https://www.traditionrolex.com/8


في سفر من التاريخ: من الأثاث القليل في منازل بيروت القديمة الى الهندسة الجميلة لقصور الأمراء


On 08 August, 2022
Published By Tony Ghantous
في سفر من التاريخ: من الأثاث القليل في منازل بيروت القديمة الى الهندسة الجميلة لقصور الأمراء

يتوقف المار خلال تجواله في شوارع بيروت لمراقبة هندسة المنازل القديمة التي ما زالت إلى اليوم تجذب الكثيرين.

في المجلد الأول من بحث الدكتور أنطون قيقانو حيز مهم عن بناء بيوت أهل بيروت وتأثيثها، مذكرا بأن "بيوت قدماء اللبنانيين كانت المغاور ثم الأكواخ والخيام وأشباهها من طين أو لبن أو حجر وأغصان شجر، ثم صارت بيوتاً من حجر خام - دبش - وعملوا لها نواتئ من صفوفها تسمى السفارات وهي سريانة بمعنى الشاطئ، ومنها الشوار عند العامة أيضاً، وذلك ليردوا تخلل الرطوبة للطين أو الحجارة".

 

 

 

ويلفت إلى أنهم "طينوها من الداخل بالتراب والتبن، وطرشوها بالحوارى وزنروها إلى علو نصف ذراع وأكثر بالمغارة الحمراء واتخذوا فيها طاقات ورفوفاً لوضع الآنية البسيطة..".


ويذكر أنهم "فرشوا أرضها بجلود الحيوانات أو الحصر، وعملوا بابها من لوح واحد يدور على سيار ويقفل بالسكرة وهي قطعة خشب عمودية نحو ثلث ذراع، وفيها قطعة نحوها تدخل فيها عرضاً مجحوفة لدخول المفتاح فيها، ومثقوبة الأعلى بثقوب عدة أدخلت فيها مسامير حديدية من أعلاها تنزل إلى أسفلها، حيث بالخشبة المعترضة ثقوب مثل تلك، فتدخل فيها وتغلق، فإذا أرادوا فتحها وأدخلوا مفتاحاً خشبياً له مسامير ثلاثة يعدد تلك فترفعها وتفتحها، فإذا أخرج المفتاح وأطبقت عادت..".

الحجر والتّابوت
كيف اتسعت البيوت؟ يقول قيقانو إن "البيوت اتسمت واتخذت من الحجر المزنير أو المنحوت وفيه الملاط والسياع، وصار الحائط مفرساً - كلمة سريانية منبسط وناتئ - ليقاوم الأرياح والثلوج أو مسفطاً - كلمة سريانية أو فارسية بمعنى مقطوع - وهو من صفق واحد...".

 


ويضيف أنهم "اتخذوا فيها المخدع وراء الباب فيه طاقات لوضع أشياء وقربه الموقدة ثم القعادة، وهي إفريز صغير يتصل بالعمود على محاذاة المخدع"، مشيراً إلى أنه "في داخل البيت الكوارة وهي وعاء من طين مستطيل لوضع الطحين..".

"المهم"، وفقاً له، أهمية "التابوت وهو حائط عال بين عمودين مفرغ الداخل لوضع المؤونة من الحبوب بقطع من محال مختلفة كبيرة وصغيرة"، مشيرا إلى أنه "في أسفل التابوت والكوارة منفذ صغير للتفريغ يسمونه الجيازة".


ويزيد:"نجد رفوفاً على الأعمدة المربعة الكبيرة ومدخنة ورفوفاً في الجدران وخزانات كلها من طين لزج متماسك، وكانوا يوقدون النار في المداخن ويملأون البيوت سواداً حتى ترى السقف كأنه مدهون بالقار أو الزفت، وهو مؤلف من جذوع صلبة أغلفتها يسمى الجسر، وما كان أدق منه الثانية وجمعها ثوان ثم أخشاب فوقها البلان، وهو نبات شائك وفوق الكل التراب المرصوص والمدلوك بمحدثة أسطوانية وقوس أو ناعوس يدخل في طرفيها وتجر به، ويدلك بها السطح على أثر المطر فيمنع الدلف وتجرف الثلوج عن السطح بخشبة تسمى زحفاً أو برفش خشبي، وكثيراً ما يكون في البيت من الملاحظات الضرورية طاقة للبسّة تدخل وتخرج منه وقن للدجاج".

 


ويتوقف عند البيوت التي تبنى باجتماع السكان أو الجيران لنقل الأشياء الضخمة،  ويسمى ذلك العمل "العونة"، ويولمون للمساعدين متبادلين المساعدة ويباركون بالبيت الجديد قائلين: "تفعدوا فيه بالفرح"، مشيراً إلى أنه "كثيراً ما يعلق فوق بابه حذاء عتيق لئلا يصاب بالعين فينهدم، ويكون فيه الغالب بيتاً واحداً أو اثنين على الكثير، وتراعي فيه ملاءمته لتربية دود الحرير، لأنه المعول عليه عندهم، ثم ترقى إلى أن صار شبه قصر..".

القرية والمشايخ
وينتقل إلى "الأثاث القليل الذي يقتصر في البيت القديم على الحاجات الضرورية للنوم والشرب والأكل، وكثيراً ما يكون عند أعيان القرية وأغنيائها جلد حيوان بصوفه أو بساطاً أو بلاساً من شعر أو دادية من صوف وطاقماً للقهوة من إبريق وفناجين وصينية وأركيلة وشبق"، مشيراً إلى أن "الناس يستعيرونها في دواعي أفراحهم أو أحزانهم مع ثياب العرس..".

 



ويذكر أنه "من غريب ما سمعته من أحد الشيوخ أن كبيراً زار قرية مع أحد خواصه، فكان الجلد يحمل أمامه من بيت إلى بيت ليجلس عليه في طوافه على السكان، فوجد في أحد البيوت جلداً آخر فجلس الكبير على الجلد المحمول وأراد معتمده أن يجلس على الثاني الفارغ فانتهره وأمر برفع الجلد من موضعه لئلا يجلس عليه أحد آخر"، مشيراً إلى أنه "في العصور المتوسطة بنيت قصور الأمراء والمشايخ بهندسة جميلة، وكذلك بعض البيوت الخاصة، ولا سيما في عهد الأمراء التنوخيين والمعنيين والعسافين والشهابيين، ولا تزال أبنيتهم ماثلة....". 

المصدر: النهار العربي

روزيت فاضل

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

تأجيل تقديم اخبار ضد 27 شخصية بسبب اغلاق قصر العدل...نون: المسار بموضوع لجنة تقصي الحقائق ايجابي جداً
هل يفرض لبنان ضريبة على الشمس؟ وزير الطاقة يوضح

https://www.traditionrolex.com/8