https://www.traditionrolex.com/8


التكنولوجيا في أيدي الأطفال... سيف ذو حدين كيف نتعامل معه؟


On 01 February, 2023
Published By Tony Ghantous
التكنولوجيا في أيدي الأطفال... سيف ذو حدين كيف نتعامل معه؟

منذ بداية العقد الأخير من القرن الماضي شهد عالمنا تقدماً علمياً وتقنياً رهيباً. وخصوصاً في ما يتعلق بالاتصالات والهواتف الذكية والإنترنت.

 

وأصبحت التكنولوجيا اليوم بالغة الحداثة، وفي متناول أي شخص راشد أو طفل، ولا يخلو منزل من أجهزتها مثل الهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر. وتهرع أمهات إلى إعطاء أطفالهن الهاتف، للتسلية، وإيقاف البكاء، وكسر الملل أو حتى لفض نزاعٍ ما. 

  

في السابق كان الأهل يلجأون إلى التلفزيون، ومع التطور التكنولوجي أصبح الهاتف هو السبيل الأمثل لإلهاء الطفل. فيتحول انتباه الطفل الى هذا الجهاز، وينفصل عن الواقع وينتهي النزاع، إلا أن التأثير السلبي على الطفل قد يكون باهظاً حقاً. فنرى اليوم الأطفال يستيقظون في ساعات الصباح الباكر، وأول ما يفكرون في البحث عنه طبعاً، هو الهاتف الذكي! 

  

وعلى الرغم من أهمية التكنولوجيا اليوم، وعدم إمكانية الإنسان الاستغناء عنها، إلا أنها عملة ذات وجهين، أحدهما إيجابي والآخر نقيضُ ذلك. وللوقوف عند تأثير التكنولوجيا على الطفل سلباً وإيجاباً، كان لنا لقاء مع الأخصائية في علم الاجتماع ألاء سرحان لتغطية جميع الجوانب.  

  

وعند سؤالها عن الجانب الإيجابي في هذا الخصوص، أفادت سرحان بـ"أن الهاتف يمكن أن يستخدم اليوم كوسيلة لتعليم الطفل وتحفيزه، وذلك من خلال البرامج التعليمية والتربوية ذات اللغات المختلفة". 

  

كما أكدت أنه يمكن "محاولة استغلال الوقت مع الطفل على الهاتف في ألعاب تنمي ذكاء الطفل ومستوى التحليل والإدراك والتفاعل لديه".  

  

أما في الجانب المعاكس، السلبي، اعتبرت الأخصائية أن "استخدام الهواتف ومتابعة البرامج الرقمية من قبل الطفل قد يؤثر في قدراته المختلفة، وأولها التفاعل الاجتماعي والنضوج الذهني إذا لم تكن مدروسة"، مؤكدةً أن "التركيز على الهواتف لوقت طويل يتعب الذهن ويسبب تشتتاً في الانتباه، وعدم إمكانية التركيز خارج إطار الشاشة الذكية".

 

وعلى مستوى التأثير على شخصية الطفل، أشارت سرحان إلى أن "قضاء الوقت الطويل على الهاتف بطريقة عشوائية يؤدي إلى غياب التفاعل الاجتماعي لدى الطفل، ما يؤثر على الناحية النفسية والمعرفية، ويسبب تشتتاً لدى الطفل". 

  

وتابعت أنه "مع اتصال جميع الهواتف المحمولة من قبل الأطفال بشبكات الإنترنت، قد يقدم للأطفال محتوى غير ملائم لعمرهم". وقالت محذرةً "قد يتعرفون إلى أشخاص غير جيدين، أو يتعرضون للتنمر، أو يحاولون تقليد الغير بطرق غير سليمة، لقد واجهنا الكثير من الحالات المماثلة".

 

وفي هذا الإطار، كشفت دراسة علمية حديثة أن إدمان الهاتف الذكي يكلف الأطفال من الناحية الأكاديمية. وخلص الباحثون إلى أن الأطفال الذين يستخدمون الهاتف بشكل مكثف أعلى من المعتاد، انخفض معدلهم في نتائج الامتحانات بنسبة 5 في المئة مقارنةً بمن يتجنب استخدام هاتفه الذكي.

 

وكشفت النتائج أيضاً أن الطلاب الذين تم تصنيفهم كمهووسين بالهاتف الذكي، أكثر عرضة للرسوب بنسبة 8 في المئة، وحققوا نسبة نجاح بلغت 60.6 في المئة مقارنةً بنسبة نجاح بلغت 68.9 في المئة بالطلاب القادرين على تجاهل هواتفهم.

