في شرق فرنسا... تقاطع طرق جديدة للغاز نحو أوروبا


On 01 December, 2022
Published By Tony Ghantous
في شرق فرنسا... تقاطع طرق جديدة للغاز نحو أوروبا

تحت ريف إقليم فوج الفرنسي قرب مدينة فيتيل في شرق فرنسا، تستقبل محطة ضغط موريلميزون الغاز القادم من النروج وقطر والولايات المتحدة لضخّه نحو أوروبا وخصوصا إلى ألمانيا، في حين يحلّ فصل الشتاء بدون غاز روسي تقريبا.

وفي قلب الطبيعة، يؤمّن هذا الموقع الصناعي مهمّة غير بارزة كثيرا لكنّها أساسية لتوصيل الغاز إلى أوروبا ولاسيما إلى ألمانيا التي كانت تعتمد على روسيا لتأمين 55% من الغاز الذي تحتاجه، قبل الحرب على أوكرانيا.

وظاهريا، تبدو صمامات وأنابيب لكن بدون حركة بارزة في هذا الموقع الذي يُدار عن بُعد، حيث يعمل أربعة أشخاص فقط.

إلا أنّ محطة موريلميزون ليست أقلّ أهميّة من غيرها، فهي تؤمّن الترابط بين أنبوب يأتي عبره الغاز خصوصا النروجي من مدينة دانكيرك الفرنسية شمالا، وأنبوب آخر متّجه إلى سويسرا، وكان تاريخيا ينقل من الشمال الشرقي الغاز الروسي القادم من ألمانيا عبر جنوب فرنسا.

وثمة 26 محطة ضغط للغاز كتلك الموجودة في موريلميزون، منتشرة في فرنسا ضمن شبكة خطوط أنابيب تمتدّ على 32527 كلم وتديرها مجموعة "جي ار تي غاز" GRTgaz الفرنسية لنقل الغاز.

وتسمح هذه المحطّات بربط الأنابيب الكبيرة التي تصل إليها وتغادرها من خلال صمّامات فضلا عن توربيات، برفع ضغط الغاز لتعويض الخسائر التي تحدث أثناء النقل.

ويوضح مساعد مسؤول قسم الضغط في مجموعة "جي ار تي غاز" غيوم ستيستشينكو لوكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء، أن "رفع الضغط يسمح بدفع الغاز في الأنابيب".

بدوره، يقول المسؤول عن قسم التسويق في المجموعة غيوم توفيغو إن "تدفّقات الغاز التي تمرّ عبر المحطّة تغذّي ألمانيا وسويسرا وبلجيكا وبالتالي تسمح بإظهار التضامن بشكل ملموس جدّا وتعويض انخفاض التدفّق من روسيا".

بوابة دخول الغاز

مع نضوب الغاز الروسي في الأنابيب، اضطرّت أوروبا إلى تنويع مصادر إمداداتها عبر اللجوء إلى الغاز الطبيعي النروجي والغاز المسال من قطر والولايات المتحدة، الذي يصل عبر سفن إلى أربع محطات فرنسية مخصصة للغاز الطبيعي تعمل بأقصى قدراتها.

لطالما كانت فرنسا تتلقى الغاز الروسي، لكن للمفارقة أصبحت إحدى بوابات دخول الغاز إلى أوروبا منذ أن توقفت موسكو عن ضخّ الغاز إلى الدول الأوروبية.

ويؤكّد المدير العام لمجموعة "جي ار تي غاز" تييري تروفيه أن هذه الفكرة "كانت غير واردة قبل عامين".

ويتابع: "لم يكن هناك الكثير من الأسباب للتفكير بأن هذا التدفّق من الشرق إلى الغرب قد يكون موضع شكّ" يوما ما. ويتساءل أن في قطاع الغاز ألا يُقال إن "الغاز الروسي بقي يتدفّق طوال فترة الحرب الباردة؟".

وتاريخيا، يصل الغاز إلى فرنسا عبر ألمانيا وبلجيكا كي يتمّ استهلاكه في الأراضي الفرنسية أو توصيله إلى إسبانيا وسويسرا. لكن منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، انقلبت طرق الغاز ووجهات الأنابيب.

ويشرح غيوم توفيغو أن عمليا أصبحت فرنسا تتلقى الغاز قادما من إسبانيا و"بات الآن التدفّق من فرنسا إلى بلجيكا وألمانيا".

وقد زادت فرنسا عبر شبكة "جي ار تي غاز" عمليات نقل الغاز إلى سويسرا سبعة أضعاف مقارنة بالعام 2021.

في الوقت نفسه، تلقّت "جي ار تي غاز" كمية غاز أقلّ بنسبة 70% عن طريق ألمانيا عام 2022 بالمقارنة مع العام 2021 (52 تيراوات في الساعة في 2021 مقابل 14 تيراوات في الساعة فقط عام 2022).

وفي مؤشر على هذا الانعكاس التاريخي، ترسل فرنسا مباشرة الغاز إلى جارتها ألمانيا منذ 13 تشرين الأول (أكتوبر)، بموجب اتفاق تعاون بين البلدين.

وفي 22 تشرين الثاني (نوفمبر)، أُرسل 2,7 تيراوات غاز في الساعة، وهي كمية توازي ما تنتجه ثلاثة مفاعلات نووية، إلى ألمانيا عبر محطة أوبرغايلباخ  للغاز الحدودية (إقليم موزيل الفرنسي)، وهو موقع تُحظر زيارته ويرتبط بمحطة موريلميزون.

وتضع فرنسا في الخدمة قدرة نقل تبلغ مئة غيغاوات في الساعة في اليوم، وهو أقصى مستوى ممكن تقنيا في هذه المرحلة.

في الوقت الحالي، تستغني أوروبا، ومخزونها ممتلئ حاليا (93% الأربعاء)، عن أنابيب الغاز الروسي، لكن إلى متى؟ 

يتوقع تييري تروفيه أن "بانتظار قدرات جديدة لإنتاج الغاز المسال، سيكون الأمر حساسا لمدة خمس سنوات".

المصدر: أ ف ب

المصدر: "المصدر: النهار العربي"


إقرأ أيضاً

تهافت على مرفأ بيروت.. والسبب؟
فياض: نسعى للتخفيف من الاعتماد على المولدات في انتظار تحسّن التغذية بالتيّار الكهربائي