تجربة العمل في "ميتافرس" تُرهق عدداً كبيراً من الباحثين


On 21 June, 2022
Published By Tony Ghantous
تجربة العمل في "ميتافرس" تُرهق عدداً كبيراً من الباحثين

أشاد المبشرون بمفهوم "الميتافيرس" باعتباره مستقبل العمل والاجتماعات وحتى الطريقة التي توظف بها الشركات العمال. ومع ذلك، تشير بعض نتائج التجربة الحديثة التي خاضها عدد من الموظفين إلى أن ذلك قد لا يزال بعيداً عن أرض الواقع.

 

في هذا الإطار، قام 18 موظف من موظفي الجامعة بتسجيل دخولهم إلى عالم "ميتافرس" لمدة أسبوع عمل كامل. حيث انسحب اثنان منهم بسبب الغثيان الذي سببته هذه التجربة. كما عان الآخرون من الإحباط والقلق وألم العينين.

 

بشكلٍ مبسّط، فإن عالم "ميتافرس" الذي أصبح مألوفاً بشكل أفضل منذ إعادة تسمية "فيسبوك" باسم "ميتا" في عام 2021، يُعتبر النسخة المادية لعالم الانترنت، حيث يتفاعل الناس من خلال الصور الرمزية وتكنولوجيا الواقع الافتراضي.

 

أراد الباحثون خوض هذه التجربة المُدرجة تحت عنوان "تحديد آثار العمل في الواقع الافتراضي لمدة أسبوع واحد"، فهم آثار العمل في الواقع الافتراضي لفترات طويلة، ومقارنته ببيئة العمل على أرض الواقع.

طلبوا من المتطوعين، الذين كانوا بمعظمهم إما موظفين جامعيين أو باحثين، قضاء خمسة أيام كاملة في أسبوع العمل في مكتب الواقع الافتراضي المعاد إنشاؤه. حيث بلغت ساعات العمل 8 ساعات، مع استراحة غداء لمدة 45 دقيقة. ليمضوا بعد ذلك 8 ساعات اخرى في بيئة العمل العادية.

 

والجدير ذكره أنّه لم يتم إعطاء المشاركين مهام إضافية لإكمالها في وقت لاحقٍ، ما يعني أن بإمكانهم التحكم في يوم عملهم الخاص، غير أنهم حصلوا على معدات متطابقة.

 

انسحب اثنان من المشاركين في التجربة في غضون ساعات، حيث اشتكيا من الغثيان والقلق والصداع النصفي، الناجم جزئيا عن وزن سماعة Oculus Quest 2). حيث يعتبر الغثيان أحد الآثار الجانبية الشائعة للواقع الافتراضي.

 

واستمر المشاركون الباقون خلال الأسبوع، لكنّهم أبلغوا عن بعض العواقب التي واجهتهم مقارنةً ببيئة العمل المادية، حيث أبلغ المشاركون عن متوسط زيادة بنسبة 42 في المئة في مستويات الإحباط الذي يعانون منه وزيادة 48 في المئة في إجهاد العين. كما أبلغوا عن شعورهم بمزيد من القلق، وانخفاض نسبة رفاهيتهم بنسبة 20 في المئة بين الأسبوع الذي قضوه تقريباً والعمل في البيئة الواقعية.

 

وأشار المشاركون أيضا إلى شعورهم بأنهم أقل إنتاجية، حيث سلّطوا الضوء على صعوبة تدوين الملاحظات المادية أثناء وجودهم في الواقع الافتراضي، على سبيل المثال.  لكنّهم لاحظوا أن ذلك يمكن أن يتوخى العمل في الواقع الافتراضي بطريقة ما في المستقبل.

ولاحظ الباحثون أن عددا كبيرا من المشاكل يمكن أن تتلاشى مع التحسينات القادمة في التكنولوجيا ومع اعتياد الناس على استخدام التكنولوجيا - كما تبيّن أن شدّة إجهاد العين تتضاءل أيضاً مع تقدم الأسبوع.

 

وفي هذا الإطار، لاحظ  الباحثون أن نتائج الدراسة الصغيرة تعتمد نسبياً على الخبرة الذاتية لكل مشارك على حدة.  "بشكل عام ، تساعد هذه الدراسة في وضع الأساس للبحوث القادمة، وتسليط الضوء على أوجه القصور الحالية وتحديد الفرص لتحسين تجربة العمل في الواقع الافتراضي"، بحسب ما قاله الباحثين من جامعة كوبورغ في ألمانيا، وجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، وجامعة بريمورسكا، سلوفينيا ومايكروسوفت. وأضافوا: "نأمل أن يحفز هذا العمل المزيد من الأبحاث حول العمل الإنتاجي على المدى الطويل في الواقع الافتراضي."

 

 

المصدر: "المصدر: النهار العربي"


إقرأ أيضاً

اكتشاف أقدم حرائق الغابات على الأرض... بفضل رواسب فحم عمرها430 مليون سنة
شاحنات "فولفو" تلجأ إلى مصدر طاقة آخر مع الكهرباء