 

من أجل حماية الأطفال وتصويب تعاملهم مع الهواتف الذكية والإنترنت، قدمت الجمعية العامة للأمم المتحدة "اليونيسيف" تحت عنوان "نصائح لإنترنت أمن للأطفال" أربع طرق يمكن اتباعها للحفاظ على سلامة الأطفال عند استخدامهم الهواتف المرتبطة بشبكة الإنترنت. وذلك من خلال إعدادات تقنية، اتخاذ سلوكيات سليمة وآمنة، قضاء بعض الوقت معهم على الإنترنت أو خلق وسائل تواصل بين الأهل والأطفال.  

  

أولاً، إعداد أدوات الرقابة الأبوية: 

 أوصت الجمعية بتفعيل تقنية "البحث الآمن" "Safe Search". اذ إن معظم محركات بحث الويب تحتوي على وظيفة "البحث الآمن" والتي تسمح للأهل بتحديد المحتوى الذي يمكن لأطفالهم الوصول إليه. وتتوافر عادةً في أيقونة "الإعدادات" على الصفحة الرئيسية لمتصفح الويب.

  

كما دعت إلى استخدام إعدادات الخصوصية الآمنة "Privacy Settings" على التطبيقات والألعاب الإلكترونية. وبتغطية كاميرات الويب عند عدم استخدامها. 

  

ثانياً، اتخاذ سلوكيات سليمة وآمنة على الإنترنت: 

 وهنا نصحت بإشراك الطفل في وضع قواعد للاستخدام السليم والآمن للجهاز، مثل تحديد الوقت والمكان والمدة المسموح بها.

  

كما مساعدة الطفل على تعلم كيفية الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية الخاصة به وبمعارفه، بخاصة من الغرباء. 

  

بالإضافة إلى ضرورة لفت نظر الأطفال بأن ما يحمل على الإنترنت يبقى على الإنترنت ومن الصعب حذفه. 

  

ثالثاً، قضاء وقت مع الطفل على الإنترنت: 

 نصحت "اليونيسيف" الأهل في استكشاف مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي والألعاب والتطبيقات مع طفلهم. فيمكنك مثلاً أن تجعل أطفالك يعرضون لك مواقعهم الإلكترونية وتطبيقاتهم المفضلة ونشاطاتهم عليها. ومن خلال هذه الطريقة، ستساعد أطفالك على تحديد مواقع الويب والمحتويات الرقمية الآمنة والموثوقة.

كما تشجيع الأطفال على مساعدة أصدقائهم إذا كانوا يتخذون خيارات سيئة أو يتعرضون للأذى والإبلاغ عن الحوادث للبالغين الموثوق بهم.  

رابعاً، المحافظة على سلامة الطفل من خلال التواصل: 

 تؤكد الجمعية أيضاً على ضرورة التحدث مع الطفل باستخدام التواصل المفتوح والحوار الإيجابي الداعم.

كما تجنب إصدار أي أحكام عند إثارة الطفل لأي تساؤل. وضرورة التأكيد للأطفال أنك لن تلومهم أبداً على أي شيء قد يحدث عبر الإنترنت. 

وخلاصة لما سبق، كأي اختراع حديث إن هذا التقدم جعل الحياة أكثر سرعة وسهولة ورفاهية وذا فائدة للأطفال كما للكبار. ولكن بطبيعة الحال لم يخلو الأمر من بعض الجوانب التي قد تكون سلبية، في حال عدم إدارة الوقت الذي يقضيه الطفل على الهاتف من جهة أو التحكم بالمحتوى الذي يشاهده من جهة أخرى. وذلك بهدف أن تبقى الوسائل التكنولوجية الحديثة تعود بالفائدة على الأطفال أكاديمياً بالدرجة الأولى، كما حمايتهم من الناحية الصحية والاجتماعية والنفسية. 

  

بالطبع من الممكن أن يُحمّل ما ذكرناه الأهل عبئاً من ناحية الجهد في متابعة الطفل وإرشاده وتوعيته، لكنه بالتأكيد سيكون أفضل لحماية الأطفال مما هو أسوأ من ذلك بكثير في عالمٍ افتراضي يحمل في فضاءه الإلكتروني الخير كما يحمل الشر. 

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

مستعمرات على القمر... مصنوعة من الفطر؟
لمحاربة انتهاكات الخصوصية: الاتّحاد الأوروبي سيضيّق الخناق على شركات التكنولوجيا الكبرى

https://www.traditionrolex.com/8