https://www.traditionrolex.com/8


البابا: العالم كلُّه في حرب وفي دمار ذاتي، لنتوقّف!


On 06 February, 2023
Published By Tony Ghantous
البابا: العالم كلُّه في حرب وفي دمار ذاتي، لنتوقّف!

في رحلة العودة من جنوب السودان، التقى البابا ورئيس أساقفة كانتربري ومُنسِّق كنيسة اسكتلندا بالصحفيين. البابا فرنسيس يتحدّث عن بندكتس السادس عشر: "لقد تمَّ استغلال موته من قبل الأشخاص الذين يريدون أن يجرّوا الماء إلى مطاحنهم ". وعن المثليين: "تجريمهم هو ظلم".

بروني: صباح الخير للجميع، من الواضح أن هذه الزيارة كانت مميزة، نظرا للأمور التي شاهدناها وسمعناها، وأيضا لأن الزيارة تمت كرحلة حج جماعية، رحلة حج من أجل السلام، برفقة أشخاص آخرين، وهذه الصورة نراها هنا في هذه اللحظة. أود أن أطلب من الصحفيين عندما سيحين وقت طرح الأسئلة، أن يقولوا إلى من يوجهون السؤال، لأنه يوجد معنا، بالإضافة إلى الأب الأقدس، المنسق العام للكنيسة المشيخية الأسكتلندية، وتعرفون رئيس الأساقفة ويلبي (رئيس أساقفة) كانتربوري. لكن قبل أن نبدأ أود أن أسأل قداسته ما إذا كان يريد أن يقول شيئا، أن يوجه لنا كلمة.

