https://www.traditionrolex.com/8


حياة معلّقة لعائلات عراقية عائدة من سوريا بعد هزيمة تنظيم "داعش"


On 22 May, 2022
Published By Tony Ghantous
حياة معلّقة لعائلات عراقية عائدة من سوريا بعد هزيمة تنظيم "داعش"

تتطلع العراقية عواطف مسعود البالغة من العمر 35 عاماً للعودة إلى قريتها في الأنبار بعد ثلاث سنوات قضتها في سوريا، لكن مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي محطّة ضرورية قبل ذلك، لاستبعاد أي فكر متطرّف وتقديم دعم نفسي. 

 

كما كلّ قاطني المركز، وهو جزء من مخيم يؤوي نازحين ويقع جنوب مدينة الموصل في شمال العراق، كانت عواطف مسعود في مخيّم الهول في شرق سوريا الذي يضمّ عائلات عراقية وأجنبية لعناصر في تنظيم الدولة الإسلامية. 

 

ولا يزال نحو 30 ألف عراقي عالقين في الهول، بينهم 20 ألف طفل، وفق وزارة الهجرة العراقية. 

 

ولكن إعادتهم تطرح إشكالية حساسة هي المصالحة في بلد لا تزال فيه العائلات المتهمة بالارتباط بتنظيم "داعش"، الذي عاث خراباً في المدن والقرى وارتكب المجازر، مرفوضةً في مناطقها الأصلية.

 

وتعيش عواطف التي بدا التعب على ملامحها، في المركز منذ أربعة أشهر. وتقول: "هنا تقدّم لنا المنظمات الدعم النفسي عندما يلاحظون أننا نشعر بالحزن. هناك أنشطة مثل الحياكة، وصناعة الحلويات".

 

وتضيف "يذهب أولادي إلى المدرسة" العامة في المخيم، و"بدأوا الامتحانات".  

 

وعند سؤالها عن ارتباطها بالتنظيم، قالت عواطف: "أهل زوجي كانوا في التنظيم، أجل، لكن الآن، لا أعرف". أما زوجها، فقتله التنظيم. 

 

وبقي ثلاثة من أطفال عواطف مع أهل والدهم في سوريا. وتقول: "أنا الآن أنتظر عودة أطفالي. وبعدها أريد العودة عند أهلي في الأنبار".

 

وتتلاصق حولها الخيم التي تؤوي 452 عائلة أعيدت حتى الآن. للوصول إلى هناك، لا بدّ من المرور بنقطة تفتيش أمنية عند مدخل المركز الواقع على أطراف البلدة المحاذية وسط أرض قاحلة. ويحظر الدخول بدون تصريح من السلطات. 

 

"وصمة عار"

وتحاذي المخيم البيوت الخرسانية المترامية على أطراف البلدة التي ترتفع في شوارعها صور عسكريين قتلوا خلال المعارك مع التنظيم. 

 

وفي المركز، تقرّ بعض النساء اللواتي قابلتهنّ "فرانس برس"، بارتباط أزواجهنّ أو أقربائهنّ بتنظيم "داعش"، في وقت نفت أخريات أي علاقة. 

 

ويشرح مدير دائرة الهجرة والمهجرين في نينوى خالد عبد الكريم أن "هذا المركز ليس من أجل حجز العائلات وحصرها بل هي عملية ترانزيت". تعمل أيضاً منظمات دولية ومحلية في إطار عملية التأهيل.

 

وتقوم الفرق التابعة لوزارة الهجرة بمساعدة العائلات على الحصول على أوراق قانونية.

 

وبالتوازي، "لدينا تعاون مع فريق الأمن القومي"، وفق عبد الكريم، "لديهم فرق جوالة من أجل أخذ استبيانات... ومعرفة ما إذا كان لدى (العائلات) أفكار مخالطة" في إشارة إلى التطرّف، بالتعاون "مع مجموعة باحثين مختصين في الدعم النفسي".

