https://www.traditionrolex.com/8


في العيد المئة لهنري كيسنجر... ابنه يكشف "سر" عمره المديد


On 27 May, 2023
Published By Tony Ghantous
في العيد المئة لهنري كيسنجر... ابنه يكشف "سر" عمره المديد

يحتفل والدي هنري كيسنجر يوم السبت بعيد ميلاده المئة. وقد يترافق ذلك مع شعور من الحتمية بالنسبة إلى أي شخص على دراية بقوة شخصيته وحبه للرمزية التاريخية. لكن الأمر لا يقتصر على أنه عاش أكثر من معظم أقرانه والنقاد البارزين والطلاب فحسب، بل ظل نشطاً طوال التسعينيات من عمره.

وحتى الوباء لم يقيده، فمنذ عام 2020، أكمل كتابين وبدأ العمل على كتاب ثالث. وعاد من مؤتمر بلدربيرغ في لشبونة في وقت سابق من هذا الأسبوع لبدء سلسلة من الاحتفالات المئوية التي ستأخذه من نيويورك إلى لندن وأخيراً إلى مسقط رأسه في فورث بألمانيا.

ويبدو طول عمر والدي معجزة، لا سيما عند  النظر في النظام الصحي الذي اتبعه طوال حياته، ويتضمن نظاماً غذائياً ثقيلاً على براتوورست ووينر شنيتزل، فضلاً عن مسؤولية صنع القرار بلا هوادة، وحب الرياضة كمتفرج بحت، وليس كمشارك.

لذا، كيف نحسب طاقته العقلية والجسدية الدائمة؟ لديه فضول مستمر يبقيه منخرطاً بديناميكية مع العالم. وعقله هو سلاح ليحدد التحديات الوجودية الراهنة وكيفية التصدي لها. وفي خمسينيات القرن الماضي، تمحور ذلك حول قضية الأسلحة النووية وتهديدها للبشرية. ومنذ حوالي خمس سنوات، عندما كان رجلاً واعداً في سن 95 سنة، أصبح والدي مهووساً بالآثار الفلسفية والعملية للذكاء الاصطناعي.

عندما قدم الديك الرومي في عيد الشكر في السنوات الأخيرة، كان يصفن في تداعيات هذه التكنولوجيا الجديدة، بطرق تذكر أحفاده أحياناً بقصص أفلام "Terminator". وفي وقت انغمس في الجوانب التقنية للذكاء الاصطناعي كطالب دراسات عليا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أطلق نقاشاً حول استخداماته برؤيته الفلسفية والتاريخية الفريدة.

ويعود السر الآخر لقوة والدي إلى إحساسه بالمسؤولية. ورغم تصويره على أنه رجل واقعي بارد، يمثل في الواقع شخصية محايدة. ويؤمن إيماناً عميقاً بمفاهيم غامضة مثل الوطنية والولاء والحزبية. ويؤلمه أن يرى القبح في الخطاب العام اليوم والانهيار الظاهر في فن الدبلوماسية. 

وأتذكر من طفولتي دفء صداقاته مع أشخاص ربما كانت سياستهم مختلفة عن سياسته، مثل كاي غراهام وتيد كينيدي وهوبير همفري. وأحب كينيدي صنع المقالب التي استمتع بها والدي، بما في ذلك دعوة أبي إلى مكتبه في المنزل والادعاء بأن نمساً اختبأ في خزانة. 

وحتى مع استمرار توتر الحرب الباردة، كان السفير السوفيتي لدى الولايات المتحدة أناتولي دوبرينين ضيفاً في منزلنا. وكانا يلعبان الشطرنج من حين إلى آخر، بينما يتفاوضان على القضايا التي تؤثر على الكوكب بأسره. ولم يكن لدى والدي أي أوهام بشأن الطبيعة القمعية للنظام السوفيتي، لكن هذه المحادثات المنتظمة ساعدت في تهدئة التوتر، في وقت بدت القوى النووية العظمى وكأنها في مسار تصادمي. فماذا لو حدث مثل هذا الحوار المنتظم بين اللاعبين الكبار في القضايا العالمية التي تؤجج التوتر؟

وبغض النظر عن الشطرنج، لم تكن الدبلوماسية لعبة بالنسبة لوالدي. بل مارسها بالتزام ومثابرة ولدت من تجربة شخصية. وكلاجئ من ألمانيا النازية، فقد 13 من أفراد عائلته وعدداً لا يحصى من الأصدقاء في الهولوكوست. وعاد إلى وطنه ألمانيا كجندي أميركي، ليشارك في تحرير معسكر اعتقال قرب هانوفر. وهناك، تعرف على الأعماق التي يمكن للبشرية أن تغوص فيها من دون أن تتقيد بالهياكل الدولية للسلام والعدالة. وفي الشهر المقبل، سنعود إلى فورث، حيث سيضع إكليلاً من الزهور على قبر جده، الذي لم يتمكن من الفرار.

وأدرك أن الابن لا يمكنه أن يكون موضوعياً بشأن إرث والده، لكنني فخور بجهود والدي لترسيخ فن الحكم بمبادئ متسقة وإدراك للواقع التاريخي. هذه هي المهمة التي سعى إليها في الجزء الأكبر من قرن، مستخدماً عقله النادر وطاقته الثابتة لخدمة البلد الذي أنقذ عائلته وأطلقه في رحلة تتجاوز أحلامه الأكثر طموحاً.

 

ديفيد كيسنجر

الواشنطن بوست

المصدر: "المصدر: النهار العربي نورا عامر"






إقرأ أيضاً

وفاة طوني حداد: خسارة استثنائية تفقد أستراليا وحزب الكتائب اللبنانية رمزًا للعاطفة والتفاني
ملك أحمد زاهر تعرضت عقلها للبيع

https://www.traditionrolex.com/8