https://www.traditionrolex.com/8


الكاردينال زوبي يفتتح أعمال الجلسة الشتوية للمجلس الدائم للأساقفة الإيطاليين


On 24 January, 2023
Published By Tony Ghantous
الكاردينال زوبي يفتتح أعمال الجلسة الشتوية للمجلس الدائم للأساقفة الإيطاليين

خلال افتتاحه أعمال الجلسة الشتوية للمجلس الدائم للأساقفة الإيطاليين تطرق رئيس المجلس الكاردينال ماتيو زوبي إلى المسيرة السينودسية في إيطاليا، والحرب الروسية الأوكرانية، والأزمة الاقتصادية والديمغرافية في البلاد، فضلا عن مسألة المهاجرين وحماية القاصرين من التعديات الجنسية.

استهل الكاردينال زوبي كلمته مشددا على ضرورة أن تواصل الكنيسة رفع الصوت وألا تبقى صامتة، كي تُظهر شعب الله الخفي الموجود في إيطاليا. وتناول المسيرة السينودسية قائلا إنه خلال مرحلة الإصغاء اتضحت صورة عن الواقع المؤلم للعديد من الكنائس المحلية، ودعا إلى تحديد بعض الأولويات والحلول الخلاقة التي يمكن أن تستجيب لتطلعات الكثير من الجماعات.

تطرق بعدها نيافته إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا داعيا إلى ضرورة السعي إلى إحلال السلام فوراً محبة بالشعب الأوكراني قبل كل شيء وقال الكاردينال زوبي: يتعين على العالم أن يضع حداً لهذه الحرب، وأن يواجه بجدية باقي الصراعات الدائرة اليوم، التي قد تغيب عن أذهان الناس ولكنها أيضا مؤلمة. وطلب من جميع الأبرشيات الإيطالية أن تحثّ المؤمنين، في كل قداس، على الصلاة على نية السلام.

هذا ثم دعا الكاردينال زوبي الأساقفة الإيطاليين إلى التساؤل حول مستوى مشاركة المؤمنين في القداديس بعد جائحة كوفيد ١٩، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن حدود الكنيسة واسعة جداً، مذكرا بأن الكنيسة الإيطالية عرفت خداماً أصيلين للإنجيل وللشعب مثل الكاهن جوفاني مينزوني الذي قُتل في شهر آب أغسطس لمائة سنة خلت، والعديد من الكهنة الذين قاوموا الشر وصنعوا الخير في أوقات الشدة. ومن بين هؤلاء الكاهن لورنزو ميلاني، الذي ستصادف هذه السنة المئوية الأولى لولادته، وقال نيافته إن ذكراه تساعدنا على أن يكون لدينا شغف متجدد حيال الشبيبة والمدرسة، التي كان يعتبرها بمثابة "مستشفى ميداني" يساعد المهمشين والمستبعدين، كما يقول أيضا البابا فرنسيس.

تابع رئيس مجلس أساقفة إيطاليا مداخلته متوجها إلى القيمين على المدارس في إيطاليا، والتي هي مختبرات المستقبل، وذكر بواجب تنشئة الضمائر على إيكولوجيا متكاملة، تنظر إلى البيئة لكن قبل كل شيء إلى الأشخاص الذين يعيشون ضمن تلك البيئة. ولفت إلى مشكلة هجرة العديد من الإيطاليين لاسيما الشباب منهم، موضحا أنه خلال العام ٢٠٢٠ وحده هاجر مائة وعشرون ألف إيطالي وهذا مؤشر على أن المجتمع لا يعرف كيف يوفر بيئة حاضنة للشباب.

وتوجه الكاردينال زوبي إلى الحكومة الإيطالية الجديدة، مذكراً بالأزمة الاقتصادية الراهنة وبارتفاع معدلات الفقر وسط المواطنين الإيطاليين، بدءا من الأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨، والتي أدت إلى تفاوت في الدخل والفرص. وشاء أن يسلط الضوء هنا على العمل الدؤوب الذي تقوم به رابطة كاريتاس الإيطالية. وتناول التأثيرات التي خلفتها الجائحة، بعد أن حصدت الكثير من الضحايا، لافتا إلى الأزمة الناتجة عن الحرب وارتفاع أسعار الطاقة ما يؤثر على القدرة الشرائية للعائلات.

هذا ثم ذكّر نيافته الحكومة الإيطالية الجديدة، إزاء الأزمة الديمغرافية الراهنة، بضرورة تبني إجراءات تحفز على الإنجاب، معتبرا أنه لم يفت الأوان لوضع سياسة ملائمة على الصعيد الوطني. ورحب بإعلان الحكومة عن رغبتها في تعزيز السياسات لصالح المسنين على مختلف الصعد، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة مساعدة الأزواج الشبان على أن يصبحوا مستقلين مادياً وأن يؤسسوا عائلة. وأكد أن الأجيال الفتية مدعوة للسعي دوما إلى تغيير الواقع الذي تعيش فيه كي تبني مستقبلا أفضل يتلاءم أكثر مع تطلعاتها وقدراتها.

لم تخل كلمات رئيس مجلس أساقفة إيطاليا من الحديث عن مسألة المهاجرين واللاجئين وقال إن هذه الظاهرة باتت واقعاً في عالمنا المعولم، وينبغي ألا نتعامل معها بخوف أو كأنها حالة طارئة، بل كفرصة، مشددا على أهمية تعزيز الضيافة والاندماج، وفتح ممرات إنسانية وتسهيل إجراءات لم شمل العائلات. وقال إن الكنيسة، المتجذرة في التاريخ وفي الثقافة الأوروبية تذكر الأوروبيين بأنهم لا يستطيعون أن يعيشوا لأنفسهم فقط.في ختام مداخلته تطرق الكاردينال زوبي إلى مسألة التعديات الجنسية على القاصرين وقال إن هذه الممارسات تتعارض بشدة مع تعاليم الإنجيل، لافتا إلى أن هذه الحالات ارتبطت للأسف برجال من الكنيسة وهي تعني العديد من الأخوة والأخوات الذين جُرحوا في الصميم جراء شر يضرب جذوره في استخدام خاطئ للسلطة وهذا الأمر يقضي على الثقة في الحياة وفي الآخرين وفي الكنيسة وفي الرب نفسه. وإذ رحب نيافته بإصدار التقرير الأخير حول الأوضاع في الأبرشيات أكد أن الكنيسة تقف دائما إلى جانب الأشخاص الأكثر هشاشة وتسعى إلى بناء ثقافة مطبوعة بالاحترام والرعاية وباحترام كرامة كل إنسان.

المصدر: "Vatican news"






إقرأ أيضاً

البابا فرنسيس: التربية كعنصر أساسي من أجل السلام والتنمية البشرية المتكاملة
رسالة قداسة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي السابع والخمسين لوسائل التواصل الاجتماعية

https://www.traditionrolex.com/8