https://www.traditionrolex.com/8


"صالون الابتكار" التونسي... صناعات تقليدية تحاول الصّمود


On 17 March, 2023
Published By Tony Ghantous
"صالون الابتكار" التونسي... صناعات تقليدية تحاول الصّمود

افتُتح في تونس يوم 10 آذار (مارس) الجاري معرض للصناعات التقليدية بمشاركة 1200 حرفي جاؤوا للتعريف بمنتجاتهم، ويستمر حتى 19 منه.

و"صالون الابتكار للصناعات التقليدية" هو فعاليّة سنويّة تحرص تونس على تنظيمها دعماً للقطاع الذي يعاني مشكلات كثيرة، وفق ما صرّح به حرفيون لـ"النهار العربي".

ويوّفر قطاع الصناعات التقليدية في تونس مورد رزق لآلاف العائلات، فضلاً عن كونه قطاعاً حيوياً مرتبطاً بالحركة السياحية في البلاد.

 ولتونس تراث ثري من الحرف التقليدية التي تختلف من مدينة إلى أخرى ومن اختصاص إلى آخر، بعضها مسجّل على قائمة التراث غير المادي العالمي لليونسكو.

 ويشغّل القطاع نحو 350 ألف حرفي، 83 في المئة منهم من النساء، كما يساهم بـ4.5 في المئة من الناتج الداخلي الخام، فيما بلغت قيمة صادراته سنة 2022 نحو 150 مليون دينار (50 مليون دولار).

 

 

منافسة

وتردّى واقع الحرف التقليدية في تونس بعد حوادث 2011 وصار الكثير منها مهدّداً بالاندثار بسبب عزوف الشباب عن تعلّمها، من جهة، والمنافسة الكبيرة للسلع المقلّدة المستوردة من الصين، من جهة أخرى.

ويقول الحرفيون إنّ كميات كبيرة من المنتجات غير الأصلية غزت الأسواق التقليدية التي يقصدها السيّاح عادة عند زيارتهم تونس لشراء هدايا تذكارية.

ويؤكّد حاتم، وهو حرفي في صناعة البلور لـ"النهار العربي"، أنّ البضاعة المقلدة تعرض بأسعار رخيصة وتلقى إقبالاً كبيراً من المستهلك الذي لم يعد قادراً على شراء القطع الأصلية، مضيفاً أنّ ذلك أثر في مردود القطاع وفي سمعته أيضاً: "عندما يشتري السائح منتجاً على أساس أنّه منتج تونسي أصلي ويكتشف في ما بعد أنه مقلّد، فذلك يضرّ بسمعة الحرف التقليدية في تونس"، يقول حاتم الذي يضيف إنّ هذه المنافسة أجبرت الكثير من الحرفيين على غلق متاجرهم بسبب ركود بضاعتهم.

 

 

ويرى أنّ هذه المنافسة ستدفع بحرف كثيرة إلى الاندثار "ففيما يمضي الحرفي وقتاً طويلاً لصناعة منتجه، يمكن للمصانع أن تصنع آلاف القطع منه وتعرضها بأسعار أقل''.

ويشتكي القطاع الذي يعدّ رافداً مهماً للسياحة في البلد من غلاء أسعار المواد الأولية وارتفاع تكلفة الإنتاج التي انعكست على الأسعار عند البيع، وبخاصة في قطاعات النسيج والجلد والتزويق والخشب والمعادن بصفة عامة، وفق حرفي في صناعة النحاس أكد أنّ الكثيرين من الحرفيين في هذا الاختصاص أغلقوا ورشهم، فيما يكابد من تبقّى منهم مشقة كبيرة للمواصلة. ويضيف أن عدد الحرفيين في اختصاص النحاس صار يعدّ على الأصابع.

