https://www.traditionrolex.com/8


هل تنجح جهود واشنطن والقاهرة في تهدئة التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟


On 31 January, 2023
Published By Karim Haddad
هل تنجح جهود واشنطن والقاهرة في تهدئة التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة شرق أوسطية، تشمل مصر، وإسرائيل، والضفة الغربية. وتأتي هذه الجولة، التي استهلها المسؤول الأميركي الرفيع بزيارة للقاهرة، يومي 29-30 كانون الثاني (يناير) الجاري، في غمرة توترات سياسية وأمنية شديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. والتقى وزير خارجية الولايات المتحدة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الاثنين.

وقال بلينكن في تغريدة له على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين: "ناقشنا دور مصر المهم في الاستقرار الإقليمي والتعاون الثنائي وأهمية التقدم في مجال حقوق الإنسان". 

وعلى الرغم من أن بلينكن ناقش مع المسؤولين المصريين العديد من القضايا التي ترتبط بالعلاقات الثنائية بين البلدين، في إطار الاحتفاء بمرور 100 عام على العلاقات بين القاهرة وواشنطن، تطرق لمناقشة ملفات إقليمية أخرى، مثل الملف الليبي، والسوداني، وقضية سد النهضة الإثيوبي، إلا أن التوترات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تحتل أهمية كبرى.

وبعد لقائه نظيره المصري اليوم، أبرز بلينكن أهمية مواصلة العمل للتصدي لتصرفات إيران في المنطقة.

وقال: "بالنسبة للولايات المتحدة ولكثير من شركائنا في المنطقة، من المهم جدا أن نواصل مجابهة التصرفات المختلفة لإيران في المنطقة وخارجها والتصدي لها كلما اقتضت الضرورة".
وأكد أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قالت في منشور لها، يوم الأحد، إن "الولايات المتحدة ومصر تتشاركان في التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق حل دائم للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، مع تدابير متساوية للأمن، والازدهار، والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين".

 

Secretary Antony Blinken@SecBlinken

United States government official

 

Headed to Egypt, Israel, and the West Bank. My fourth trip to the region as Secretary underscores our commitment to deepen bilateral relationships and people-to-people ties, promote human rights, and strengthen regional and global security.

The Secretary's plane is on the airport tarmac with clear blue skies in the background.Secretary of State Antony Blinken waves on top of the steps about to board his plane for his trip to Egypt, Israel, and the West Bank.

ALT

ضغوط مطلوبة

يقول السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لـ"النهار العربي" إن "تشكيل الحكومة الإسرائيلية من قيادات شديدة التطرف، على نحو غير مسبوق منذ تأسيس إسرائيل، يجعل الأمر بالغ التعقيد، حتى بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه".

ويضيف الدبلوماسي المصري: "لو حاول نتنياهو الضغط من أجل تمرير حلول لتهدئة التوترات، فإن تحالفه السياسي سوف يتفتت، وسوف يخفق في البرلمان. إن هذه الحكومة المتطرفة، مقلقة حتى بالنسبة لليهود الأميركيين".

ويرى بيومي أن "الحل الناجع يتوقف بدرجة كبيرة على مدى الضغوط التي سوف تمارسها واشنطن، لأنها إذا أرادت الضغط وتحقيق نتائج فسوف تستطيع فعل ذلك، لكنها غالباً تفعل هذا حين يتعلق الأمر بأمنها القومي فحسب".

 

السيسي وبلينكن يتحدثان خلال لقاء جمعهما في أيار (مايو) 2022

توترات معقدة

ترى المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان أن ثمة عوامل خارجية، تزيد من حدة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتشير إلى التدخلات الإيرانية بشكل خاص.

وتقول تسوكرمان لـ"النهار العربي" إنه "في حالة وجود جهات تتدخل في العلاقات المباشرة، يكون من الأصعب بكثير تسوية التوترات".

ورغم ذلك ترى الباحثة الأميركية أن "مصر على وجه الخصوص لديها سجل قوي في التطورات الإيجابية حتى مع حركة "حماس". قد يكون هذا المستوى من النجاح في مكافحة التطرف، ومنع التدخل الخارجي من الوصول إلى أي مستوى من النجاح، هو السبب الذي دفع (...) أحد قادة الميليشيات الموالية لطهران بالمنطقة، مؤخراً، إلى توجيه تصريحاته إلى مصر بإحباطه".

وعن التعاون بين واشنطن والقاهرة، تقول الباحثة الأميركية: "تعتمد الولايات المتحدة بشكل متزايد على ثقل مصر الدبلوماسي لمعالجة أكثر القضايا الشائكة، حيث تتمتع القاهرة بمصداقية كبيرة مع كلا الجانبين".

