"القومي" يتحالف مع "الحزب": ترشيحات في دوائر عدّة ولا انتخاب بالمجان

كتبت صفاء درويش في موقع mtv:

منذ فوز قيادته الحالية بالانتخابات الحزبية وإقصاء النائب أسعد حردان عن القيادة، عاش الحزب السوري القومي الاجتماعي (الروشة) شبه مقاطعة من أحزاب الثامن من آذار، لا سيما ثنائي حزب الله ـ أمل، فتعاطى معه حزب الله بخجل بينما حسمت حركة أمل موقفها إلى جانب حردان، الذي انشق مشكّلًا قيادةً حزبية متواضعة العديد.

وفق مصادر 8 آذار، انتهى هذا الأمر اليوم، مع اقتراب الانتخابات النيابية، وتمّ تفعيل العلاقة السياسية بين حزب الله والقيادة القومية، حيث عقد الجانبان قبل فترة اتفاقاً قضى بالتحالف بينهما على مختلف الصعد، سياسيًا وانتخابيًا.
موقف حزب الله هذا، والذي قد يكون مختلفاً عن توجّه دمشق حتى الساعة، يعني أن الحزب اعترف بشرعية قيادة الروشة التي تمسك بالتنظيم الحزبي ومعها الأكثرية من القاعدة القومية، والتي كانت تركت الحزب خلال العهد الطويل لحردان في قيادته.
وتنبع خطوة حزب الله من وقائع المعطيات على الأرض في الحزب القومي والتطورات السياسية السريعة، وحاجة حزب الله لشدّ عصب حلفائه في تحالف 8 آذار في إطار لمّ شمل الفريق الذي بات منقسمًا على نفسه في التموضع والخيارات. 
من جهته، يعلّق عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي فراس الشوفي حول مسألة الاتفاق الأخير مع حزب الله، بالقول إن "التحالف بين قوى المقاومة على المستوى السياسي والانتخابي أمر طبيعي، خصوصاً في ظلّ الهجمة الدولية والإقليمية الحالية على فكرة المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، ومحاولات إدخال لبنان في مشروع التطبيع". لكن، وفق الشوفي، "التحالف المتين مع حزب الله لا يعني أن التحالف مسلّم به مع القوى الأخرى، إذا كانت لا تحترم حقّ الحزب القومي بالوصول إلى البرلمان وتريد فقط الحصول على أصوات القوميين".
ويعتبر الشوفي أن "قانون الانتخاب الحالي فاقد للمنطق والأخلاق، وهو معدّ لكي تحصل التحالفات على أساس طائفي وليس على أساس سياسي، وتغيير هذا القانون واجب لبناء الدولة المدنية الوطنية"، مؤكّداً أن "الحزب القومي منتشر في مختلف المناطق وهو ظُلم بفعل قانون الانتخاب الحالي والقوانين الطائفية المقسّمة على أساس الدوائر الصغيرة".
ويكشف أن حزبه "يدرس الخيارات كلّها، وفي حال حسم مشاركته في الانتخابات النيابية، فإنه يتجه للترشيح في عدد كبير من الدوائر حيث توجد قاعدة شعبية من القوميين ومن البيئة الوطنية"، وعدّد دوائر مثل عكار، الكورة، المتن الشمالي، الشوف، عاليه، بيروت الثانية، مرجعيون - حاصبيا وبعلبك ـ الهرمل.
أما على صعيد التحالفات، فيؤكد أن حزبه في طور دراسة خياراته، خصوصاً أنه يتمايز عن القوى الأخرى في الخيارات الاجتماعية والإقتصادية الحالية لا سيّما رفضه اللجوء لصندوق النقد الدولي وكيفية الخروج من الأزمة الحالية ومقاربة ملفّ التنقيب عن الغاز في البحر. 
ويقول إن الحزب وضع قاعدة أساسية في التحالفات الانتخابية باعتبار هدفها إيصال مرشحيه من دون أن تتناقض التحالفات مع توجّهات الحزب العامة في السياسة ومن دون تسليم في كامل خيارات الحلفاء الاقتصادية والسياسية. 
ويكشف الشوفي أن "قيادة الحزب والمكتب السياسي على تواصل مع مختلف الحلفاء الطبيعيين، مثل التيار الوطني الحر وتيار المردة والنائب طلال أرسلان والوزيرين السابقين وئام وهاب وحسن مراد وآخرين من مجموعات وطنية في المناطق بدأت تتشكّل حديثاً". ويعتبر الشوفي أن الخلاف بين المردة والتيار الوطني الحر مضرّ لفريقه السياسي، بينما كان تحالفهما ليضع الامور في خانة أفضل ويعطي بعداً سياسياً للمعركة ويحسّن شروط المواجهة المحتدمة في دائرة الشمال الثالثة. ويؤكد الشوفي أن القوميين لن ينتخبوا اليوم بالمجان، فهم ظُلموا في الفترة الماضية واليوم يدركون كيف يوجّهون أصواتهم.


فبعد تثبيت تحالفها مع حزب الله، هل تنجح القيادة الحزبية الجديدة في لعب دورٍ في البرلمان عجز أسعد حردان سابقًا عن القيام به؟

المصدر: "MTV - صفاء درويش"