مقابلة مع رئيس الأكاديمية البابوية للاهوت


On 28 January, 2022
Published By Tony Ghantous
مقابلة مع رئيس الأكاديمية البابوية للاهوت

"مسارات جديدة في اللاهوت، إرث القرن العشرين" هذا هو موضوع المنتدى الدولي الحادي عشر الذي تنظمه جامعة اللاتيران الحبرية يومي الخميس والجمعة، من أجل تبادل وجهات النظر وتقديم خلاصة عن المسار اللاهوتي الذي أبصر النور في الكنيسة في أعقاب المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.

افتتح أعمال المنتدى  رئيس الأكاديمية البابوية للاهوت المطران إينياتسيو سانّا،الذي شدد على ضرورة مساعدة المسيحيين على عيش إيمان ناضج ومسؤول، موضحا أن الأكاديمية – التي نظمت اللقاء الدولي – تريد أن تجعل المسيحيين قادرين على التعامل مع التحديات الراهنة في التاريخ وإنارتها بنور الإنجيل.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المطران سانّا الذي أوضح أن اختيار موضوع المنتدى وقع على إرث القرن العشرين، قناعة من الجميع بأن محور اللاهوت في القرن المنصرم هو المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، على الرغم من وجود العديد من الحركات الليتورجية والبيبلية والمسكونية قبل المجمع والتي مهدت له الطريق. وتوقف سيادته عند الإسهام القيم الذي قدمه بعض اللاهوتيين الكبار، شأن كارل راهنر، الذي حاول أن يقرّب الأشخاص، قدر المستطاع، من اختبار الله.

وشدد المطران سانّا في هذا السياق على ضرورة أن يكون اللاهوت إعلانا للخلاص والرجاء. من هذا المنطلق تنبع ضرورة أن يجد اللاهوتُ لغة جديدة يسعى من خلالها إلى الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الناس والتجاوب مع متطلبات مجتمعاتنا المعاصرة، على الرغم من أن فهم هذه المجتمعات بالكامل يبقى مسألة معقدة جداً في زمن يشهد تبدلات مستمرة، ويختبر فيه الناس الخوف من المستقبل ويخشون على مصير كوكب الأرض.

في سياق حديثه عن الشرور التي شهدها القرن المنصرم، لاسيما الحربين العالميتين والمحرقة النازية، قال رئيس الأكاديمية البابوية للاهوت إن مسألة الشر في العالم مسألة بالغة الأهمية، لافتا إلى أن اللاهوت لا يدعي تقديم أجوبة على التساؤلات المرتبطة بتلك الشرور، لأن الشر لا يمكن فهمه، لذا على الإنسان أن يتعلم كيف يجد درب الخلاص وسط كل الشرور الموجودة في هذا العالم.

تابع المطران إينياتسو سانّا حديثه لموقعنا الإلكتروني مشيرا إلى أنه تكوّن لدى مجتمعات اليوم وعيٌ أكبر حيال القضايا المرتبطة بالإيكولوجيا، خصوصا بفضل الرسالة العامة للبابا فرنسيس "كن مسبحا"، والهدف من هذا الوعي يتمثل في السعي إلى تغيير أنماط حياتنا. ولفت إلى وجود روحانية تقترحها الإيكولوجيا، تجعلنا نفهم أن العالم الذي نعيش فيه هو عالم انبعث من قلب الله، وهو عالم جميل وعلينا أن نحترم مصدره وجماله.

ردا على سؤال بشأن الإسهام الذي قدمته أمريكا اللاتينية على الصعيد اللاهوتي، من خلال طرح نظرة لاهوتية مرجعُها شعب الله، أي لاهوت من الشعب ومن أجل الشعب، قال سيادته إن هذا المفهوم حاضر بقوة في ثقافة أمريكا اللاتينية، وهو موجود أيضا في الثقافة الأوروبية الغربية. وتحدث عن وجود أشكال من التقوى الشعبية لا بد من الحفاظ عليها، لأنها تشكل بطريقة ما ضمانة للإيمان، مشددا على ضرورة الحفاظ في الوقت نفسه على علاقة الشركة بين المؤمنين، لأنهم كلهم أخوة وأبناء لله.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني تمنى رئيس الأكاديمية الحبرية للاهوت أن يحفز المنتدى الدولي الرغبة لدى جميع المشاركين في التعمق في القضايا اللاهوتية، وذلك من خلال الدراسة الشخصية، وهذا الأمر يتطلب العودة إلى قراءة الكتب، لاسيما الكتاب المقدس.  

المصدر: "Vatican news"


إقرأ أيضاً

المطران غالاغير يزور لبنان ليحمل قرب الأب الأقدس
البابا فرنسيس: الجائحة لا يمكن أن تكون ذريعة للتقاعس فيما يتعلق بعدالة وسلامة العمل