مصر، حسب رأي تسوكرمان "لا تتسامح مع الإرهاب، ولن تبرر الهجمات على المدنيين. في الوقت نفسه، تجد إسرائيل أن العلاقات الجيدة مع مصر مفيدة اقتصادياً وسياسياً، وستستمع إلى النصائح الجيدة حول منع التصعيد".

وتعتقد المحللة السياسية أن "الولايات المتحدة وحدها، لم تحقق نجاحاً، خصوصاً في تهدئة التوترات، وهو الدور الذي لعبته في الماضي. الآن، يتطلع الإسرائيليون والفلسطينيون بشكل متزايد نحو الجهات الفاعلة الإقليمية لحل التوترات. إنها، في الواقع، حقيقة إيجابية عامة تشير إلى التكامل الإقليمي".

تهدئة هشة

من جانبه، يرى الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون العربية أحمد جمعة أنه "من الممكن أن تنجح الجهود الأميركية المصرية في دفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى تهدئة، لكنها ستكون هشة، نتيجة عدم وجود أفق لحل سياسي للأزمة الممتدة منذ عقود".

ويقول جمعة لـ"النهار العربي": "الجانب الفلسطيني المحاصر مالياً واقتصادياً وجغرافياً، يرى أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاستعادة الأرض المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بعد فشل عشرات الجولات التي عقدت على مدار العقود الماضية لتفعيل الحل السلمي، واللجوء لخيار السلام، لكن كافة هذه الجهود فشلت نتيجة التعنت والمراوغة الإسرائيلية المستمرة".

ويشير الباحث إلى أن "الجانب الفلسطيني يحتاج إلى ضمانات حقيقية من الولايات المتحدة، كي يلتزم بحالة الهدوء، خصوصاً أن غضب القيادة الفلسطينية نتيجة الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة منذ تولي حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة لمهامها، دفعها لتعليق التنسيق الأمني مع تل أبيب، وهو أحد أبرز الملفات التي تقلق واشنطن، الداعم الأكبر لإسرائيل، والتي تسعى للحفاظ على أمن إسرائيل فقط، من دون الالتفات لمصالح الفلسطينيين".

ويضيف: "حكومة اليمين المتطرفة التي يقودها نتنياهو، ستكون عاجزة عن إرساء الهدوء والاستقرار، بسبب الوزراء المتطرفين، الذين وضعوا إستراتيجية شاملة لكيفية القضاء على كل ما هو فلسطيني، وقضم وتهويد المزيد من الأراضي الفلسطينية، تالياً فإن حالة الهدوء ستكون هشة وموقتة ورهينة تفاعلات إقليمية ودولية ولن تصمد كثيراً".

النقطة الأهم في رأي جمعة هي أن "الفصائل التي تتواجد في غزة، والمرتبطة بأطراف خارجية، والتي تلجأ إلى تصعيد عسكري في مواقف بعينها لخدمة أجندة دولة محددة، من دون الالتفات للمصلحة الوطنية الفلسطينية، هذا يجعل مهمة نتنياهو صعبة للغاية في الحفاظ على حالة الهدوء، ويرجح أن يكون هناك دور فاعل للجانب المصري، وتفعيل الوساطة بشكل أشمل للحفاظ على حالة الهدوء بخاصة في غزة والقدس".

إعادة تشكيل

من جانبه يقول الكاتب الصحافي المصري المقيم في الولايات المتحدة محمد ماهر لـ"النهار العربي": "بلينكن سوف يبحث قضايا عدة خلال زيارته المنطقة، لكن التوترات الأخيرة سوف تجعل الملف الفلسطيني، في صدارة أولوياته".

ويشير ماهر إلى أن "لمصر دوراً تاريخياً معروفاً في تهدئة التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن الأمر هذه المرة، قد يكون بالغ الصعوبة، فالعملية الأخيرة التي وقعت في القدس، تعد أكبر عملية يُقتل فيها إسرائيليون من عام 2008، وطبعاً فإن وجود اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، يزيد الأمر تعقيداً".

ويرى الكاتب الصحافي أن "زيارة بلينكن تأتي في وقت شديد الحساسية، وثمة ترتيبات كبيرة تحدث في المنطقة، وأمال تعقد على قمة النقب التي عقدت العام الماضي، ومن المتوقع أن تساهم في إعادة تشكيل المنطقة، حسبما يقول محللون سياسيون هنا في الولايات المتحدة".

 

المصدر: "النهار العربي القاهرة - ياسر خليل"






إقرأ أيضاً

بلينكن يلتقي نتنياهو ويؤكد: "التهدئة مسؤولية الجميع"
الرئيس التونسي يعين عسكريا وزيرا للفلاحة ضمن تعديل جزئي

https://www.traditionrolex.com/8