https://www.traditionrolex.com/8


كردستان العراق... هواجس من "انتقام عسكري" إيراني


On 02 February, 2023
Published By Tony Ghantous
كردستان العراق... هواجس من "انتقام عسكري" إيراني

بينما يستمر مسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون في إطلاق التهديدات بـ"الانتقام" من الضربات العسكرية التي تعرضت لها قواعد عسكرية داخل البلاد، أو قوافل عسكرية مرتبطة بها على الحدود العراقية - السورية، يتخوف مراقبون في إقليم كردستان العراق من أن تكون أراضيه منطقة الانتقام هذه، سواء عبر هجمات صاروخية أو طائرات مسيّرة على القواعد العسكرية الأميركية هناك، أو على بعض المصالح والمراكز المدنية، التي قد تدّعي السلطات الإيرانية أنها تمثل "الاستخبارات الإسرائيلية".  

المخاوف الكردية تأتي بعد أيام من تعرض منشأة عسكرية إيرانية في مدينة أصفهان إلى قصف بطائرات مُسيرة "مجهولة الهوية"، وجهت السلطات الإيرانية عقبها اتهامات إلى إسرائيل بالوقوف وراء الحادث، وخصوصاً أنها أتت عقب أيام من أوسع مناورات عسكرية مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، تمت خلالها محاكاة ضرب مراكز عسكرية إيرانية. 

وبعد عملية القصف داخل الأراضي الإيرانية بيوم واحد فحسب، تعرضت قافلة عسكرية محملة بالسلاح إلى هجوم آخر، أودى بحياة العديد من عناصر ميليشيات مقربة من إيران، وفق تقارير. المراقبون قدروا القافلة بـ25 شاحنة، آتية من الأراضي العراقية نحو سوريا، لكنها دُمرت تماماً بالقرب من معبر البوكمال بين الدولتين. 

سيرة "انتقام" مديدة

شكل إقليم كردستان طوال السنوات الماضية مركزاً لـ"ردود الفعل العسكرية" الإيرانية، سواء لتصدير الأزمات الداخلية، أو لتوجيه رسائل ومواقف سياسية وعسكرية للقوى الإقليمية والدولية. 

ففي أواسط شهر آذار (مارس) من السنة الماضية، أطلق الحرس الثوري الإيراني 12 صاروخاً بالستياً على منزل مدني في أربيل، عاصمة الإقليم، قال الحرس الثوري الإيراني إنه مركز متقدم لـ"الاستخبارات الإسرائيلية"، ومنه انطلقت طائرات مسيرة استهدفت بعض المصالح داخل إيران، وفق بيانه. لكن المسؤولين في إقليم كردستان نفوا ذلك تماماً، مؤكدين أن المنزل يعود إلى أحد رجال الأعمال الأكراد، الذي يدير ويستثمر في شبكة من الأعمال في أنحاء العراق. 

 

 

قبل الحادثة بأشهر، كانت القاعدة العسكرية الأميركية بالقرب من مطار أربيل الدولي المدني قد تعرضت لهجوم صاروخي إيراني، قالت السلطات الإيرانية إنه رد على اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغداد. 

بين الحادثتين، كانت القنصلية الأميركية في أربيل، ومنشآت عسكرية ونفطية مدنية في إقليم كردستان، قد تعرضت لهجمات بطائرات مسيرة "مجهولة"، لكن المراقبين كانوا يُجمعون على وقوف إيران، أو الميليشيات العراقية المقربة منها، وراء تلك العمليات.

كذلك كانت مخيمات اللاجئين الأكراد الإيرانيين ضمن إقليم كردستان عرضة لهجمات الحرس الثوري، بالصواريخ أو بالطائرات المسيرة، رداً على اندلاع الاحتجاجات في مختلف المناطق الغربية الكردية من إيران.

ساحة مثاليّة لإيران

الباحث في الشؤون الإيرانية وهاب نازليني عدّد في حديث إلى "النهار العربي" مجموعة من العوامل السياسية والجيوعسكرية التي تحوّل إقليم كردستان إلى "هدف مثالي" لردود الفعل العسكرية الإيرانية، وذلك لنوعية التوازن العسكري والسياسي بين إيران والعراق من جهة، ولموقف السلطات السياسية العراقية المركزية من أمن الإقليم ومحاولة استضعافه، من جهة أخرى. 

يقول نازليني: "يتطلع المسؤولون العسكريون الإيرانيون من حولهم، في كامل بيئة الاشتباك العسكري والأمني الذي تخوضه إيران مع القوى الأخرى، فيكتشفون مزيداً من عدم القدرة على الدخول في مواجهات عسكرية واسعة بأي شكل. فدول الخليج العربي صارت تملك نوعية من الجيوش وأدوات الردع والحماية التي تتجاوز ما لدى إيران في أكثر من مجال، بالذات في ما خص التكنولوجيات العسكرية الحديثة. الأمر نفسه ينطبق على إسرائيل وتركيا، وباقي مناطق المصالح الأميركية والأوروبية في الجغرافيا المحيطة بإيران، وهو شرط غير متوافر لإقليم كردستان، الذي لا يزال كياناً عسكرياً هشاً للغاية، لا يمكنه أن يرد على السلوكيات الإيرانية". 

إلى جانب ذلك، لا توفر السلطات المركزية العراقية أدوات ردع لمصلحة إقليم كردستان، سواء العسكرية المتمثلة بالأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك أسلحة المراقبة الجوية، أو الردع السياسي، عبر اتخاذ خطوات جدية ضد إيران في حال قيامها بمثل تلك الهجمات العسكرية ضد إقليم كردستان. "هذان العاملان، يضافان إلى جموح إيراني داخلي يرى في الإقليم زاوية لتصدير أزمات طهران، وخلق عدو وظيفي للداخل الإيراني، والإيحاء بوجود مؤامرة كبرى تستهدف إيران، مركزها إقليم كردستان"، يشرح نازليني.

ويتخوف مراقبون ومواطنو الإقليم من أن تكون الهجمات الإيرانية واسعة النطاق هذه المرة، بما يُحدث إشارة واضحة للأطراف الأخرى إلى أن استهداف المصالح العسكرية داخل إيران قد يتسبب بحرب إقليمية واسعة النطاق، وأن إيران قادرة على إخراج المعارك من داخل أراضيها.

المصدر: النهار العربي

رستم محمود

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

إسرائيل تشنّ غارات على قطاع غزة لاستهداف "كتائب القسام"
4 ولادات كل دقيقة في مصر... حوافز مالية لخفض معدل الإنجاب

https://www.traditionrolex.com/8