 

وفي المركز "فريق مختص بكيفية معالجة وصمة عار "داعش"، لدينا بعض العائلات أفرادها كانوا منتمين لعصابات "داعش". في نهاية المطاف الحكومة العراقية هي الأب الروحي لهذا المواطن فكانت النظرة الأبوية أنه لا بد من معالجتهم وإعادتهم". 

 

ويقرّ بأن بعض العائلات "تأثّرت بهذا الفكر، لكن العدد قليل جداً". 

 

ويوضح "بتواصلنا اليومي مع العائلات... لم نجد أي حالة رفض لكل... الفعاليات الاجتماعية أو حتى وجود للنساء مع الرجال... وكذلك الأطفال والملابس، ليس هناك رسائل بأن هناك فكراً متطرفاً".  

 

وفي الخيم، يعيش الجيران حياةً شبه طبيعية، فيتبادلون الزيارات بينما يكوّن أطفالهم الصداقات. من غرفة تتصاعد أصوات ماكينات الحياكة، حيث انهمكت نساء على درز الأقمشة. على أطراف الخيم، ملعب صغير معدّ للأنشطة الرياضية للأطفال، صبية وفتيات.

 

مصالحة

وبانتظار العودة إلى مناطقهم، وكجزء من إعادة التأهيل والتهيئة للاندماج، تجري كل أسبوع زيارات من ذويهم للعائلات لتمهيد عودتهم.  

 

وأعيدت حتى الآن على خمس دفعات أكثر من مئة عائلة "سواء إلى الأنبار، وجزء قليل إلى صلاح الدين وجزء آخر إلى نينوى"، بعد التنسيق مع الجهات الأمنية والسلطات المحلية، وفق عبد الكريم. 

 

ومن أجل ضمان عودة تلك العائلات، لا بدّ من الحصول على موافقة الزعامات العشائرية المحلية. 

 

وبحسب البنك الدولي في تقرير صدر في كانون الثاني (يناير)، فإنّ "العائلات التي يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم "داعش"، تجد عودتها متوقّفة بسبب عوامل أمنية، ورفض المجتمع ووصمة العار، ومعرّضة للاعتداءات الثأرية".  

 

وكذلك، "من الشائع أن يشعر السكان في مناطق العودة بالخوف من أن رجوع العائلات التي يعتقدون أنها ساندت تنظيم "داعش" أو لا تزال، سيزعزع استقرار مجتمعهم ويخلق مخاطر جديدة على الأمن والعلاقات الاجتماعية". 

 

ويتطرّق التقرير إلى ثماني اتفاقات مصالحة بين عامي 2015 و2020 لإفساح المجال أمام عودة نازحين. ويشير خصوصاً إلى أن "التمثيل غير المباشر للنازحين عبر شيوخ العشائر أتاح المفاوضات التي ما كان يمكن أن تحصل لولا ذلك". 

 

وفي كلمة هذا الشهر، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن استعداد بلده مواصلة إعادة العائلات من الهول بعد "التدقيق الأمنيّ، والتأكّد من جنسيّتهم العراقيّة". ودعا دول التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين إلى الدعم في مجال "إعادة الاندماج والتأهيل"، مشيراً إلى أن غالبية من أعيدوا هم "نساء وأطفال". 

 

وتتمنى شيماء علي (41 عاماً) العودة قريباً إلى منطقتها  القائم الحدودية مع سوريا، لكن تقول "نحن الآن ننتظر أن يتقبلنا الأهالي. يقولون أنتم "داعش". صحيح أنا لا أنكر، كان زوجي عنصراً في التنظيم، لكن إن كان زوجي في "داعش"، فهل أصبح أنا مثله؟".

 

وتضيف "لو يقولون لي الآن بإمكانك الخروج، لخرجت". تقول "بعد خمس سنوات من التهجير، أنا همي الآن مصير ابنتيّ، ربّما ضاع مستقبلي، لكن لا أريد أن يضيع مستقبلهما أيضاً".

المصدر: أ ف ب

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

الأردن يتصدى لـ"العملية الكبيرة" عبر سوريا.. ومقتل مهربين
المستشفيات العراقية تستقبل عشرات حالات الاختناق

https://www.traditionrolex.com/8