سرطان الثدي عند الرجل... هل يدعو للقلق أيضاً؟

تُسلّط الأضواء عادة على سرطان الثدي عند المرأة وتقام حملات التوعية على نطاق واسع للوقاية منه. في المقابل، نادراً ما يُحكى عن سرطان الثدي عند الرجل على الرغم من أنه مرض له وجود ويمكن أن يصيب الرجل بنسبة معينة. وفق ما يوضحه الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام البروفيسور مروان غصن للتركيز على نشر الوعي حول سرطان الثدي لدى المرأة بشكل خاص وأسبابه، وإن كان لسرطان الثدي عند الرجل أهميته بما لا يسمح بالتهاون فيه.

كيف يختلف سرطان الثدي عند الرجل عن سرطان الثدي لدى المرأة؟
يشكل سرطان الثدي لدى المرأة نسبة 30 في المئة من حالات السرطان التي تصيب النساء عامةً. أما بالنسبة إلى الرجل فيشكل نسبة لا تتخطى الـ 1 أو 2 في المئة من السرطانات التي تصيب الرجال، بحيث أن عدم شيوعه يدعو إلى التركيز على سرطانات أخرى يمكن أن تكون أكثر انتشاراً بين الرجال كسرطان البروستات وسرطان المثانة وسرطان الرئة الذي قد يكون في المرتبة الأولى بين مختلف أنواع السرطانات التي تصيب الرجل في مجتمعات معينة، فيما يسبقه أحياناً سرطان البروستات. هذا، ويشير غصن إلى انه بقدر ما يكون بلد ما أقل تطوراً ترتفع معدلات سرطان الرئة بشكل خاص فيه لقلة الوعي وحملات التوعية.

في المقابل، يعتبر سرطان الثدي الأكثر أهمية لدى المرأة حيث أنه قد يصيب امرأة من 7 أو 8 ما يجعله الأكثر شيوعاً ومن الطبيعي التركيز عليه ونشر  الوعي حوله بشكل خاص. وبالتالي المقاربة تختلف بين سرطان الثدي لدى المراة وسرطان الثدي لدى الرجل.
 

في المقابل، يوضح أنه كما أن سرطان الثدي لدى المرأة يرتبط بالهرمونات النسائية، ينطبق ذلك على سرطان الثدي
لدى الرجل وإن كانت معدلات الهرمونات النسائية لديه أقل وهذا ما يبرر أن هذا النوع من السرطان يصيبه بمعدل أدنى. إذ تحصل تغييرات هرمونية لدى المرأة وتكون أهم من تلك التي لدى الرجل بحيث لا تتقارب الأرقام بينهما. إلا أن المرض من حيث المبدأ هو نفسه. مع الإشارة إلى أن سرطان الثدي يكون أكثر عدوانية لدى الرجل بالمقارنة مع ذاك الذي يصيب المرأة. وعلى الرغم من ان السبب الواضح والمباشر لذلك ليس معروفاً، إلا أن أحد العوامل التي قد تلعب دوراً في أن فحصاً للكشف المبكر عن سرطان الثدي لا يُجرى للرجل بحيث يمكن أن يكون قد بلغ مراحل متقدمة عند اكتشافه بعكس ما يحصل لدى النساء اللواتي قد يكشفن المرض في مراحل مبكرة مع إجراء الصورة الصوتية بانتظام من سن 40 سنة، ما يسمح بمواجهته بمزيد من الفاعلية.
 

ما الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة رجل بسرطان الثدي؟

ما من أسباب واضحة حتى اليوم لسرطان الثدي عند الرجل. لكن كما يبدو واضحاً يلعب العامل الوراثي دوراً أيضاً لدى الرجل وللطفرات الجينية المسببة للمرأة دوراً تماماً كما بالنسبة للرجل. ففي حال وجود سرطان ثدي في العائلة من الطبيعي التفكير باحتمال الإصابة. كما أنه من العوامل التي يمكن ان تلعب دوراً التدخين والسمنة.

في أي مرحلة عمرية يظهر سرطان الثدي لدى الرجل؟

يظهر سرطان الثدي لدى الرجل في مراحل عمرية متقدمة بالمقارنة مع سرطان الثدي لدى المرأة. فقد يظهر في حوالى سن الـ60 لأسباب ترتبط بالهرمونات بما أن التغييرات الهرمونية ليست جوهرية لديه. أما لدى المرأة فيظهر سرطان الثدي في مرحلة عمرية أدنى حتى في مجتمعاتنا بالمقارنة مع مجتمعات أخرى، كما يُلاحظ ما يبرر إجراء الصورة الشعاعية من سن 40 سنة، فيما تجرى في أوروبا من سن 50 سنة، ومن حوالى شهر باتت تجرى من سن 45 سنة.

هل تختلف الأعراض في سرطان الثدي عند الرجل؟

أبرز الاعراض التي يمكن ملاحظتها لدى الرجل هي عبارة عن حبّة في الثدي فيما قد لا يلاحظ أعراض أخرى، خصوصاً أن الرجل لن يجري الفحص الذاتي للثدي. كما أنه في الحالات المتقدمة يمكن أن تغيير في الشكل يلفت النظر كالجرح الخارجي أو أي تغيير آخر قد يدعوه إلى استشارة طبيب جلد أولاً. في مثل هذه الحالات قد تجرى الصورة الشعاعية للثدي للتشخيص أو الصورة الصوتية ثم تجرى الخزعة بعدها لتأكيد النتيجة في حال الشك.

كيف يعالج سرطان الثدي لدى الرجل؟

لا يختلف علاج سرطان الثدي لدى الرجل عما يُعتمد في حال إصابة المرأة فمبدأ العلاج نفسه والبروتوكولات العلاجية. فتجرى الجراحة حيث يتم الاستئصال الكامل بالنسبة للرجل. كما تُفحص الغدة الحارسة تحت الإبط للتأكد من سلامتها. ويجرى العلاج الشعاعي أو العلاج الكيماوي عند الحاجة والعلاجات الموجّهة. كما قد تكون هناك حاجة لوصف العلاجات بالهرمونات بحسب الحالة.

المصدر: النهار العربي

كارين اليان

المصدر: "المصدر: النهار العربي"