https://www.traditionrolex.com/8


مقابل 7 آلاف دولار فقط ... هذا هو الرّجل الذي كان مستعداً لبيع أسرار إسرائيل لطهران


On 27 November, 2021
Published By Tony Ghantous
مقابل 7 آلاف دولار فقط ... هذا هو الرّجل الذي كان مستعداً لبيع أسرار إسرائيل لطهران

في 19 شباط (فبراير) 2013، دخل شاب الى بنك "ميركانتيل ديسكونت" في شارع اليركون في تل أبيب، واقترب من أحد مسؤولي الفرع، ووضع مسدس غاز مسيل للدموع أمامه وورقة مكتوباً عليها: "هذه سرقة، ضع المال في الكيس". سلّم الموظف الخائف على عجل السارق مبلغاً كبيراً من المال وُضع في كيس، وغادر الرجل المكان بسرعة وبين يديه مبلغ كبير. كان من الممكن أن تكون السرقة الصامتة ... مثالية، لولا أن البنك يقع أمام السفارة الأميركية وسط تل أبيب. اكتشف حارس الأمن في السفارة التي تعيش حالة تأهب مستمرة هذه الواقعة، وقرر ملاحقة الجاني الذي حاول الهروب من دون جدوى، وبعدما قبضت عليه الشرطة واستجوبته، أخبرهم أن الذي يقف وراء هذه السرقة وخطط لها اسمه عمري غورين غوروشوفسكي.   

                                                                     هرب غورين الذي كان آنذاك في الثلاثين من عمره ولديه سجل إجرامي مليء وخطير، بمجرد أن علم أن السرقة التي تورط فيها قد فشلت، واختبأ في صحراء يهودا بالقرب من البحر الميت خمسة أيام، حتى تمكنت الشرطة من تتبع خطاه واعتُقل وبحوزته 120 ألف شاقل، ما يعادل 38 ألف دولار، وخلال بحثهم في هاتفه الخلوي، وجد المحققون أن غورين كان قد بحث في المواقع الإخبارية الإسرائيلية عن إشارات عن الجريمة التي خطط لها، لكن من المحتمل جداً أنه أصيب بخيبة أمل لأن عملية السطو على البنك لم تحظ بتغطية إعلامية واسعة وكبيرة كما توقع لها، لكن جريمة غورين التالية، ستحتل بالفعل كل العناون وتصبح حديث اليوم في البلاد.

 

 

عمري غورين غوروشوفسكي

 

بعملية السرقة هذه بدأت مجلة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأسبوعية رواية القصة الكاملة لعمري غورين غوروشوفسكي (37 عاماً)، المتهم الذي قام تحت أعين جهاز "الشاباك"، وتحديداً من منزل وزير الدفاع الإسرائيلي، بعرض تقديم خدماته الى الحرس الثوري الإيراني. وتطرقت الصحيفة الإسرائيلية الى سنوات طفولته الصعبة والأسرة الممزقة التي نشأ فيها وهروبه الى عالم الجريمة والسرقة، ومن ثم دخوله السجن تكراراً.

 

وكتبت المجلة أن من الواضح أن غورين نفسه أراد الاستفادة من وظيفته كعامل للنظافة في منزل وزير الدفاع الأسرائيلي بيني غانتس، من أجل نقل معلومات حساسة الى مجموعة القراصنة "بلاك شادو" الإيرانية التي شنت هجمات سايبرانية على مواقع إسرائيلية قبل أسابيع، وهو متهم حالياً بارتكاب جرائم تجسس خطيرة، ويواجه حالياً عقوبة سجن طويلة، ولن تكون هذه المرة الأولى التي يرى فيها غورين السجن من الداخل. فعلى مدار العشرين عاماً الماضية، أدين بارتكاب مجموعة متنوعة من الجرائم، من الاحتيال على بطاقات الائتمان، وصولاً الى سلسلة من عمليات السطو على البنوك، وقضى خمس فترات سجن طويلة، ووفقاً للتحقيقات، فإنه في المتوسط تم الحكم عليه بالسجن مرة كل عامين، وفي كل مرة تصبح أفعاله الإجرامية أكثر جرأة، وفي كل مرة يطلق سراحه فيها كان يتعهد عدم القيام بأي أفعال إجرامية، وقبل أن ينتهي حتى من أداء القسم كان قد سجن بالفعل مرة أخرى.

 

ولفتت المجلة الى أن وصول مجرم مخضرم مثل غورين، قضى نصف حياته خلف القضبان الى منزل خاص بأحد أكثر الأشخاص أمناً في إسرائيل هو إخفاق محرج لوحدة الأمن الشخصي للشخصيات الكبيرة في جهاز الأمن العام، ستترتب عليها إعادة صوغ الهيكلة الداخلية للجهاز والمسؤولين فيه، بعدما تركت شخصاً لديه كل هذا التاريخ الإجرامي يتجول في مثل هذا المكان الحساس.

