​بواخر السياح الأجانب تعيد الألق الى السياحة التونسية


On 15 May, 2022
Published By Tony Ghantous
​بواخر السياح الأجانب تعيد الألق الى السياحة التونسية

تمثل الرحلات البحرية السياحية التي تقصد وجهات متوسطية محددة آتية من غرب أوروبا وشمال القارة الأميركية وغيرها وترسو في الموانئ التونسية، من أهم محركات القطاع السياحي التونسي الذي عانى الويلات في السنوات الأخيرة وذلك لأسباب عديدة. فهذه الرحلات تجلب فئة راقية من السياح ذات الإنفاق المرتفع، ومن مختلف الجنسيات، وتبحث عن المتاحف والآثار وكل ما يتعلق بثقافة البلد وحضارته، ولا تثير المشاكل والشغب ولا تبحث عن الحانات والملاهي. 

 

وتستفيد من سياحة الرحلات البحرية مهن تونسية عديدة على غرار سائقي سيارات الأجرة الذين يجنون أضعافاً مضاعفة مقارنة بما يتحصلون عليه عادة من باقي السياح ومن مواطني البلد. لذلك يقبل سائقو سيارات الأجرة على الموانئ التونسية، وبخاصة ميناء حلق الوادي في العاصمة لاسقبال الوافدين من سياح الرحلات البحرية الراغبين في اكتشاف "الخضراء" وحضارتها القرطاجية، التي هيمنت على المتوسط لقرون، وأيضاً للاستمتاع بجمال طبيعتها وجمال معمارها التقليدي القديم وكذا متاحفها.

 

كما يستفيد من سياح الرحلات البحرية تجار الصناعات التقليدية الذين تضرروا كثيراً خلال السنوات الماضية بعد تراجع توافد السياح الأجانب على تونس بسبب العمليتين الإرهابيتين في سوسة وباردو منذ سنوات وبسبب جائحة كورونا.

 

ويؤكد المشرفون على قطاع الصناعات التقليدية أن قطاعهم هو أبرز المستفيدين من عودة الرحلات البحرية إلى الرسو في تونس، وذلك بالنظر إلى القدرة الشرائية العالية للقادمين على متن هذه الرحلات الذين يقتنون في يوم واحد ما يقتنيه سائح عادي طيلة فترة إجازته في الأراضي التونسية.

 

كما تستفيد المقاهي والمطاعم وأيضاً محلات بيع العطور والحلويات وغيرها من هذه الرحلات الي تدخل حركية اقتصادية في البلد وتعود بالنفع على الجميع وتساهم في دعم احتياطي الدولة التونسية من العملة الصعبة. فبعد رسو البواخر العملاقة التي تحمل هؤلاء السياح الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة موزعة على قارات العالم، تصبح بعض المقاهي والمطاعم حكراً عليهم فلا يكاد سكان البلد يجدون بها مكاناً لاحتساء مشروب أو لتناول وجبة طعام.

 

 

ومن بين الأماكن المحبذة لهؤلاء السياح مقاهي منطقتي سيدي بوسعيد ومدينة تونس العتيقة أو القديمة ومطاعمهما، وتستهويهم أيضاً آثار قرطاج ومعالم المدينة العتيقة بالإضافة إلى الأسواق القديمة. كما كان متحف باردو الشهير مقصداً لسياح الرحلات البحرية باعتبار أهمية محتوياته على غرار لوحات الفسيفساء (موزاييك) التي تصور حياة التونسيين القدامى. وقد اشتهر هذا المتحف عالمياً بهذه اللوحات التي تعود إلى الحقب الغابرة وتؤرخ للإنسان التونسي القديم في مختلف أنشطته اليومية.

 

ونظراً الى أهمية سياح الرحلات البحرية يقوم التونسيون باستقبال السفن الراسية في موانئهم بحفاوة بالغة وذلك من خلال إقامة حفلات استقبال كرنفالية فيها الموسيقى وعروض الفروسية الفولكلورية الشهيرة مع تقديم الورود لزوار الخضراء. ويبدو أن هذه الطريقة تلاقي استحسان المنظمين لهذه الرحلات والوافدين على حد سواء، بخاصة أن مثل هذه العروض الفولكلورية غير مألوفة في البلدان التي يأتي منها هؤلاء السياح. 

 

كما أن المسؤولين التونسيين المشرفين على قطاع السياحة وعلى رأسهم الوزير إلى جانب زميليه المكلفين بالنقل والاقتصاد، كانوا في الموعد لاستقبال الرحلات الأولى العائدة إلى الخضراء بعد سنوات من التوقف بسبب عمليات إرهابية شهدتها تونس وبسبب جائحة كورونا. وتسعى الحكومة التونسية من خلال الحديث المباشر مع الشركات المنظمة لهذه الرحلات على تشجيعها لمضاعفة نسق الرحلات خلال هذه الفترة بالتزامن مع انطلاق هذا الموسم السياحي الواعد الذي ينتظر منه التونسيون الكثير للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية.   

 

ولعل سعي تونس إلى العمل على رسو سفن الرحلات البحرية الدولية في كل الموانئ سيخلق حركية سياحية في مختلف مناطق الجمهورية، وخصوصاً في منطقتي الساحل والجنوب الشرقي التونسيين حيث يمكن للسائح اكتشاف منتوج سياحي آخر مختلف عن قرطاج ومدينة تونس العتيقة. ففي الجنوب الشرقي جزيرة الأحلام جربة مهد عرائس البحر في أسطورة أوليس أو أديسيوس الواردة في الإلياذة والأوديسة لهوميروس الإغريقي، وأيضاً القصور الصحراوية والواحات، التي بالإمكان زيارتها في وقت قياسي بسبب توافر بنية سياحية هامة في تلك الربوع ووسائل النقل الكفيلة بتسهيل تجوال السياح بين المناطق.

 

وإلى جانب الرحلات البحرية تراهن تونس سياحياً في هذا العام على عودة سياح من أسواق تقليدية انقطعوا عن المجيء إليها خلال السنوات الماضية للأسباب المعروفة وأكدوا حجوزاتهم لهذا العام. وبالتالي ما على التونسيين إلا توفير ما يجب توفيره أمنياً وإعلامياً لإنقاذ موسمهم السياحي الواعد. 

المصدر: النهار العربي

روعة قاسم

المصدر: "النهار"


إقرأ أيضاً

تمثال "أبو الهول" يثير ضجة في مصر ... مغمض العينين!
عوامل تدفعك لزيارة جزيرة مينوركا الإسبانية في رحلة صيفية رائعة