الكاردينال بارولين يدعو إلى عدم استخدام القمح كسلاح سياسي أو عسكري

قال المسؤول الفاتيكاني في سياق حديثه عن الصراع المسلح الدائر بين روسيا وأوكرانيا إن الحرب باتت على أبوابنا، موضحا أن الصراع الأوكراني يُظهر لنا أن الحروب تزيد من تفاقم مآس كالجوع وتقضي على فرص النمو. وأراد نيافته أن يسلط الضوء على إحدى النتائج الأكثر مأساوية للصراع الدائر في شرق أوروبا، ألا وهي الأزمة الغذائية العالمية التي تهدد حياة آلاف الأشخاص.

تابع الكاردينال بارولين خطابه مؤكدا أن الحل الفوري الذي يوقف القتال هو الحلّ الدبلوماسي فقط، وشدد على أهمية الإفراج فورا عن شحنات القمح كي يوزّع على الشعوب التي هي بأمس الحاجة إليه، وقال إن هذا الأمر يتطلب رغبة سياسية قوية من قبل الجميع، لافتا في الوقت نفسه إلى أهمية الفصل بين الملفات وعدم استخدام القمح كسلاح سياسي أو عسكري.

وكان على هامش المؤتمر لقاء جمع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بالصحفيين ورد على سؤال بشأن إرسال الأسلحة إلى كييف وهي قضية تخضع للنقاش داخل المجلس التشريعي الإيطالي. قال الكاردينال بارولين إن السلام لا يُبنى بواسطة الأسلحة، لكن في الوقت نفسه ينبغي أن تُدرج هذه المسألة ضمن موضوع الدفاع المشروع عن النفس، مع الأخذ في عين الاعتبار بالشروط التي يمكن أن يلجأ فيها أي طرف إلى حق الدفاع عن النفس.

في سياق حديثه عن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال الدبلوماسي الفاتيكاني إن هذه المسألة تشكل مصدر تشجيع ودعم لكييف، وذلك على الرغم من عدم وجود تطورات إيجابية تُبشر بإحلال السلام، وقال: إننا نبقى منفتحين وواثقين بأن شيئاً ما سيتحقق مع أنه لا توجد مؤشرات إيجابية في الوقت الراهن.

لم تخلُ كلمات نيافته من الحديث عن ضرورة عدم إقحام الكنيسة في الخلافات السياسية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه يتوجب على الكنيسة أن تتطرق إلى القضايا الأساسية بالنسبة للإنسان وكرامته، وأن تدافع عن حقوقه دون الغوص في القضايا السياسية والحزبية.

هذا وذكّر الكاردينال بارولين المؤتمرين في خطابه بكلمات البابا فرنسيس عندما قال خلال جائحة كوفيد ١٩ إننا اعتقدنا أننا أقوياء، لكننا في الواقع نوجد جميعا على متن الزورق نفسه، وتمنى نيافته أن يُبصر النور عالم جديد ينتمي فيه الجميع إلى العائلة البشرية الواحدة، ونسير فيه معاً نحو نظام اجتماعي وسياسي تكون المحبة الاجتماعية روحه، لكن بلوغ هذا الهدف يتطلب سياسة جديدة تضع نفسها في خدمة الخير العام، كما يقول البابا فرنسيس.

الرئيس الإيطالي توقف أيضا في كلمته عند الحرب الأوكرانية، الذي شنّتها روسيا بدافع التسلط، كما قال، وأضاف أن مواجهة الصراع تتطلب ردا حازماً، موحدا ومتضامنا يوفر الأجواء اللازمة لتحقيق السلام، كما دعا إلى تبني سياسة من التعاون من أجل النمو، لا تشكل انعكاساً للقيم المؤسساتية وحسب، إنما تكون أداة أساسية لبناء السلام والحفاظ عليه.