسة، والاحتفالات المرتبطة بعلاج العقم، وتعميد المواليد، والترانيم والأغاني المصاحبة لزفة الأيقونات، ومشهد تمثيل العائلة المقدسة من قبل جمهور المحتفلين، والممارسات حول عيون الماء، وشجرة مريم، ولعب الأطفال، والرقص على إيقاعات الطبل البلدي والمزمار.

فرص سياحية

من جانبه يقول نقيب السياحيين المصريين باسم حلقة لـ"النهار العربي": "مسار العائلة المقدسة هو واحد من أهم المزارات الدينية التي تهتم بها مصر حالياً، لأن بها العديد من الفرص الاستثمارية بالنقاط التي مرت بها العائلة، وهي أكثر من 25 نقطة، وفيها بعض النقاط الجاهزة للزيارة".

ويضف حلقة: "نحن نعمل (سياحياً) على النقاط الجاهزة، وبالنسبة للنقاط غير الجاهزة، يمكن الاستعاضة عنها بعرض مقاطع فيديو على الزائرين".

ويشير نقيب السياحيين إلى أن ثمة تجهيزات أمنية للمناطق، وكذلك عمليات تأهيل للسكان في هذه المواقع، لكي يتمكنوا من التعامل مع السياح، وكذلك لاكتساب القدرة علي بيع منتجاتهم من الحرف اليدوية وما إلى ذلك للزوار.

ويرى حلقة أن ثمة العديد من الأمور التي لا تزال بحاجة للاهتمام، ومنها "المزيد من انتشار شرطة السياحة في تلك المناطق لتأمينها، وإصدار المزيد من التراخيص الخاصة بإنشاء المطاعم والمنشآت السياحية اللازمة لخدمة الزائرين، وتجهيز انتظار للسيارات، وغير ذلك".

ويؤكد نقيب السياحيين على أن "هذا الحدث بمثابة حج مسيحي إلى مصر، ولذلك يجب أن نكون مستعدين تماماً لاستقبال الأعداد القادمة إلى مسار العائلة المقدسة، وزيادة المنشآت الفندقية تدريجياً، خصوصاً الفنادق درجة نجمتين وثلاث نجوم، فهي لم تحظ باهتمام مثل الخمس والأربع نجوم. والاهتمام بهاتين الدرجتين مفيد لأنها سهلة الإنشاء، ومنخفضة التكلفة، وسوف تزيد من الطاقة الاستيعابية في الغرف الفندقية".

 

معجزات ونبوءات

من جانبها تقول الكاتبة الصحافية وفاء وصفي لـ"النهار العربي" إن "رحلة العائلة المقدسة من أهم الأحداث التي يحفل بها تاريخ الكنيسة المصرية، فقد شهدت العديد من المعجزات، وقد كانت زيارة المسيح وأمه العذراء مريم، ثم عودتهم إلى وطنهم، هي نبوءة مذكورة في الكتاب المقدس".

وتضيف الباحثة المهتمة بالشأن القبطي: "نحن نعلم أن دخول المسيح مصر كان بسبب هروب العائلة المقدسة من بيت لحم بعدما جاء ملاك ليوسف النجار أخبره أن هيرودس يريد قتل المسيح، فاصطحبه وأمه السيدة العذراء واتجهوا إلى مصر، ودخلوها عن طريق سيناء".

وتشير الكاتبة الصحافية إلى أنه "بعد دخول العائلة المقدسة إلى مصر، انهارت الأوثان في كل منطقة وطأتها أقدامهم، وكان هذا تحقيق لنبوءة موجودة في أشعيا، وأول مدينة حدث بها هذا كانت تل بسطة (في الدلتا)، وربما كان هذا من الأسباب التي دفعت الناس للتعامل مع العائلة على أنها غير مرحب بها، وقد يفسر هذا سبب تنقل العائلة المقدسة من موقع إلى آخر في مصر".

وتحدثت وصفي أيضاً عن شجرة مريم، وقالت "هذه كانت تظلل العائلة المقدسة، لأن جو مصر كان حاراً للغاية، وقد أصبحت مكاناً يتبارك به الناس. وحين أتى الفرنسيون إلى مصر، وحاول الجنود قطع الشجرة لاستخدام أخشابها في إشعال النيران للطبخ، أخرجت دماً، فشعروا بالرعب، لكنهم بدأوا الاستشفاء بها".

"ثمة الكثير من الآثار التي تخص رحلة العائلة المقدسة في مصر، وكل منها يحمل حكاية، ويرتبط بمعجزة، وقد بدأت الدولة تهتم بها، أخيراً، بعد عقود أو قل قرون طويلة من الإهمال، إذ كادت شجرة مريم على سبيل المثال أن تنتهي، لكن الدولة التفتت أخيراً إلى هذا المسار المهم، وبالتالي بدأنا نرى بداية حج مسيحي إلى مصر".

المصدر: "المصدر: النهار العربي القاهرة - ياسر خليل"






إقرأ أيضاً

السودان.. تحسن ملحوظ في "احترام" اتفاق وقف إطلاق النار
الجيش السوداني يطلب استبدال المبعوث الأممي ويسعى لتعزيز صفوفه

https://www.traditionrolex.com/8