البابا فرنسيس: أتمنى لكم أحداً ممتعا، وشكراً على عملكم في هذه الأيام. كانت هذه زيارة مسكونية مع أخويّ، لذا أردتُ أن يكونا حاضرين هما أيضا في المؤتمر الصحفي لاسيما رئيس أساقفة كانتربوري، الذي يسير منذ سنوات في درب المصالحة هذه. لقد بدأ العمل قبلي بكثير في هذا المجال، لذا أردتُ أن يكونا حاضرين كلاهما. شكراً وسنتكلم لاحقا.ويلبي: طاب يومكم، شكراً جزيلا. في عام ٢٠١٤ قمت أنا وزوجتي بزيارة جنوب السودان في إطار زيارة إلى الشركة الأنغليكانية، ولدى وصولنا طلب منا رئيس الأساقفة أن نذهب إلى مدينة "بور". كانت الحرب الأهلية قد بدأت منذ خمسة أسابيع آنذاك، وكان الوضع قاسياً جدا. ذهبنا إلى بور على متن طائرة ذات محرك واحد، حطت في منطقة جرداء. وكانت الجثث عند بوابة المطار، وكان عدد القتلى خمسة آلاف. وكان هناك بعض الجنود التابعين للأمم المتحدة. ذهبنا إلى الكاتدرائية حيث قُتل جميع الكهنة الأنغليكان، وحيث اغتُصبت زوجاتهم قبل أن يُقتلن. كان الوضع رهيباً. لدى عودتنا إلى ديارنا، شعرنا أنا وزوجتي بدعوة قوية، لنرى ماذا نستطيع أن نفعل لندعم أهالي جنوب السودان، ومنذ ذلك الحين، خلال أحد اللقاءات المنتظمة التي كان لي شرف عقدها مع البابا فرنسيس، تحدثنا كثيرا عن جنوب السودان، وطورنا فكرة عقد خلوة (روحية) في الفاتيكان.  فريق العمل الخاص بي في لامبيث والفاتيكان عملا معا منذ العام ٢٠١٦، وقاما بزيارات إلى جنوب السودان، عملا ميدانياً، وعملا مع الزعماء سعياً لتنظيم هذه الزيارة. زوجتي ذهبت إلى هناك وعملت مع زوجات الأساقفة ومع نساء رائدات تعرضن لضغوط قوية. وزرنا أيضا زعماء منفيين في أوغندا. في عام ٢٠١٨ اتضح لنا أن هناك إمكانية تنظيم زيارة مطلع عام ٢٠١٩، وتمكّنا من ذلك، وكانت معجزة. كان أحد نائبي الرئيس في الخرطوم، قيد الإقامة الجبرية. أتذكر أنه في اليوم السابق للزيارة – كان علي أن أذهب إلى روما باكراً جداً صباح اليوم التالي – كنت في مرآب للسيارات بمدرسة في نوتينغهام بإنجلترا، وتحدثت على الهاتف مع الأمين العام للأمم المتحدة لإقناعه بتمهيد الطريق أمام نائب الرئيس ليتمكن من الحصول على تأشيرة الدخول، وهذا ما فعلهبجدارة كبيرة، وتمكن من أن يستقل آخر رحلة من الخرطوم قبل إقفال المجال الجوي إثر انقلاب. ذروة لقاء العام ٢٠١٩ كانت بالطبع البادرة التي لا تُنسى والتي قام بها البابا عندما جثا على ركبتيه وقبّل أقدام الزعماء قائلا: "أرجوكم أن تصنعوا السلام" وقد حاولوا أن يوقفوه. توجه فكرنا مباشرة إلى الفصل الثالث عشر من إنجيل يوحنا، وكانت لحظة مهمة جدا. كانت النقاشات صعبة ثم عقد نائبا الرئيس اجتماعاً منفصلا، كان مفعماً بالزخم، وفي الختام التزما في تجديد اتفاق السلام، وأعتقد أن ما فعله البابا كان أمراً أساسيا، كانت النقطة التحولية. لكن كما يقول أحد المدربين الإنجليز: إنكَ بارعٌ لغاية المباراة المقبلة. وجاءت جائحة كوفيد لتُوجه ضربة قاسية للمباراة التالية. أعتقد أن النتيجة كانت فقدان الفرصة فيما يتعلق بعملية السلام. عندما وصلنا إلى هذه الزيارة تابع الفريقان عملهما لكن بثقة أقل قياساً مع العام ٢٠١٩. لكني أنهيتُ هذه الزيارة بمشاعر قوية من التشجيع، ليس فقط لأنه تحقق هذا التحول، بل نظرا للشعور – إذا أردنا استخدام كلمات البابا – شعور الحديث من القلب إلى القلب. لم تحصل الاتصالات على المستوى الفكري: كما لاحظتم، خلال مختلف اللقاءات التي تخللتها الخطابات، لقد تحدث القلب إلى القلب. حصل هذا الدفع على المستوى المتوسط وفي القاعدة، وما نحتاج إليه هو تبدل القلب لدى القيادة. عليهم أن يتفقوا على عملية تقود إلى انتقال سلمي. هذا ما قلناه لهم علنا، قلنا لهم: ينبغي أن يوضع حد للفساد ولتهريب الأسلحة، لتخزينها بكميات كبيرة. هذا يتطلب المزيد من العمل معا، مع الفاتيكان ومع لامبيث، وخصوصا مع الـ"ترويكا" الحكومية، كي نتمكن من أن نشرّع هذا الباب المفتوح، مع أنه ليس مفتوحاً بالقدر الذي أريد، كي نتمكن من كسر الباب وإحراز تقدم حقيقي. بعد أقل من سنتين ستجري الانتخابات، في نهاية العام٢٠٢٤: نحن بحاجة لرؤية تقدم جاد قبل نهاية العام ٢٠٢٣. سأترك الكلمة الآن لمنسق الجمعية العامة لكنيسة أسكتلندا.

المصدر: "Vatican news"






إقرأ أيضاً

"لنلقي الأسلحة"... البابا فرنسيس يختتم زيارته إلى جنوب السودان بقداس في الهواء الطلق
مقابلة مع رئيس الأساقفة جاستن ويلبي حول الجانب المسكوني لزيارة جنوب السودان

https://www.traditionrolex.com/8