انفجارات متتالية لمنظومات الغاز في العراق.. ما السبب؟

بعد 4 أيام فقط من فاجعة انفجار منظومة غاز بأحد منازل مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، والتي خلفت 15 قتيلا و12 جريحا، وقعت في ساعة متأخرة من فجر الثلاثاء حادثة مماثلة في مبنى يضم سكنا داخليا طلابيا، في مدينة دهوك الواقعة شمال الإقليم.

وفي تفاصيل انفجار دهوك، أعلنت مديرية الدفاع المدني في المحافظة الشمالية عن مصرع 5 أشخاص بينهم معاون مدير شرطة طوارئ دهوك الرائد علي برواري، وإصابة 43 آخرين، جراء انفجار وقع بسبب تسرب للغاز، والذي نجم عنه تضرر العديد من المنازل والسيارات.

وعقب الحادث، أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني توجيها حول تكرار حوادث انفجار منظومات الغاز بإقليم كردستان، مشددا على ضرورة الوقوف على الأسباب التفصيلية لهذه الحوادث.

وحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء، فإن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أعرب عن عميق حزنه لتكرار الحوادث المؤسفة في مدن إقليم كردستان العراق جراء تفجر منظومات الغاز، وكان آخرها في مدينة دهوك"، مشيرا إلى أنه "تقدم بالتعازي والتضامن الكامل مع أهالي الضحايا".

وجه السوداني "الوزارات المعنية بالحكومة الاتحادية بتقديم الدعم الكامل للجهات المختصة في الإقليم"، مشددا على "ضرورة الوقوف على الأسباب التفصيلية لتكرار هذه الحوادث، وأن تفرض جميع إجراءات السلامة لضمان عدم تكرارها".

وقف العمل بمنظومات الغاز

وعلى إثر توالي هذين الانفجارين المروعين خلال أيام، وجه رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني، بوقف العمل بمنظومات الغاز المسال وعدم استخدامها بأي شكل من الأشكال، كما وجه بإجراء تحقيق شامل بحادث الانفجار الذي وقع بدهوك.

لماذا تتكرر هذه الحوادث؟

يقول المهندس مصطفى عبد العزيز، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "منظومات الغاز المركزي معتمدة في كثير من دول العالم، وهي عادة ما تكون آمنة لحد كبير عند الالتزام الدقيق باشتراطات وإجراءات التشغيل والسلامة، لكن الواضح أن ضعف الأنظمة الغازية في العراق وفي إقليم كردستان خاصة، هو السبب الأبرز لتكرار حوادث التسرب وما يعقبها من انفجارات مدمرة، حيث أن الصيانة الدورية هي من شروط الأمان التي لا غنى عنها لتفادي وقوع هكذا كوارث، وهو ما يبدو أنه شرط يتم إهماله أو أن من يقوم بالفحص والصيانة هم غير مؤهلين كما يجب".

ويضيف عبد العزيز: "حيث يتم في غالب الأحيان الاستعانة بحرفيين غير مختصين يمتهنون تركيب وصيانة منظومات الغاز، وهو ما حدث مع كارثة انفجار السليمانية، حيث تبين أن الانفجار وقع فيما كان عامل الصيانة غير المؤهل علميا يحاول وقف التسرب وإصلاح الخلل، وبالنتيجة حدث ما حدث من مأساة حصدت أرواح وتسببت بعاهات وإصابات".

وتابع: "نظام الغاز المركزي عادة ما يكون آمنا وخاضعا للشروط التشغيلية الصحيحة في المجمعات السكنية والتجارية الكبيرة، لكن الإهمال والتقصير ينتشران عامة في المنازل التي تعتمد منظومة غاز مركزية، حيث يتم على سبيل المثال تجاهل أبسط مقومات السلامة الاحترازية مثل تركيب حساسات إنذار مبكر عند حصول أدنى تسرب للغاز، والتي تقوم تلقائيا حينذاك بفصل الغاز عن المنزل، منعا لوقوع انفجار أو حريق".

المصدر: "بغداد - سكاي نيوز عربية"