https://www.traditionrolex.com/8


مهرجان الفيلم اللبناني في كندا يعود بعد الجائحة أكثر حضوراً وانتشاراً


On 25 June, 2022
Published By Tony Ghantous
مهرجان الفيلم اللبناني في كندا يعود بعد الجائحة أكثر حضوراً وانتشاراً

يجوب مهرجان الفيلم اللبناني في كندا في نسخته السادسة هذه السنة خمس مدن عبر البلاد ويمتد من حزيران/يونيو إلى تشرين الثاني/نوفمبر.

امتدت نسخة مونتريال على مدى ستة أيام من 11 حزيران / يونيو إلى 16 منه، وعُرضت الأفلام المشاركة في ’’سينما غوزو‘‘ (Cinema Guzzo) الواقعة في مركز الثقل الجاليوي اللبناني والعربي في مونتريال، حيّ سان لوران، وفي حرم جامعة كونكورديا  في وسط المدينة.

بلغ مجموع الأفلام الطويلة المشاركة سبعة، بينها وثائقيان وفيلم أردني روائي طويل (بنات عبد الرحمن)، إذ اعتاد المهرجان على تقديم فيلم عربي واحد في كل دورة. أما الحصة الأكبر فكانت للأفلام القصيرة وناهز عددها الـ 20 فيلما وكلها بإنتاج محلي لبناني. كما تضمن المهرجان أنشطة عبر المنصّات الإلكترونية اشتملت على مؤتمرات وورش عمل ومقابلات افتراضية مع صناع الفن السابع من لبنان وكندا وبلدان أخرى. ’’وقد حتمت جائحة كوفيد-19 هذا الطابع الهجين الجديد الذي يساهم أكثر فأكثر في بلورة وسائل تواصل جديدة وممكنة لأكبر عدد من المهتمين بالصناعة السينمائية في كندا ولبنان والعالم‘‘، كما أكد المؤسس المشارك للمهرجان ومدير البرامج رئيس مجتمع بيروت السينمائي  الأستاذ الجامعي سام لحود.

يشير المتحدث إلى أنّ من أخطر ما حدث في العامين الماضيين هو أنّ الناس عموما فقدوا عادة القيام بالنشاط الاجتماعي في شكل حضوري، وتحولوا إلى الـ’’أون لاين‘‘ متبنين العصر الرقمي. هذا الأمر يمكنه أن يؤثر على مستقبل لبنان ككل لأن جيل الشباب في شكل خاص لم يعد لديه روابط اجتماعية كما كان في السابق وهو ملتصق بالتقنيات الرقمية.

سام لحود في سينما غوزو.

يحرص مؤسس ورئيس مجتمع بيروت السينمائي سام لحود على حضور فعاليات مهرجان الفيلم اللبناني في كندا وإدارة النقاشات التي تتلي عروض الأفلام.

عصر الأفلام القصيرة

سيتخطى العالم الغربي زمن كورونا وتعود الحياة إلى طبيعتها، بحسب أستاذ الفنون السينماتوغرافية، ولكن سيبقى لبنان يتخبط في الآفات التي تركتها الجائحة وفي عواقب الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية التي تتعاقب في بلد الأرز.

ينعي المتحدث مستقبل الصناعة السينمائية في لبنان في حال استمر الوضع على ما هو عليه لأعوام آجلة. يقول سام لحود: ’’إن الذهاب إلى دور السينما أصبح من الكماليات في لبنان، ويُنذر الوضع باستفحال أزمة الصناعة السينمائية ككل. قد تعمد الصالات السينمائية إلى رفع أسعار تذاكر الدخول، من أجل تأمين استمراريتها، ولكن جمهورها لن يستطيع توفير هذه الحاجة الكمالية وسط تفاقم الوضع الاقتصادي، وبالتالي فإننا قد نشهد إقفال العديد من دور السينما عبر البلاد، وسينعكس ذلك كله على صناع الفن السابع‘‘.

’’هذه الأفلام القصيرة هي في غالبيتها من توقيع طلاب السينما في بيروت، كما يقول سام لحود، وقد يتجه السينمائي المستقل إلى الفيلم القصير بسبب كلفته الزهيدة بالمقارنة مع الأفلام الطويلة. هذا ويسمح الفيلم القصير بأن يعبّر السينمائي عن فكرته من دون اضطراره إلى خوض نفقات إنتاج كبير. أضيفي إلى ذلك، يضيف لحود، أن هناك طلبا كبيرا على الأفلام القصيرة في المهرجانات السينمائية الدولية اليوم‘‘.

مشهد من فيلم ’’بيروت هولدم‘‘.

’’بيروت هولدم‘‘ اسم مستوحى من ’’تيكساس هولدم‘‘ وهي إحدى أنواع البوكر، وتعد أكثر لعبة شيوعا في البوكر في جميع الكازينوهات و صالات لعب البوكر في الولايات المتحدة وأوروبا.

