https://www.traditionrolex.com/8


برديّة مصريّة... ماذا تعرفون عن "كتاب الموتى"؟


On 28 January, 2023
Published By Tony Ghantous
برديّة مصريّة... ماذا تعرفون عن "كتاب الموتى"؟

لا تزال مصر تفيض بالكنوز والآثار التي تغني الإرث الإنسانيّ. فقد أكّد علماء آثار أنّ برديّة اكتشفت في موقع مقبرة سقارة بالقرب من القاهرة السنة الماضية تحتوي بالفعل على نصوص من "كتاب الموتى"، وهي البرديّة الكاملة الأولى التي يعثر عليها منذ قرن من الزمن وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري. وتمّت تسمية اللفافة بـ"برديّة وزيري".

هل شاهدتم الفيلم؟

يشير تقرير في موقع موقع "أرستكنيكا" إلى أنّ هواة فيلم "The Mummy" (1999) يعرفون أنّ "كتاب الموتى" يلعب دوراً أساسياًّ في استحضار الكاهن الملعون الأعلى إمحوتب لترهيب الأحياء. لكنّ الواقع مختلف تماماً. ما من نسخة واحدة سحريّة لـ"كتاب الموتى" كما أظهره الفيلم. لقد كانت هناك نسخ عدّة طوال قرون، كل واحدة منها فريدة، مع اختيار التعاويذ المصمّمة غالباً للاحتياجات الخاصّة لأفراد العائلة المتوفين ولاحقاً لأفراد رفيعي المستوى في المجتمع المصريّ.

إحدى أشهر التعويذات... "وزن القلب"

لقد كانت تلك "الكتب" فعليّاً مجموعات من النصوص الجنائزيّة والتعاويذ لمساعدة الموتى في مسيرتهم عبر العالم السفليّ وليست لإعادة الموتى إلى الحياة. وهي ليست نصوصاً مقدسّة. لقد تم رسمها في الأصل على أشياء أو كتبت على جدران غرف الدفن. بمرور الوقت، تمّت إضافة رسوم توضيحيّة كما نُقشت التعويذات داخل التوابيت أو على الأكفان المصنوعة من الكتّان. إنّ إحدى أشهر التعويذات هي "وزن القلب" وتعود إلى حوالي سنة 1475 قبل الميلاد حين كانت نسخ "كتاب الموتى" تكتب بشكل شائع على ورق البردي. كان أنوبيس (إله الموت) يقود الموتى أمام أوزيريس (إله الحساب) حيث كان يقسم هؤلاء بأنّهم لم يرتكبوا أيّاً من الخطايا الـ42، وكانت توضع قلوبهم على كفة ميزان مقابل ريشة لتحديد ما إذا كانوا يستحقون مكاناً في الحياة الأخرى.

بحسب التقرير نفسه، لا توجد مخطوطة واحدة تضمّ التعويذات الـ192 المعروفة. من بين تلك التعويذات ثمّة عدد منها يهدف إلى الحماية من أضرار أو خسارة القلب، وفي إحدى الحالات، واحدة تناشد القلب كي "لا يخون" صاحبه خلال طقس الوزن عبر "قول أكاذيب في حضرة الإله."

طول اللفافات مذهل

وفق التقرير، يتراوح طول اللفافات بين متر واحد وأربعين متراً. علم الناس بوجود هذه اللفافات منذ القرون الوسطى وافترضوا أنّها كانت دينيّة بطبيعتها لأنّه عُثر عليها في المقابر. صاغ كارل ريتشارد ليبسيوس اسم "كتاب الموتى" سنة 1842 بعد ترجمة أحد النصوص. أفضل مثل معروف حتى اليوم هو برديّة عاني المكتشفة في الأقصر سنة 1888 وهي موجودة الآن في المتحف البريطاني. لكنّ مثل هذه الاكتشافات نادرة بشكل متزايد.

خدمت مقبرة سقارة العاصمة المصريّة القديمة ممفيس وتحتضن أهرامات عدة من بينها هرم زوسر المدرّج الذي يُنسب تصميمه وبناؤه إلى إمحوتب، مستشار الفرعون زوسر. صنّفت سقارة على قائمة التراث العالمي سنة 1979 وقد اقتحم لصوص الموقع خلال تظاهرات 2011 وتسبّبوا ببعض الأضرار.

الطريق نحو الاكتشاف

على مرّ السنين، اكتشف علماء الآثار العديد من المقابر والتحف والمومياوات أثناء التنقيب مثل قناع دفن مذهّب نادر وعشرات من مخابئ المومياوات في 2018 أو تماثيل لآلهة مختلفة أو نواويس مختومة بالكامل كما حصل سنة 2020.

في آذار (مارس) 2022، اكتشف علماء آثار خمسة مقابر عمرها 4 آلاف سنة واستعادوا 250 تابوتاً خشبيّاً عليها رسوم وقد ضمّت مومياوات كاملة و150 تمثالاً لآلهة متنوّعة في مقبرة قديمة للحيوانات الأليفة. وكانت هناك أيضاً مجموعة من مستحضرات التجميل والأواني البرونزيّة وقيثارة. وضمّ أحد التوابيت برديّة اعتقدوا أنّ طولها نحو 9 أمتار وتضمّنت فصلاً من "كتاب الموتى" مكتوباً بالهيروغليفيّة. تمّ إرسالها إلى مختبر المتحف المصريّ في القاهرة لإجراء المزيد من الدراسات عليها.

بعد الدراسة، تبيّن أنّ اللفافة بطول 16 متراً وقد أكّد الباحثون الآن أنّها تحتوي بالفعل على تعويذات من "كتاب الموتى". وفقاً لوزيري، سيتمّ عرض البرديّة خلال افتتاح "المتحف المصريّ الكبير" في وقت لاحق من هذه السنة.

يشار إلى أنّ وزيري أعلن في وقت سابق من الشهر الحاليّ أنّ البرديّة هي الأولى التي تمّ اكتشافها وفتحها بأيادٍ مصريّة.

 

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

إسرائيل ترفع حال التأهب إلى أعلى المستويات وتعزز قواتها في الضفة
نيران فلسطينية تستهدف مطعماً وحاجزاً إسرائيلياً في الضفة الغربية

https://www.traditionrolex.com/8