https://www.traditionrolex.com/8


"مايكروسوفت" تفتح صندوق باندورا


On 25 January, 2022
Published By Tony Ghantous
"مايكروسوفت" تفتح صندوق باندورا

في ميثولوجيا الإغريق، فتحت باندورا صندوقاً أهداه لها زيوس، رغم أنه حذرها من فتحه... لكن الفضول والطموح دفعاها لفتحه، لتخرج منه كل الشرور التي أذت البشرية.

 

وفي دنيا الاقتصاد، وفي إطار "صراع عنيف، بين عمالقة التكنولوجيا على المستقبل، أعلنت "مايكروسوفت" الأسبوع الماضي نيتها الاستحواذ على شركة "أكتيفيجن بليزارد" الأميركية العملاقة لألعاب الفيديو، والتي أصدرت ألعاباً واسعة الشعبية منها "كاندي كراش" و"كول أوف ديوتي" و"وورلد أوف ووركرافت"، في صفقة قيمتها تناهز 69 مليار دولار.

 

وتوقعت "مايكروسوفت" في بيان أن يؤدي هذا الاستحواذ إلى تسريع نموها "في مجال ألعاب الفيديو على الأجهزة الجوّالة وأجهزة الكومبيوتر الشخصية ووحدات التحكم بالألعاب وعلى المستوى السحابي، وتوفر الأسس للميتافيرس". ونقل البيان عن رئيس الشركة ساتيا ناديلا قوله إن "ألعاب الفيديو هي الفئة الأكثر ديناميكية والأكثر إثارة للحماسة في مجال الترفيه على مختلف المنصات"، متوقعاً أن "يكون لها دور مهم تطور منصات الميتافيرس".

 

وستكون الصفقة، في حال تأكيدها، أكبر عملية استحواذ في قطاع ألعاب الفيديو، وستتجاوز بأشواط قيمة استحواذ "تايك تو" على "زينغا" مقابل 12.7 مليار دولار، والذي تم الإعلان عنه منتصف الشهر الجاري؛ وهي أيضاً أكبر عملية استحواذ لـ"مايكروسوفت". وستصبح "مايكروسوفت" التي تبيع وحدة التحكم "إكس بوكس" وتملك عدداً من استوديوات تصميم الألعاب، ثالث أكبر جهة في هذا القطاع من حيث حجم المبيعات بعد شركة "ننسنت" الصينية، وشركة "سوني" اليابانية مصنعة "بلاي ستيشن".

 

أثارت الصفقة انتقادات حادة من جهة، وترجيحات بتعويق أوروبي وأميركي محتمل لها من جهة أخرى. وفي أمر غير معتاد، انتقد رئيس البنك الدولي، الأميركي الأصل، ديفيد مالباس، الأمر، قائلاً إن الصفقة "تمثل قرراً استثمارياً مشكوكاً في صحته"، رغم أنه شأن يتعلق بصفقة خاصة لا تتعارض مع الرأسمالية العالمية؛ بل هي في صلبها.

 

وعقد مالباس الأربعاء الماضي مقارنة بين الصفقة والأموال التي تعهدت بها الدول الغنية لمساعدة الدول الفقيرة التي ترزح تحت أعباء الديون، وقال: "أذهلني هذا الصباح استثمار مايكروسوفت 75 مليار دولار في شركة ألعاب فيديو"، مقارنة بتبرعات بلغت 24 مليار دولار فقط على مدى ثلاث سنوات لمساعدة البلدان الأكثر فقراً، في إشارة إلى تبرعات تقدمت بها 48 دولة غنية ومتوسطة الدخل في كانون الأول (ديسمبر) 2021. وأضاف: "عليك أن تتساءل، هل هذا هو التوزيع الأفضل لرأس المال؟... يجب أن يكون هناك مزيد من تدفق الأموال والنمو في الدول النامية".

 

ودعا رئيس البنك الدولي الدول الأكثر ثراءً في مجموعة العشرين إلى تقديم مزيد من إعفاءات الديون للبلدان الأقل نمواً في العالم والمؤهلة للحصول على قروض من دون فوائد. وقال إن "الديون المستحقة باتت مهولة"، وقد أصبحت مشكلة "مركبة".

 

ولم يقتصر الأمر على انتقادات رئيس البنك الدولي، إذ إنه من المتوقع أن تفتح الصفقة "أبواب فحص شديد الدقة" من قبل هيئات مكافحة الاحتكار وسلطات تنظيم الأعمال في كل من أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء، خصوصاً مع وجود لينا خان، المشهورة بمواقفها الصلبة مع شركات التكنولوجيا الأميركية، على رأس هيئة التجارة الفدرالية.

 

ويأتي الإعلان عن الاستحواذ في وقت تواجه فيه "أكتيفيجن بليزارد" أوضاعاً حرجة، إذ كانت أخيراً عرضة لاحتجاجات عدد من الموظفين وشهدت استقالات، فيما رفعت إحدى الهيئات التابعة لسلطات ولاية كاليفورنيا الأميركية دعوى أمام القضاء بحق الشركة تضمنت اتهامات بـ"التحرش" والتسبب بالانتحار، تضاف إلى سلسلة طويلة من القضايا الأخلاقية.

 

ووقّع نحو 20 في المئة من موظفي "أكتيفيجن بليزارد" البالغ عددهم 9.5 آلاف شخص على عريضة تطالب الرئيس التنفيذي بوبي كوتيك بالاستقالة.

وكانت المفوضية الأوروبية قد وافقت في نهاية العام الماضي على صفقة استحواذ "مايكروسوفت" على شركة تكنولوجيا التعرف إلى الأصوات "ناونس" على أساس أن الصفقة لا تمثل أي خطورة على مستوى المنافسة في سوق المنطقة الاقتصادية الأوروبية.

 

وقالت المفوضية إنها وافقت على الصفقة من دون شروط على أساس أمور عدة منها حقيقة أن منتجات كل من "مايكروسوفت" و"ناونس" مختلفة تماماً، إضافة إلى أن المنافسين لشركة "ناونس" لا يعتمدون على منتجات "مايكروسوفت".

 

وستكون صفقة الاستحواذ المقدرة بحوالى 20 مليار دولار ثاني أكبر صفقة استحواذ لمجموعة "مايكروسوفت" بعد استحواذها على شبكة التواصل الاجتماعي للمهنيين والتوظيف "لينكد إن". وتُستخدم تكنولوجيا "ناونس" في شكل أساسي في قطاع الرعاية الصحية وتتيح للأطباء تسجيل المحادثات مع المرضى وإضافتها فوراً إلى السجل الإلكتروني للمريض.

 

لكن هذه المرة، من المرجح أن تتخذ السلطات الأوروبية موقفاً أكثر صرامة مع الصفقة الجديدة، إذ إنها قد تشكل نقطة تحوّل حاسمة في ساحة مبارزة بين الشركات العملاقة في القطاع الرقمي.

المصدر: النهار العربي

لميا نبيل

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

اللون الوردي.. مشكلة كبيرة تحاصر آيفون 13
"ميتا" تعمل على بناء الكومبيوتر الأسرع في العالم

https://www.traditionrolex.com/8