 

وتابعت المجلة بأنه الى جانب المآسي العائلية التي عاشها، فإن لغورين هدوءاً مخيفاً، المواطن الروماني الذي هاجر الى إسرائيل في سن الثامنة، ونشأ في عائلة فقيرة ممزقة، وكان يدعى سيرجي غوروشوفسكي، وفي وقت لاحق من وصوله الى إسرائيل، تبنى اسم عمري ونقل اسمه الأخير الى غورين، اختفى والده البيولوجي من حياته تماماً عندما كان طفلاً، ثم تخلّت عنه والدته أيضاً بعدما تزوجت رجلاً مدمناً على الكحول كان يعامل الأم وأولادها بعنف شديد، ولم يمض وقت طويل حتى بدأت الأمور تزداد سوءاً، في ظل هذه الظروف الاستثنائية، تحوّل غورين الى مجرم في سن مبكرة، بل إنه تعاون في بعض جرائمه مع شقيقيه الأصغر سناً منه بأربع وست سنوات، إدمانه على المخدرات دفع المحكمة في إحدى المرات الى إرساله برنامج إعادة التأهيل وعلاج الإدمان والتخفيف من حكمه.

 

منزل غانتس

وأضافت المجلة أنه بين دخول غورين المتكرر الى السجن وخروجه، تزوج قبل عشر سنوات من عنات ولهما ثلاثة أطفال، وبعد إطلاق سراحه الأخير من السجن، أنشأ غورين وزوجته شركة لتنظيف المنازل والمكاتب والسلالم، وعمل الاثنان في منطقة روش هاعين، وكان لديهما عدد لا بأس به من الزبائن في الحي القريب من فيلا عائلة غانتس، ووفقاً للمجلة، يبدو أن الاثنين بدآ العمل في منزل غانتس في الفترة التي تلت تقاعده من الجيش الإسرائيلي كرئيس لهيئة الأركان، وقبل دخوله معترك السياسة، وهي الأيام التي لم يكن يعتبر فيها شخصية أمنية ولم يكلف نفسه عناء إجراء أي فحص أمني لهما ويبدو أنه لم يكن مهتماً بماضي غورين. عمل الزوجان ثلاث سنوات في منزل وزير الدفاع، تمكن خلالها غورين من البقاء خارج السجن لفترة طويلة، لكن منذ نحو شهر قامت مجموعة قراصنة تدعى "عصا موسى - ماتا موشيه"، بنشر صور شخصية لغانتس على الإنترنت وهددت وزير الدفاع "نعرف كل قرارتك"، عندما رأى غورين هذا الموضوع في وسائل الإعلام، بدأت العجلات في ذهنه بالعمل. بالتزامن مع نشر مجموعة "عصا موسى"، نُشرت أخبار إضافية في وسائل الإعلام حول نشاط لمجموعة قراصنة آخرين "بلاك شادو"، هذه المجموعة التي لا يعرف أحد على وجه اليقين مصدرها، لكن المجتمع الإلكتروني يميل الى الاعتقاد أنها إيرانية، وبعد تنفيذ الهجمات الإلكترونية ضد أهداف واختراق مواقع إسرائيلية، سربت المجموعة معلومات طبية لعشرات الآلاف من الإسرائيليين، وعرضت بيع تفاصيل بطاقات الائتمان لآلاف آخرين.

 

وكما جاء في لائحة الاتهام المرفوعة ضده هذا الأسبوع في المحكمة المركزية في اللد، قرر غورين قبل شهر ونصف الاتصال بمجموعة "بلاك شادو" من أجل التعامل معها من خلال إرسال رسائل مجهولة المصدر تمكن خلالها من التواصل مع ممثل عن المجموعة، وعرف عن نفسه بأنه يعمل لدى وزير الدفاع الإسرائيلي ولديه القدرة على المساعدة، وعرض إعطاء المجموعة معلومات من منزل وزير الدفاع، بل أضاف بمبادرة شخصية أنه يمكنه زرع "دودة كمبيوتر" على الجهاز الشخصي لغانتس باستخدام "يو أس بي"، وطلب مبلغ 7000 دولار مقابل ذلك، وبعدما تأكد ممثل المجموعة من مصداقية غورين، قرر التأكد من قدراته على التجول أثناء العمل، وطُلب منه إرسال دليل، فقام غورين بتصوير مكتب غانتس وأجهزة الحاسوب الخاصة به وهاتفه الشخصي، وصوّر أيضاً صندوقاً يحتوي على تفاصيل عسكرية وأرقاماً تسلسلية وخزنة، ولإقناع القراصنة بأن هذا منزل غانتس، قام غورين بتصوير هدايا تذكارية عسكرية منحت لغانتس خلال فترة توليه منصب رئيس هيئة الأركان، وصور لغانتس وعائلته، حتى أنه صور فاتورة ضريبة الممتلكات الخاصة بمنزل غانتس، وبعدما أرسل كل الصور عبر تطبيق التلغرام، محاها من هاتفه.

 

وختمت المجلة تقريرها بالقول - من دون التقليل من حجم الإحراج الذي تسبب به هذا الحادث لجهاز الأمن العام - أن مجموعة القراصنة استجابت بسرعة لجهود غورين التجسسية، فبعد يومين عاودت مجموعة القراصنة الاتصال به، وبعد يومين ألقى جهاز "الشاباك" القبض على غورين وزوجته، وخلال التحقيق اعترف على الفور وأضاف أنه تصرف لأسباب اقتصادية، كما تم التحقيق مع زوجته، لكن جهاز الأمن العام يعتقد أن غورين تصرف بمفرده ومن دون علم زوجته.

المصدر: النهار العربي

فلسطين- مرال قطينة

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

قرار بريطانيا حظر «حماس» وتصنيفها «منظمة إرهابية» صار رسمياً
مرشح شاب للانتخابات الليبية: المفاجآت واردة

https://www.traditionrolex.com/8