ما سبب الارتفاع المستمر لأسعار "نتفليكس"؟

تزداد كل عام تكلفة الاشتراك في منصّات عرض الفيديو والعروض التلفزيونيّة، لا سيّما "نتفليكس" التي رفعت أسعار جميع خدماتها مؤخّراً، لتصل خطّتها الأغلى إلى 20 دولاراً شهريّاً في منطقة أميركا الشمالية.

وفي حين أنّ ارتفاع الأسعار ليس من مصلحة المستخدمين، إلّا أنّ "ذا فيرج" يتوقّع استمرارها في السّنوات المقبلة، فلم يتوقّف الإنفاق على إنتاج المحتوى عن الارتفاع، ما تعيّن على الشركة مطالبة العملاء بمزيد من الأموال مقابل الاشتراك.

وقال كبير المحلّلين في شركة "باركس" بول إريكسون لموقع "ذا فيرج" إنّ "نتفليكس" تقوم بعمل جيّد، لكنّها تستمرّ في في تضييق الموارد الماليّة مع مرور الوقت. وأضاف أن الشركة لم تتردّد في رفع الأسعار نتيجة إخلاص عملائها، ما لن يؤثّر في أرباحها سلباً.

ويُعتبر أحد أهم أسباب احتياج "نتفليكس" للمزيد من المال هو الدفع مقابل إنتاج العروض والأفلام الجديدة. إذ تنفق منصّات البث جزءاً كبيراً من ميزانيّتها على إنتاج برامحها الأصليّة، حيث من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق العالمي للمنصّات 230 مليار دولار في عام 2022.

من خلال الاستثمار في إنتاج برامجها الخاصة، تسعى شركات البثّ الكبرى للإبقاء على مشتركيها وجذب مشتركين جدد في آن واحد.

ولفت إيركسون إلى أن استراتيجية "نتفليكس" قد نجحت بالفعل، فقد وصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 200 مليون مستخدم، ومن المتوقّع زيادة هذا العدد مستقبلاً. ومن المرجّح ألّا تؤثر الزيادات الطفيفة في الأسعار كل عام ونصف العام تقريباً على معدل زيادة المشتركين سنويّاً.

وقال العضو المنتدب لشركة "Wedbush" إنّه إذا رأى المستهلك أنّ ما تقدّمه الشركة مناسب للأسعار "المرتفعة"، فبإمكان "نتفليكس" رفع أسعارها دائماً من دون أن يتأثر عدد مشتركيها.

ويشير "ذا فيرج" إلى أنّ لـ"نتفليكس" سبباً آخر لزيادة أسعارها، وهو المنافسة مع منصّات مثل "HBO" و"ديزني بلاس"، ما ضغط على الشركة لتوسيع نطاق عملها وإنتاج عروض للإبقاء على المشتركين الجدد، والذي – بطبيعة الحال – يحتاج المزيد من النقود للقيام به.

وقال مدير العمليات في "نتفليكس" وكبير مسؤولي المنتجات غريغ بيتيرز العام الماضي إنما تقدّمه المنصّة له "قيمة ترفيهية مذهلة"، وأضاف أنه يمكن للشركة في بعض الأحيان "مطالبة المشتركين بالدفع أكثر قليلاً" للحفاظ على الجودة العالية لعملها.

بعبارة أخرى، فإنّ زيادة الأسعار ما هو إلا وسيلة لاستمرار المنصّة بتطوير محتواها وتقديم ما يناسب جميع المستخدمين.

المصدر: "النهار"