جوستان ترودو يصل إلى كييف في زيارة غير معلنة

قام ترودو أمس بزيارة مفاجئة لأوكرانيا مجددا دعم كندا ’’الثابت‘‘ للشعب الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي  في أول زيارة له إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط / فبراير الماضي عن إعادة افتتاح السفارة الكندية أبوابها تدريجياً في كييف. هذا ورافق جوستان ترودو في زيارته التي ظلّت طي الكتمان حتى اللحظة الأخيرة وفد كندي على رأسه نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية كريستيا فريلاند ووزيرة الخارجية ميلاني جولي.

وصف الزعيم الكندي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمجرم حرب، مشيراً إلى أن هذا الأخير ’’أخطأ في التقدير عندما قلّل من قدرة الأوكرانيين على الصمود وشجاعتهم‘‘.

وتأتي زيارة ترودو إلى كييف في الوقت الذي يحيي فيه العالم ذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في 8 أيار / مايو 1945.

وكان العديد من القادة الغربيين قد قاموا في الآونة الأخيرة بزيارة أوكرانيا.

وقداهتم القسم الإنكليزي لهيئة الإذاعة الكندية  باقتفاء أثر التحضيرات لهذه الزيارة المفاجئة لزعيم البلاد.

كتبت الـ سي بي سي ’’بينما تمكن المسؤولون الحكوميون من الحفاظ على سرية الرحلة، استغرق الأمر أسابيع من التخطيط، وفقًا للعديد من مصادر الحكومة الكندية رفيعة المستوى التي أخبرت قناة سي بي سي بكيفية تجميعها كلّها‘‘.

وقالت المصادر إن ترودو أبلغ موظفيه أنه يريد الذهاب إلى أوكرانيا لإبداء التضامن مع البلاد وشعبها وهم يواصلون تحدي الصعاب ضد القوات الروسية المعتدية. قال ترودو أيضًا إنه يريد رؤية الدمار الذي أحدثته روسيا بأم عينيه.

للتحضير لرحلة محتملة، تواصل موظفو مكتب رئيس الوزراء مع نظرائهم الدوليين الذين أنجزوا رحلات مماثلة لمعرفة ما كانت عليه تلك التجارب.

عرّج جوستان ترودو على مدينة إربين في ضواحي كييف المتضررة من الحرب متفقداً حجم الأضرار فيها ونرى إلى جانبه عمدة المدينة الكسندر ماركوشين.

الصورة: ASSOCIATED PRESS

وقالت المصادر إن مكتب رئيس الوزراء أجرى اتصالات مع موظفين في مكاتب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

كانت فون دير لاين من أوائل القادة الأوروبيين الذين زاروا أوكرانيا بعد الغزو الروسي. سافرت إلى كييف للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي في 8 نيسان / أبريل الماضي. كما قامت بجولة في موقع مقبرة جماعية في ضاحية بوتشا، حيث يواصل المحققون جمع الأدلة على جرائم الحرب الروسية المزعومة.

وزار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كييف يوم 9 نيسان / أبريل الماضي.

وقالت المصادر للقسم الانكليزي لهيئة الإذاعة الكندية إنه بناءً على تلك المحادثات، حدد مسؤولو مكتب رئيس الوزراء عاملين رئيسيين قبل التخطيط لرحلة رئيس الوزراء إلى أوكرانيا.

كان العامل الأول هو الحماية الأمنية للزعيم الكندي والوفد الذي يرافقه.

والثاني يتعلق بالسرية. إذ تتمثل الممارسة الروتينية للتخطيط لزيارة زعيم عالمي إلى موقع خطير في الحفاظ على سرية الرحلة إلى أن يغادر القائد تلك البيئة شديدة الخطورة.

’’على سبيل المثال، كرئيس للولايات المتحدة، قام دونالد ترامب بزيارة مفاجئة للجنود الأمريكيين في أفغانستان بمناسبة عيد الشكر في عام 2019. وقد طُلب من الصحفيين الحفاظ على سرية الرحلة لحماية ترامب‘‘.

كانت زيارة ترودو محاطة بالكتمان الشديد ولم يتم إبلاغ وسائل الإعلام الكندية بما فيها سي بي سي، إلا بعد مغادرة الزعيم الكندي البلاد، واشترط مكتب رئيس الوزراء التكتم على ذلك إلى بعد حين.

غادر رئيس الوزراء والوفد المرافق له أوتاوا صباح يوم السبت على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الكندية من طراز Airbus CC-150، في رحلة استغرقت ثماني ساعات إلى رزيسزو في جنوب شرق بولندا. من هناك ، قال مصدر حكومي رفيع ، إنهم استقلوا قطارًا إلى محطة السكك الحديدية المركزية في كييف. بمجرد وصولهم إلى أوكرانيا، سافروا في قافلة موكب مؤلفة من عشرين سيارة ، بما في ذلك مرافقة الشرطة وسيارة إسعاف.

المصدر: "راديو كندا"