 

 

عزوف؟

وتواجه حرف كثيرة شبح الاندثار بسبب عزوف الشباب عن تعلمها مثل حرفة صناعة "الدرينة"، وهي آلة صيد أسماك تقليدية تصنع من سعف النخيل تشتهر بها بعض المناطق الساحلية، وتم تسجيلها ضمن التراث اللامادي العالمي على لائحة منظمة اليونسكو. ويؤكد الحاج عبد العزيز، وهو واحد من عدد قليل من الحرفيين الذين ما زالوا يمارسون هذه الحرفة، أنّ الشباب يرفض تعلمها فـ"صناعة الدرينة تتطلب الكثير من الصبر مقابل أرباح صغيرة، الأمر الذي ينفّر الشباب منها".

وللحفاظ على الحرف من الاندثار، يقوم ديوان الصناعات التقليدية بحملات ومسابقات ترويجية لها بهدف تسليط الضوء عليها، كما تؤكد المكلفة الإعلام في الديوان سامية الفوراتي لـ"النهار العربي".

وتضيف أنّ هناك متابعة دقيقة للمهن التي صارت مهددة بالاندثار من أجل وضع برامج وخطط للحفاظ عليها وتشجيع الشباب على تعلّمها.

ونظم الديوان على هامش الصالون مسابقة للنقش على الخشب شارك فيها حرفيون من مختلف محافظات تونس، و"النقش على الخشب من الحرف المهددة"، تؤكد الفوراتي لذلك "تم التفكير في تسليط الضوء عليها".

الابتكار

في المقابل، توجّه كثير من الحرفيين، وبخاصّة الشبان منهم في السنوات الأخيرة، إلى إحياء الصناعات التقليدية القديمة من أجل الصمود أمام منافسة الموضة السريعة التي أغرقت الأسواق.

واللباس التقليدي بمختلف أنواعه من أبرز الاختصاصات التي يتوجه المصمّمون الشبان نحوها لتجديدها حتّى تصبح قطعاً ضرورية في خزانة التونسي.

وتحتفل تونس سنوياً يوم 16 آذار باليوم الوطني للباس التقليدي من خلال ارتدائه في مختلف المؤسسات الإدارية والمدارس والمعاهد، بهدف تشجيع الأجيال المقبلة على التمسّك به.

وتقول صابرين، وهي مصمّمة تشارك في الصالون بعرض مجموعة من الأزياء التي استمدتها من اللباس التقليدي لجزيرة "جربة" جنوب تونس، إنّها تعمل منذ سنوات على المزج بين الروح العصرية والهوية التقليدية لهذه الأزياء حتّى تشدّ اهتمام الشباب، مضيفة أنّ هناك عودة من الأجيال الجديدة إلى ارتداء اللباس التقليدي. 

 

 

وعلى عكس الحرفيين التقليدين، اختارت صابرين أن تروّج منتجاتها عبر المواقع الإلكترونيّة "ذلك أسرع وأقلّ تكلفة"، تقول المتحدثة التي تضيف:"أحاول أن أحافظ على روح اللباس التقليدي لكنّني أدخل عليه لمسة عصريّة، وآمل أن يساعدني ذلك على الانتشار خارج تونس".

وتلفت الفوراتي في حديث لـ"النهار العربي" إلى أن الجيل الشاب من الحرفيين صار يتعلّم أصول هذه الحرف في معاهد ومدارس خاصّة بها.

وفي ما يعطي صورة معاكسة عما يتخوّف منه الحرفيون القدامي من عزوف الجيل الجديد عن تعلّم الصناعات التقليدية، تؤكد الفوراتي أنّ هناك إقبالاً جيداً من الشباب على تعلّم الصناعات التقليدية لتحويلها بعد ذلك إلى مشاريع ناجحة تستمدّ أفكارها من هذه الحرف، مع العمل على تطويرها وجعلها مواكبة للعصر، وتكشف أنّ هناك 5 آلاف حرفي شاب وشابة يلتحقون سنوياً بالقطاع.

المصدر: النهار العربي

تونس-كريمة دغراش

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

واشنطن وعواصم أوروبية تُطالب بمحاسبة الأسد في ذكرى مرور 12 عاماً على الانتفاضة في سوريا
أول محادثات بين مصر وتركيا منذ 10 سنوات... وتبادل للسفراء "في أقرب وقت ممكن"

https://www.traditionrolex.com/8