’’بيروت هولدم‘‘ يهزُ مشاهده بعمق ولا يتركه من دون مبالاة

شاهدت فيلما وحيدا في المهرجان هو ’’بيروت هولدم‘‘ للسينمائي ميشال كمون، وسمعت الجمهور بعد عرض الفيلم يتحاور ويناقش معبرا عن إعجابه الكبير بالتمثيل والقصة والإخراج.

بطل الفيلم زيكو الذي لعب دوره باحتراف عالي الممثل صلاح بكري، مقامر عائد من السجن ويواجه جملة من التحديات على إيقاع أتى بطيئا في بداية فيلم قوي هادف بكل رموزه وإيحاءاته ودلالاته. قد تجسد قصة ’’بيروت هولدم‘‘ قصص معظم جيل لبنان من الشباب الذين عاشوا خيبة الأمل والأفق المسدود مستسلمين لعالم الشر من قبيل مبدأ ’’الغاية تبرر الوسيلة‘‘. يظهر الفيلم تداعيات الحرب اللبنانية وإفرازاتها بكثير من القسوة وبعض من الحنان والشفافية مسهبا في نقل التناقض الذي يتكون منه المجتمع اللبناني. شخصيات الفيلم غير متصالحة مع نفسها، مشبعة بالألم اليومي، تعيش في مجتمع تحكمه الماديات، أما الأخوّة والمحبة والصداقة فقد مزقتها الايام والأزمات والمحن التي لا تنتهي في بلد الأرز.

جمهور مونتريال يشتكي كثافة السواد والحزن

يعلق سام لحود بأن الكندي اللبناني الذي يأتي لمشاهدة الأفلام في المهرجان يعبر غالبا عن استيائه من كمية السوداوية في الأفلام، وهو يطالب بأفلام فرحة متفائلة تعزز الجمال وتثير في نفسه الحنين إلى الزمن الماضي الجميل.

بدورها تقول المؤسسة المشاركة في المهرجان ومديرته هاي لاف حدشيتي: ’’يتميز الفن السابع بالقدرة على استكشاف أعماق المجتمع والإنسانية، ويمتلك القدرة على تشكيل جسر بين الثقافات. وهذا ما يضطلع به مهرجاننا الذي يحتفي بالصناعة السينمائية اللبنانية، يواكب تطورها ويقدمها في كندا‘‘.

السيدة هاي لاف حدشيتي.

أسست هاي لاف حدشيتي (في الصورة) مع كل من سام لحود وجيلبير حوق مهرجان الفيلم اللبناني في كندا عام 2017 ويساهم المهرجان في الترويج للسينما اللبنانية وصناعها في كندا. وقد توسعت رقعة انتشاره على الأراضي الكندية في نسخته السادسة هذه السنة.

تؤكد المؤسسة المشاركة لمهرجان الفيلم اللبناني بأنها راضية عن الأهداف التي حققها المهرجان، الذي تراه يكبر يوما بعد يوم ويحقق المزيد من الحضور والسمعة الجيدة. شغوفة بالفن السابع منذ درسته على مقاعد الجامعة في بيروت، تشير المتحدثة إلى أنها تقاعدت هذه السنة من عملها في شركة الطيران الكندية ’’أير كندا‘‘، ليصبح المهرجان شغلها الشاغل طيلة العام، ولتحاول الإلحاق بما أضاعته بعيدة عن شغفها الأول.

ضيفة المهرجان الممثلة اللبنانية بياريت قطريب تتوسط هاي لاف حدشيتي (إلى يمين الصورة) و السي شرفان سعد في ’’صالة سينما غوزو‘‘ في مدينة سان-لوران.

ضيفة المهرجان الممثلة اللبنانية بياريت قطريب تتوسط هاي لاف حدشيتي (إلى يمين الصورة) و السي شرفان سعد في ’’صالة سينما غوزو‘‘ في مدينة سان-لوران.تجدر الإشارة إلى أن المهرجان أكمل بعد مونتريال طريقه إلى العاصمة الكندية أوتاوا من 17 إلى 20 يونيو، ويكمل جولته في فانكوفر، كبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا على ساحل الهادي، من 23 إلى 25 أيلول/ سبتمبر المقبل، ليقدم بعدها برنامجه في تورونتو، عاصمة مقاطعة أونتاريو وكبرى مدن كندا، من 28 إلى 31 تشرين الأول / أكتوبر المقبل، ومسك الختام في هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا الأطلسية، من 5 إلى 8 تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.

المصدر: "راديو كندا"






إقرأ أيضاً

مشروع إنشاء مجلس وطني للمصالحة يسير قُدُماً
كندا بحاجة لـ3,5 ملايين مسكن إضافي بحلول عام 2030

https://www.traditionrolex.com/8